بعد اكتشاف شبكة تجسس تركية.. النمسا تسعى "لتأديب" أردوغان بفرض عقوبات عليه عبر الاتحاد الأوروبي

الأحد، 18 أكتوبر 2020 12:24 م
بعد اكتشاف شبكة تجسس تركية.. النمسا تسعى "لتأديب" أردوغان بفرض عقوبات عليه عبر الاتحاد الأوروبي
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

شبكة تجسس تركية أزاحت السلطات النمساوية الستار عنها، واكبها اعترافات عميل تركي آخر عن مخطط أنقرة لتنفيذ اغتيالات وهجمات إرهابية بفيينا، وهو ما فح الباب للتساؤل عن كيفية معاقبة النظام التركي على هذه الأفعال.

البداية كانت في ألأغسطس الماضي عندما أعلنت السلطات النمساوية اكتشاف شبكة تجسس تركية في الأراضي النمساوية، حيث قالت صحيفة "كرونه" النمساوية إن سلطات إنفاذ القانون في فيينا تتبعت أثر جاسوس تركي خلال التحقيق في اشتباكات جرت في يونيو الماضي بين نشطاء أكراد وأتراك في قلب العاصمة النمساوية.

ونقلت الصحيفة النمساوية عن وزير الداخلية كارل نيهامر قوله إن "المشتبه به اعترف أنه جزء من شبكة تجسس تنقل المعلومات إلى الحكومة التركية".

وتابع الوزير النمساوي: "كان المشتبه به سجينا في تركيا، وكان شرط الإفراج عنه هو العمل كجاسوس على الرعايا الأتراك المقيمين في النمسا".

ولم تمر أيام حتى كُشف المخطط الأكبر، حين سلم عميل للاستخبارات التركية نفسه للاستخبارات النمساوية، واعترف بوجود خطط تركية لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات والهجمات في فيينا.

من ناحيته نقل موقع zack zack النمساوي عن مصادرخاصة : "أجرت هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) تحقيقات مع العميل الذي أقر بأنه يسعى لتنفيذ اغتيالات سياسية تشمل السياسية في حزب الخضر (يسار)، بريفان أصلان، ومالك موقع  zack zack، بيتر بيلتس، وهو سياسي نمساوي مناوئ لتركيا، وعضو البرلمان الأوروبي أندريس شنايدر".

 

وأضاف "أقر العميل بأن هناك خططا لتنفيذ سلسلة من الهجمات في فيينا يمكن أن تدخل المدينة في حالة من الفوضى".

 

ووفق صحيفة كورير النمساوية، فإن تصرفات نظام رجب طيب أردوغان "غير المسؤولة" دفعت العلاقات مع فيينا إلى الهاوية، وخلقت توترا غير مسبوق منذ عقود، متوقعة أن تتزايد الضغوط على الحكومة لاتخاذ إجراءات قوية ضد أنقرة وأذرعها في النمسا.

وبالفعل، قال هربرت كيكل زعيم الكتلة البرلمانية لحزب الحرية المعارض (شعبوي) في تصريحات صحفية "لا بد أن تكون هناك تداعيات سريعة في المجال الدبلوماسي بعد اكتشاف شبكة تجسس تركية، أولها طرد السفير التركي".

وفي تصريحات صحفية قال الكاتب السياسي النمساوي البارز إيرك فري الذي تظهر كتاباته في صحيفة دير ستاندرد، كبرى الصحف السياسية النمساوية، إن "النمسا يمكن أن تتحرك على 3 مستويات، سواء بشكل أحادي أو في إطار الاتحاد الأوروبي".

وتابع: "أول سيناريوهات عقاب أنقرة يتمثل في تبليغ السفير التركي في فيينا أوزان سيهون رسالة احتجاج شديدة اللهجة، ثم طرد بعض دبلوماسي السفارة التركية".

واستدرك قائلا: "لكن هذا لن يوقف تركيا عن تحركاتها الاستفزازية"، مضيفا "ومن ثم يأتي المستوى الثاني وهو العقوبات الاقتصادية".

وأوضح "النمسا لن تفرض عقوبات بشكل منفرد على تركيا لأنها ستكون ذات تأثير هامشي، وإنما ستدفع باتجاه فرض عقوبات أوروبية على أنقرة".

إيرك فري قال أيضا "وهناك مستوى ثالث من العقاب النمساوي لأنقرة، وهو مرجح، ويتمثل في شن حملة قوية ضد المنظمات والجمعيات التركية العاملة في النمسا".

وأضاف "يمكن أن يصل الأمر إلى طرد بعض العاملين في هذه المنظمات من الأراضي النمساوية، وغلق عدد منها".

وتمر العلاقات النمساوية التركية بتوتر كبير بعد تسبب أذرع أردوغان، وبالأخص تنظيم الذئاب الرمادية الإرهابي، في إحداث حالة من الفوضى في فيينا بعد هجوم عناصره على مظاهرة ضد الفاشية في يونيو الماضي، ثم اكتشاف خلية تجسس تركية على المعارضين الأتراك في الأراضي النمساوية، وأخيرا اكتشاف مخطط الاغتيالات السياسية في النمسا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة