في وقت تتزايد فيه فضائح جماعة الإخوان الإرهابية، سعت الجماعة إلى محاولة رأب الصدع في صفوف قياداتها الهاربين إلى تركيا وقطر، على الرغم من حجم الفساد المالي والأخلاقي داخل قنواتهم.
ومؤخراً لجأ قادة الجماعة إلى إطلاق مبادرة للملمة فضائحهم، والتوقف الفوري عن التراشق وتبادل الاتهامات عبر صفحات السوشيال ميديا، الأمر الذي يندرج تحت إطار محاولاتهم للتستر على الفساد المالى والأخلاقى تحت مسميات براقة.
ياسر العمدة الإخواني الهارب إلى تركيا، أطلق هذه المبادرة، إذ أطلق نداء موجها لمن سماه بـ"نداء إلى رفقاء المهجر"، طالبهم فيه بالتوقف عن نشر التجريح أو الاتهامات التي لا تستند سواء بحق او بباطل لعدم تشويه صورتهم جميعا الواحد تلو الأخر.
وطالب العمدة بالتوقف الفوري عن التراشق والاتهامات المتبادلة بالتلميح أو التصريح، كما طالب الجميع بحذف أي منشورات أو فيديوهات تحمل هذا المعني بأثر رجعي من علي منصات السوشيال ميديا، مستطرداً: "من كان منا له حق موثق لدى أحد منا فعليه اتباع طرق بديلة محترمه لأخذ حقة تحافظ على احترامنا لأنفسنا".
ويرى مراقبون أن هذه المبادرة خي تحول مفاجئ عن خط كان قد اتخذته بعض الشخصيات التي تقيم في تركيا تمثل في الكشف عن الكثير من مظاهر الفساد المالي والإداري والأخلاقي للجماعة في إدارتها لملف المصريين المقيمين في تركيا وإدارتها للملف الإعلامي والمالي، كانت قد تعرفت عليه من خلال احتكاكها المباشر مع قيادات الإخوان هناك ومن خلال اطلاعها عن قرب على الكثير من مظاهر الفساد المالي والإداري والأخلاقي.
وسبق وجرت محاولات عديدة مع تلك الشخصيات من جانب قيادات الجماعة في تركيا، ومن خلال أطراف وسيطة كذلك عملوا على احتوائهم وقطع هذا المسار، مستخدمين الجانب العاطفي للتأثير عليهم والمتمثل في حثهم على وحدة الصف وأنه يجب التركيز على الصراع مع الدولة المصرية وعدم تشتيت الجهد في صراعات داخلية يمكن أن يتم حلها بسهولة، أو هكذا يدعون، وهذا الأسلوب تجيد الجماعة استخدامه جيداً في كتم أي صوت معارض بداخلها، ووقف أي محاولة للتغيير، وإبقاء الوضع على ما هو عليه، وصرف الأنظار عن أخطاء وخطايا قيادات الجماعة والتستر على أي مخالفة أو جريمة، والتحلل من أي مسئولية.
عماد على الباحث في شئون حركات التيار الإسلامي، أشار إلى أن هذه المحاولات ستفشل، مؤكدا :" لكن هذا التراجع وإن كان حقق ما تصبوا إليه الجماعة، وأوقف خروج المزيد من المعلومات عن كم الفساد المختبئ خلف أسوار التنظيم، إلا أنه وضع مؤقت، وسوف يتسبب حجم الفساد وضغط الواقع الذي لن يتغير في إعادة خروجه للعيان مرة أخرى، فإن استطاعوا إخفاء الجثة حينًا، فلن يستطيعوا إخفاء رائحتها التي تزكم الأنوف من على بعد أميال، كما أن إخفاء الحقائق من جانب من عرفها واطلع عليها لهي برأيي جريمة في حق المجتمع وفي حق التاريخ، فتجاوز الواقع السيئ وإصلاح الأخطاء لن يتم إلا بمعرفتها والكشف عنها، وإن إخفاءها ليعكس ضعفًا وقصورًا في الضمير!"