أردوغان قاتل المسلمين يتاجر بالدين.. ينفخ في نار فتنة الرسوم المسيئة
السبت، 31 أكتوبر 2020 07:00 معنتر عبد اللطيف
الديكتاتور العثماني ينفخ في نار فتنة الرسوم المسيئة لغسل يديه الملطخة بدماء الأبرياء في سوريا وليبيا والعراق
أكاذيب لا نهاية لها، واستغلال للدين لا يعرف خجلا.. بهذا النهج تحرك ولازال يتحرك ديكتاتور تركيا والحالم بالخلافة، رجب طيب أردوغان، الذى يدير أجندة مؤامراته الخارجية وفق منطقه الخاص القائم على تمويل للإرهاب، والإقدام على نزوات عسكرية، وأخيراً وليس أخراً استخدام الدين ستار للقتل، وأيضاً سلاح في حروبه السياسية، مثلما هو الحال فى موقفه الأخير من فرنسا، التي كانت شاهدة على الاستغلال الفج والمفضوح للشعارات الدينية من جانب أردوغان لتحقيق مآرب سياسية.
ويعتمد أردوغان ونظامه على ترويج الأكاذيب وبث الشائعات والنفخ في نيران الفتنة للتخديم على أهدافه وتسويق وتقديم نفسه بوصفه المدافع عن الإسلام، وفى الحقيقة هو ابعد ما يكون عن ذلك، فاغراضه من الحملات التي يفتعلها مرتزقته عبر وسائل إعلامه وكذلك عبر السوشيال ميديا لا تعدوا عن كونها متاجرة بالمواقف والأحداث، وآخرها دعوة الديكتاتور التركي لحملة كبيرة لمقاطعة المنتجات الفرنسية بزعم "نصرة الدين الإسلامي" والدفاع عن النبي محمد (ص) ضد الإساءات، متجاهلا أنه السبب في مقتل عشرات الآلاف من المسلمين في عدد من الدول الإسلامية والعربية، وعلى رأسها سوريا والعراق وليبيا من خلال دعمه للصراعات المسلحة بها، فالاغا العثمانى يدغدغ مشاعر البسطاء من أجل أهدافه السياسية ومشاريعه التوسعية بالمنطقة العربية.
هجوم أردوغان على فرنسا واستخدام الرسوم المسيئة للرسول كستار من قبل الديكتاتور العثمانى، في حقيقة الأمر هدفه واضح، وهو تصفية حسابات مع الرئيس الفرنسي بالتزامن مع تصاعد الخلافات بين البلدين فى الأشهر الأخيرة بشأن قضايا تشمل القتال فى سوريا وليبيا ناغورني كاراباخ، حيث يتبع " أردوغان " سياسة الابتزاز ليس لفرنسا فقط بل لمعظم دول الاتحاد الأوروبى فقد سبق و هدد بفتح الأبواب أمام المهاجرين إلى أوروبا في حال عدم تقديم المزيد من الدعم الدولي، وقال أردوغان في مؤتمر صحفي إلى جانب رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان "كما قلت سابقا، لن يكون أمامنا من خيار سوى فتح الأبواب. وإذا فتحنا الأبواب، فمن الواضح أين ستكون وجهتهم".
وجاءت دعوة أردوغان لمقاطعة المنتجات الفرنسية، فى محاولة بائسة للتشويش على حملة المقاطعة العربية التى نجحت مؤخرا للحد من شراء المنتجات التركية بسبب سياساتها العدوانية فى المنطقة العربية، وتسببت في توجيه ضربة قاضية للاقتصاد التركى، وتراجع حاد في قيمة الليرة التركية، وهو ما دفع أردوغان إلى توجيه مرتزقته عبر وسائل التواصل الإجتماعى لتحويل دفة المقاطعة لدولة أخرى، وكانت فرنسا هي الهدف، وساعدته في دعوته ربيبته "قطر".
والغريب في الأمر أن تركيا وقطر، الذين يقودون حملة لمقاطعة فرنسا هما من أكبر البلدان امتلاكاً لاستثمارات بفرنسا، واعترف وزير خارجية تركيا، مولود جاويش أوغلو، منذ عام أن حجم التبادل التجارى بين تركيا وفرنسا سوف يتم رفعه إلى 20 مليار دولار سنويًا، وهو ما حدث بالفعل خلال الشهور الأخيرة من استثمارات وتجارة متبادلة بين البلدين، كما تعد قطر من أكبر الدول المستثمرة فى فرنسا بل أنها من أكبر 5 دول أجنبية تستثمر الأموال فى الأراضى الفرنسية، ولم تعمل قطر حتى اليوم على سحب استثماراتها من بلاد النور، ولم تغلق أحد أكبر وأشهر النوادى الفرنسية التى يمتلكها صديق أميرها الحكام تميم بن حمد، ناصر الخليفى وهو نادى "باريس سان جيرمان" وغيرها من المشاريع الضخمة التى تستثمر فيها.
وكشف التقارير الإعلامية الفرنسية أن الاستثمارات القطرية الضخمة فى باريس تتركز فى النوادى الرياضية والملاهى الليلية ومجالات العقارات والصناعة، ووفق تقرير لصحيفة "لاكروا" الفرنسية، فإن قطر من أولى الدول العربية المستثمرة فى البلاد منذ 11 عاما وتحديدا منذ عهد ولاية الرئيسين السابقين نيكولا ساركوزى وفرنسوا هولاند.
