ازدراء إسلام بحيرى!!
الجمعة، 16 أكتوبر 2020 02:46 م
لقد وقعت الواقعة. مخرج شاب ينتقد أفكار إسلام بحيرى ومنهجه فى نقد التراث الدينى. ياللهول "بصوت يوسف وهبى"!! كيف يجرؤ شاب مسلم على الدفاع عن ثوابته الدينية التى تُنتهك أمامه على شاشات الفضائيات وعبر ميكروفون الإذاعة، ومن خلال منصات الفضاء الألكترونى؟ يبدو أنه مخرج متطرف إرهابى أو سلفى متشدد، إما أن تتم استتابته ومراجعته عما اقترفته يداه من كتابة منشور على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعى، يكشف فيه عوار إسلام بحيرى وعوراته الفكرية، أو أن يُطرد من الوسط الفنى ويتم تجريسه وتشويهه وينضم إلى طابور العواطلية، أو فى أفضل الأحوال يتم التضييق عليه؛ "حتى يتعلم الأدب" ولا يخطئ فى أنبياء هذا الزمان! الإيمان بأفكار إسلام بحيرى وأقرانه من التنويريين الجُدد صار ضمانة قوية للترقى والتمييز داخل كثير من الجهات والمؤسسات والقطاعات، تلك حقيقة وليست مُزحة. فور نشر المخرج الشاب منشوره الصادق أمس، تم إرهابه وترهيبه، حتى اضطر إلى حذفه، ثم إعلان الاعتذار عبر التليفزيون. نعم.. التراجع عن محتوى المنشور المحذوف لم يكن تراجعًا كاملاً، ولكنه يعكس حالة الشيزوفرينيا الحادة المسيطرة على أدمغة ورؤوس التنويريين المصريين؛ هم يرون أن حرية الرأى يجب أن تكون مكفولة حصريًا وفقط لهم ، فيعيثون فسادًا وإفسادًا، ولكنها ليست مكفولة لغيرهم. هم لا يجدون حرجًا فى التطاول على الذات الإلهية-كما قال وكتب المخرج فى منشوره المحذوف ومداخلته التليفزيونية- ولكن حذارِ أن تنتقدهم أو تمسهم بسوء، حينئذٍ.. سوف تواجه مصير آل لوط : "أخرجوا آل لوط من قريتكم؛ إنهم أناس يتطهرون". لا يتوققف إسلام بحيرى عن تفكيك الإسلام وثوابته، وتجريح العلماء والفقهاء المتقدمين وتدمير اجتهاداتهم بلسان يقطر حقدًا وكرهًا وقُبحًا، عبر إحدى الفضائيات المصرى، وسط صمت مُخزٍ مريب. لا ضير من التطاول على صحابة رسول الله وفقهاء الأمة، أما انتقاد إسلام بحيرى فهو خط أحمر، قد يتطلب معه الأمر لاحقًا تشريع قانون جديد اسمه: "تجريم ازدراء إسلام بحيرى".
ازدراء الإسلام فى بلد الأزهر مُباح ويندرج تحت حرية الرأى والتعبير، أما انتقاد إسلام بحيرى فهو ردة ورجعية وسلفية وتخلف عن موكب التنوير. هل اكتسب المصريون شيئًا من سخافات إسلام بحيرى والذين معه من الذين اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً إلا بُعدًا عن صحيح الدين والفطرة السليمة، فطرة الله التى فطر الناس عليها؟ انظروا إلى أعداد الملحدين، ومعظمهم من الشباب الذين يخرجون من الدين أفواجًا. الفضائية التى يطل منها المذكور كل يوم لعرض بضاعته الرديئة لم تتحمل بيانًا غاضبًا من مجلس إدارة النادى الأهلى الذى أعرب فيه عن استيائه من هجوم أحد نجومه السابقين عليه، وأصدرت دون تحقيق فرمانًا بمنع ظهوره مجددًا على شاشتها، أما الهجوم على الإسلام فهو أمر مباح وليس من حق أحد الاعتراض عليه. أتخشون الناس والله أحق أن تخشوه؟! إن هذه الحالة من التطاول الممنهج على الإسلام عبر المنصات المختلفة، وبوتيرة منتظمة ومتسارعة لا يمكن أن تستمر ولن تدوم؛ لأن هذا يناقض الكمال الإلهى، ولا بد من تصويب المسار وعودة الأمور إلى وضعها الطبيعى. التمكين من ازدراء الإسلام ليس بطولة تدعو إلى التباهى والتفاخر، ولكنه سقوط مدوٍ فى أعماق المستنقع. اعتذر المخرج الشاب طوعًا أو كرهًا، اعتذارًا كاملا أو منقوصًا، فإن هذا لن يغير من الصورة الباهتة الرديئة شيئًا مذكورًا. غربانُ التنوير المصريون لا يحملون خيرًا لوطنهم ولا لأحد غيرهم، ولكنهم ليسوا أكثر من باحثين عن الشهرة، لاهثين وراء المال، واسألوا إسلام بحيرى نفسه، ولله الأمر من قبل ومن بعد..