واقعة جديدة تكشف ديكتاتورية رجب طيب أردوغان ضد الأكراد، بعد أن قرر منع عرض مسرحية باللغة الكردية في العاصمة إسطنبول، قبل عرضها بدقائق تحت زعم "ترويج الدعاية الإرهابية"، وهو القرار الذي أثار حفيظة المتابعين متهمين الرئيس التركي بالعنصرية والقمع.
مشهد من المسرحية
مسرحية "بيرو" وهي ترجمة كردية لمسرحية "الأبواق والتوت البري" للكاتب الإيطالي داريو فو، والتي كانت مدرجة في برنامج أكتوبر في المسرح البلدي في إسطنبول، حيث كان من المقرر أن تكون المسرحية أول عمل باللغة الكردية تستضيفه قاعة تابعة للمسرح البلدي في إسطنبول، في تاريخ تركيا الحديث، كما كان يفترض أن يتم العرض الذي تقدمه الفرقة المستقلة "تياترا جيانا نو" أو "مسرح الحياة الجديدة" مساء الثلاثاء، في القاعة الواقعة في حي غازي عثمان باشا، وفقا لشبكة سكاي نيوز.
من جانبهم استنكر فريق العمل ديكتاتورية النظام التركي، وعبرت بطلة العمل الممثلة روجيش كيريدجي عن غضبها قائلة : "كنا على المسرح، ومستعدين لبدء العرض وبانتظار المشاهدين حين وصلنا القرار"، معتبرة أن "هذا عار على البلاد".
وأضاف هذه المسرحية تم عرضها بكل اللغات في العالم. وهو ما دفع المتابعين للقرار التركي بالتساؤل عن الخطر الذي ستشكله عرض هذه المسرحية باللغة الكردية للنظام العام؟ كنا سنضحك معا على مسرحية كوميدية، لكن لم يسمح بذلك".
من ناحيته قال الممثل عمر شاهين: "لم نكن نتوقع أن يمنع العرض، فقد حصلت حالات مماثلة في التسعينات، لكننا كنا نعتقد أن هذا أمر مضى عليه الزمن".
الغريب في الأمر أن السلطات التركية تحججت في منع المسرحية بـ"الأمن العام"، الأمر الذي دفع المنظمات المسرحية، ومسارح إسطنبول التابعة للبلدية الكبرى بالمدينة، إلى إصدار بيان باللغتين التركية والكردية للتعبير عن استنكارها لهذا الإجراء، وتأييدها للعمل المسرحي، والقائمين عليه.
وأوضح الموقعون على البيان، أن "منع هذا العمل المسرحي، أمر غير مقبول، لا سيما أنه ترجمة كردية لعمل إيطالي حصل صاحبه على جائزة نوبل للسلام، وعرضت مسرحيته على عدد من المسارح حول العالم وحازت على إعجاب شديد".
وأضاف البيان: "هذا المنع الذي تعرض له العمل المسرحي، يؤكد أن النظام التركي لم يفهم بعد وظيفة الفن والمسرح، وأنه يخاف من قوة وتأثير الفن على المجتمع..هذه الخطوة غير الديمقراطية بمثابة ضربة قاتلة لحرية التعبير في تركيا، وإهانة للغة الكردية التي تعتبر واحدة من اللغات القديمة".
لكن السلطات التركية ما لبثت أن نفت أن يكون سبب منع المسرحية لغتها، مؤكدة أن المنع سببه تضمن المسرحية "دعاية لحزب العمال الكردستاني" الذي تصنفه أنقرة كيانا إرهابيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إسماعيل كاتاكلي، إن "العروض المسرحية باللغة الكردية مسموحة طبعا. لكن لا يمكن للمرء أن يتساهل مع مسرحية تحتوي على دعاية لحزب العمال الكردستاني".
وفي هذا الإطار، سبق وأن هدد جهاز الاستخبارات التركي، أحد المطربين الأكراد في سبتمبر الماضي بـ"ما لا يحمد عقباه" إذا تمادى في تأدية الأغاني الكردية في الأعراس والحفلات الموسيقية المختلفة.