أحدث التقديرات الفرنسية أكدت أيضاً أن الاستثمارات القطرية فى فرنسا وصلت لأكثر من 40 مليار دولار، وزادت فى عام 2017 وحده بنحو 30%، حيث قامت الدولتان خلال السنوات الأخيرة بتوقيع اتفاقيات متعددة منها اتفاقيات بقيمة 12 مليار يورو خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الدوحة فى ديسمبر 2017، منها العقود التى وقّعها البلدان لتشغيل وصيانة مشروع "مترو الدوحة" ومشروع "ترام لوسيل" لمدة 20 عامًا مقبلة، حيث تم توقيع العقد مع مؤسستى "را تى بي" و"أس أن سى أف" الفرنسيتين الرائدتين فى مجال النقل عالميًا، وبما يسمح من الاستفادة من كفاءة 400 ألف عامل يعلمون فى كلتا المؤسستين، إلى جانب الفوائد التى تعود على الاقتصاد الفرنسى جراء ذلك. هذا إلى جانب مشاريع الطاقة الاستراتيجية بين "قطر للبترول" و"توتال الفرنسية" والتى يمتد أغلبها لـ 25 عاما.
وتُعد قطر المستثمر الأول من بين دول المنطقة فى فرنسا، وتسهم فى بعض أهم الشركات الفرنسية فعلى سبيل المثال لا الحصر تستحوذ قطر على نسبة 100% من نادى باريس سان جرمان، و100% من عمارة الإليزيه، 85.7% من ورويال مونسو، وتوتال 2%، وفيوليا 5%، ولاجاردير 16.75% وفينشى 5.5%.
ورغم تراجع أسعار النفط والغاز فى مختلف الأوقات، فتشهد الاستثمارات القطرية فى فرنسا نموًا متواصلًا، وتشمل العديد من القطاعات مثل الطاقة والعقارات والفنادق والخدمات المالية والاتصالات والرياضة، وأدت هذه الاستثمارات، فى قطاع الفنادق وحده، إلى خلق 1500 فرصة عمل مباشرة فى فرنسا وآلاف فرص العمل غير المباشرة. وان استثمارات جهاز قطر للاستثمار تصل إلى 25 مليار يورو (30 مليار دولار) أى ما يوازى 11% من قيمة استثمارات الجهاز، بالإضافة إلى الاستثمارات الخاصة التى تصل إلى 10 مليارات دولار".، كما تساعد الاستثمارات القطرية فى فرنسا على توفير نحو 60 ألف فرصة عمل.
وبعيداً عن التناقض الشديد في مواقف أردوغان، فقد تناسى السفاح العثمانى أنه أكبر متهم بقتل المسلمين، وجرائمه ضد الأكراد شاهده على ذلك، وهو ما دعا صحيفة " الجارديان البريطانية" لفضح جرائم قتله لهم في تقرير نشر لها بعنوان" أردوغان منافق يقتل الأكراد ويدين التمييز الأمريكي" وذلك عقب مقتل الشاب الكردي البالغ من العمر 20 عاما ما أثار موجة من الاتهامات بالتمييز ضد تركيا بسبب سوء معاملة الأقلية العرقية. ونقلت التقارير الإخبارية الأولية عن أحد أفراد أسرة الشاب الكردي «تشاكان» أنه تعرض للهجوم لأنه كان يستمع إلى الموسيقى باللغة الكردية. بينما قال والد تشاكان في مقابلات لاحقة أن الهجوم لم يكن بسبب الموسيقى الكردية، إلا أن الدلالات العنصرية للقتل أدت إلى تدفق الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أن أردوغان تناسى أن يديه لاتزال ملطخة بدماء المسلمين الأبرياء الذين راحوا ضحية دعمه للإرهابيين في سوريا وليبيا والعراق.
من جهة أخرى أكد مراقبون أن الهجوم الشديد الذي تقوده الدوحة وأنقرة ووسائل الإعلام المؤيدة لجماعة الإخوان ظاهره الدفاع على الدين، في أعقاب أزمة الرسوم المسيئة، لكن باطنه الحقيقى هو عرقله فرنسا لأجندات الخراب التي تقودها قطر وتركيا فى كلاً من ليبيا وشرق المتوسط، خاصة بعدما أظهرت دول أوروبا قلقاً بشأن دعم كل من تركيا وقطر للجماعات المتطرفة، تحت غطاء بناء المساجد والجمعيات الخيرية، واتجهت بعض دول الاتحاد الأوروبي إلى إغلاق العديد من المساجد التي يديرها أتراك وأخرى ممولة من قبل قطر، ورفضت استقبال أئمة جدد من تركيا، بعد كشف حقيقة أن الأئمة الأتراك يمارسون أنشطة تجسسية لصالح الاستخبارات التركية، ويتلقون تمويلا من تركيا.
وكشفت صحيفة "دير شبيجيل" الألمانية العام الماضى أن أردوغان يستخدم شبكة "DITIB" اتحاد الأئمة التركي في برلين "كجزء من شبكات التحكم في الأتراك المغتربين من أجل أهدافه الخاصة، وأشار الموقع ذاته إلى أن "ديتيب" تلقت أموالا في السنوات الماضية من صناديق مالية مختلفة تابعة للدولة الألمانية ودول أوروبا، على رأسها صندوق خاص بالدعم في إطار الخدمة التطوعية لدى الجيش الألماني، وبرنامج "أن تعيش الديمقراطية" الذي تشرف عليه وزارة شؤون الأسرة الألمانية.