مدينة رشيد، واحدة من أشهر المدن المصرية القديمة، والتي ينتهى عندها شريان الحياة لدى المصريين "نهر النيل"، والتى تمتلك مقومات اقتصادية وسياحية هائلة بما تمتلك من الآثار الإسلامية والفرعونية، وعلى أرضها تم اكتشاف حجر رشيد الذى أضاء للدنيا كلها مصباحا جديدا للحضارة الإنسانية، كما شهدت أرضها معارك ضارية ضد الاحتلال، ورغم ذلك كله عانت رشيد من الإهمال طوال العقود الماضية لذلك كانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى واضحة لتنفيذ المشروع القومى لتنمية وتطوير رشيد من أجل إعادة مدينة رشيد إلى رونقها القديم لتكون إضافة للاقتصاد المصرى وقبلة للسياحة العالمية، وتنوعت المشروعات التنموية على أرض مدينة رشيد لتضم العديد من المشروعات السياحية والخدمية.
وكشف اللواء هشام آمنة محافظ البحيرة اهتمام القيادة السياسية بتطوير مدينة رشيد كمشروع قومى لما تتمتع به من مقومات سياحية وتاريخية وثقافية وتراثية بالإضافة لإنشاء مدينة رشيد الجديدة على غرار مدينة العلمين وذلك بالتزامن مع تطوير المدينة التاريخية والتراثية، مشيرا إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بإنشاء رشيد الجديدة لتكون على غرار العلمين الجديدة وكذا بشاير مشروع بشاير الخير 4 والتى ستحقق نقلة نوعية بالمنطقة.
وأوضح محافظ البحيرة، أنه جار تنفيذ مشروع ميناء الصيد برشيد بتكلفة إجمالية 600 مليون جنيه على مساحة 48 ألف متر ومكون من 12 مبنى ورصيف بطول 850 مترا وسعة الميناء 50 مركب / ساعة ويعد هو الأول من نوعه بمصر ونسبة التنفيذ تخطت 88 %، مضيفا أن إجمالى عدد المشاريع الخاصة بتطوير مدينة رشيد بلغت 21 مشروعا جديدا بتكلفة تتجاوز 254 مليون جنيه تم الانتهاء من 11 مشروعا منها بتكلفة إجمالية 148 مليون جنيه وجارى العمل بعدد 10 مشاريع بتكلفة إجمالية 106 ملايين جنيه.
وأشار محافظ البحيرة إلى تخصيص 42 فدانا لمشروع بشاير الخير 4 برشيد وهو عبارة عن 66 عمارة ستضم عدد 4629 وحدة سكنية، بالإضافة إلى منطقة خدمات تضم مسجدا ومدرسة ومستشفى بطاقة 150 سريرا، بالإضافة إلى محال تجارية ومراكز حرفية، مضيفا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أصدر قرارا بإعادة تخصيص مساحة 3185 فدانا لصالح هيئة المجتمعات العمرانية لإنشاء مدينة رشيد الجديدة بواجهة شاطئية بطول 10 كم وتبعد عن الطريق الدولى 5 كم ومقسمة إلى 3 مساحات منها 443 فدانا بمنطقة المثلث الذهبى الذى تتلاقى فيه مياه النيل بالبحر الأبيض المتوسط.
من جانبه أكد المهندس مصطفى إسماعيل المدير التنفيذى لمشروع تنمية وتطوير مدينة رشيد، أن العمل يقام على قدم وساق للانتهاء من هذا المشروع العملاق تبلغ تكلفته أكثر من 2 مليار جنيه ويستهدف تحقيق طفرة اقتصادية هائلة لأهالى المنطقة بأكملها، مضيفا أن مشروع التطوير يضم ترميم الآثار الإسلامية مثل قلعة قايتباى والمنازل التراثية مثل منزل الاميصلى وكذلك الشوارع العتيقة بوسط المدينة مثل دهاليز الملك والشيخ قنديل بالإضافة إلى ترميم المساجد الأثرية مثل ساحة ومسجد أبو مندور ومسجد المحلى وزغلول.
وأوضح المدير التنفيذى لمشروع تنمية رشيد، أن أعمال التطوير تشمل استكمال كورنيش النيل وإنشاء مراسى جديدة وتشغيل أتوبيس نهرى لخدمة السياحة الداخلية وكذلك الانتهاء من تركيب الأعمدة الديكورية وإنارتها بالكامل بطول كورنيش النيل، لافتا إلى أن مشروع التطوير يشمل إنشاء مؤسسات خدمية لتلبية احتياجات المواطنين مثل إنشاء مركز للشرطة ومجمع للمحاكم ومبنى للسجل المدنى مراكز لخدمة المواطنين وأسواق للأسماك والخضراوات ونقل مصانع الطوب المطلة على النيل إلى أماكن بديلة للحفاظ على البيئة.
وأشار مدير مشروع تطوير رشيد، إلى أنه تم ضخ نحو 160 مليون جنيه لاستكمال باقى منشآت ميناء الصيد وإزالة كافة العوائق أمام هذا المشروع القومى وذلك لافتتاحه العام المقبل، مضيفا أنه تم إنشاء هذا الميناء وفقا للمواصفات الدولية فى هذا المجال ليكون أول ميناء متكامل للصيد فى مصر ويستهدف إقامة منظومة متكاملة لصيد الأسماك وكذلك مواجهة الهجرة غير الشرعية التى تستخدم مراكب الصيد فى الهروب إلى خارج الحدود وذلك عن طريق إحكام الرقابة على مسار خروجها.