العالم ينتقد تذرع أردوغان بمحاولة الانقلاب الفاشلة لسحق الحريات في تركيا
السبت، 31 أكتوبر 2020 04:00 م
ألقى موقع «بيزنس ستاندرد» الهندى، والذي يعد أكبر المواقع الإخبارية الهندية، الضوء على أسباب هجوم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، تحت عنوان «هجوم أردوغان على ماكرون يهدف إلى صرف النظر عن حكمه الفاسد»، قائلا: إنه اختار هذه المعركة مثل العديد من الصراعات الأخرى غير الضرورية، فقط لصرف انتباه الأتراك عن فشله في الحكم، حتى يتمكن من الاستمرار في الظهور على أنه المصلح للعظمة التركية، المتمثلة في معارضة الغرب.
ويزعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن فرنسا معادية للإسلام من الناحية الدستورية، ليختار بذلك معركة جديدة مع أوروبا التي يقول إنها تروج للإسلاموفوبيا، وهاجم مرارًا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قائلا إنه يجب أن يخضع لفحص صحته العقلية، وحث أردوغان المسلمين في كل مكان بمقاطعة البضائع الفرنسية، متظاهرًا بالتحدث نيابة عن دين بأكمله. وقال الموقع إن المسلمين والأوروبيين من ديانات أخرى لا ينبغي أن يقعوا في فخ الاستفزاز، مضيفا: «سيكون الأمر أشبه بالخضوع إلى استهزاء المتنمر، أمر لا طائل منه، وغير مهذب، ولكنه خطير».
وسرد الموقع كيف قطع مراهق مولود في الشيشان رأس صمويل باتي ، وهو مدرس في إحدى ضواحي باريس هذا الشهر، بعد أن عرض باتي لطلابه رسومًا كاريكاتورية للنبي محمد في درس في التربية المدنية حول حرية التعبير، تضمن مناقشة الهجوم الإرهابي قبل خمس سنوات على مجلة شارلي إيبدو الساخرة. وردا على ذلك، قام ماكرون بقمع بعض المناطق التي شهدت خروج بعض المتطرفين حيث انتهز أردوغان رد الفعل هذا للتظاهر بأن ماكرون وفرنسا وكل أوروبا ضمنيًا أعداء للإسلام، مثل الصليبيين في العصر الحديث.
ورغم أن الموقع اعتبر أن ماكرون كان محقا في الدفاع عن حرية التعبير، في بلده الذي يفتخر بالعلمانية، ولديه على حد تعبيره، «الحق في التجديف»، إلا أنه بعد ذلك قد تجاوز، ولم يكن له الحق أن يؤكد أن الإسلام: «يعيش أزمة في جميع أنحاء العالم اليوم». وقال الموقع إن تغير موقف اردوغان سياسى، حيث كان هناك وقت لم يكن يرى فيه الغرب على أنه عدو لتركيا ، بل أراد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ولكن، بعد أن شعر بالازدراء من قبل بروكسل وبرلين وباريس وعواصم غربية أخرى، فقد تحول إلى شعبوي ووحدوي وقومى.
وتابع: «لقد استخدم محاولة الانقلاب الفاشلة في الداخل كذريعة للقضاء على الحريات المدنية بما في ذلك حرية التعبير التي تمثلها فرنسا الآن. وقد أساء إدارة اقتصاد تركيا». وأضاف الموقع أنه لإلهاء الأتراك عن هذه الإخفاقات، يحاول المطالبة بعباءة العظمة العثمانية والإسلامية السابقة. لذا فهو يرفض الإرث العلماني لمصطفى كمال أتاتورك (أبو الأتراك). لهذا السبب، فعلى سبيل المثال، حوّل أردوغان آيا صوفيا في اسطنبول إلى مسجد، وكان بناها الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول في القرن السادس، وكانت لقرون أكبر كنيسة في المسيحية، إلى أن قام السلطان العثماني محمد الثاني عام 1453 بتحويلها إلى مسجد.
وأوضح الموقع: «يريد أردوغان من تركيا أن تظهر باعتبارها القوة الحامية للإسلام السني، كما كانت الإمبراطورية العثمانية في السابق، ويريد إبراز قوته في كل الاتجاهات، تجاه موسكو كما هو تجاه الغرب. لهذا السبب يتدخل في النزاعات حول المنطقة، من سوريا إلى ليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط ، والآن أيضًا في المعارك بين الأذربيجانيين والأرمن. في العديد من هذه الصراعات يواجه فرنسا في الجانب الآخر».
وأكد «بيزنس ستاندرد» أنه اسميًا ، تركيا عضو في حلف الناتو ولا تزال مهتمة رسميًا بالتقدم للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وفي الواقع، يحتاج أردوغان إلى تصوير أوروبا على أنها العدو، لأنه ضعيف في وطنه، سوف ينتهز أي فرصة دعائية تتاح له.