ارتباك في قطر وصفوف الإخوان.. لماذا تجاهلت الجزيرة وقنوات الإرهابية تسريبات هيلاري؟
الإثنين، 12 أكتوبر 2020 05:38 م
تسبب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إصابة قطر وصفوف التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، بحالة من الهلع والارتباك، بعد إزالة السرية عن رسائل البريد الإلكتروني "الإيميل" لهيلاري كلينتون وزير الخارجية ومرشحة الديمقراطيين السابقة.
وكشفت الرسائل تأمر إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وحزبه الديمقراطي، بالتعاون مع قطر ونظام الحمدين وجماعة الإخوان الإرهابية، على الدول العربية والإسلامية، ضمن ما يعرف بتطبيق "الفوضى الخلاقة"، وعلى الرغم من أن الموضوع مثار منذ أيام، وأن الرئيس "ترامب" تحدث عنه أكثر من مرة، ومنها انتقد وزير خارجيته للتأخر في تداول هذه الوثائق، إلا أن هناك صمت تام يخيم على قطر وقيادات التنظيم .
قناة "الجزيرة" القطرية وقنوات جماعة الإخوان التي تبث من تركيا، المعروف عنهم احتراف بث الشائعات والأكاذيب، واختلاق الوقائع، وتداول المعلومات المغلوطة، غضوا الطرف أمام كل الوثائق التي سربت من الإيميل الشخصي لهيلاري كلينتون، وطبقوا مقولة "لا أرى لا أسمع لا أتكلم"، الأمر الذي يؤكد بما لا يدع مجالأً للشك أن هذه الوثائق حقيقية، وأن قطر والجماعة الإرهابية اختارت تجاهل الوثائق التي ملأت العالم ضجيجاً، وظهرت أمام الرأي العام الدولي بوجه عام، والعربي بوجه خاص، وكشفت عن مخطط قطر وحلفائهم الإرهابيين، وذلك خشية تكذيبهم بوثائق أخرى متوقع أن تظهر للنور خلال الساعات القادمة.
وثائق "كلينتون" كشفت في محتواها أيضاً عن أذرع الخراب بالمنطقة، والتي من أبرزهم بحسب التسريب، جودث ماكهيل، والتي كانت تتولى منصب وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية والدبلوماسية العامة، من أبرز شخصيات رسائل كلينتون، ففي رسالة مؤرخة في 26 أبريل 2010، تضمن جدول أعمال ماكهيل إلى الدوحة، لقائين مع قناة الجزيرة القطرية بقسميها العربي والإنجليزي، إلى جانب عقد عشاء مع موظفيها، في إشارة إلى ترتيب آلية تحركها الإعلامي لدعم أفكار وسياسات أوباما، وأيضاً وضاح خنفر، والذي جاء اسمه في رسالة مؤرخة في سبتمبر 2012 مع الحديث عن تأسيس شكبة إعلامية إخوانية إرهابية بتمويل قطري ورعاية أمريكية لدعم حكم الإرهابية في مصر وتونس.
من ضمن الأسماء التي برزت بقوة أيضاً برسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون، القيادي خيرت الشاطر عضو مكتب الإرشاد، الذي جاء اسمه بالرسالة المؤرخة في 17 سبتمبر 2012 بعنوان "الإخوان يخططون لمشروع إعلامي من شركاء قطريين"، ونقلت عن مصادر في الجماعة إن "الإخوان" تخطط لتأسيس مؤسسة إعلامية كبرى برأس مال 100 مليون دولار، وتشمل قناة فضائية إخبارية عالمية وصحيفة مستقلة يومية، وفقا للمصادر ذاتها، الإخواني رشاد حسين والذي ظهر برسائل كلينتون المرسلة إلى هوما عابدين رئيس موظفي مكتب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، تمتدح فيه اختيار الإخواني حسين بعد تعيينه مبعوث أوباما الخاص لمنظمة التعاون الإسلامي بجدة.
من بين الوثائق الأخرى التي كشفتها رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري، محادثة مع رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم لمناقشة صندوق الاستثمار المصري الأمريكي، وطلب مشاركة الدوحة فيه، وتشير الوثيقة إلى أن الولايات المتحدة دشنت صندوق الاستثمار المصري الأمريكي ومثله في تونس، برئاسة جيم هارمون الذي تولى خلال فترة ولاية الرئيس كلينتون الثانية منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس والمدير التنفيذي لبنك التصدير والاستيراد ، وذكرت الوثيقة أنه تم إطلاق صندوق الاستثمار المصري الأمريكي في البداية بمبلغ 60 مليون دولار، وأعلنت قطر عن حزمة مساعدات بقيمة 2 مليار دولار لمصر، مع علم رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بصندوق الاستثمار المصري الأمريكي، وأنه يمكن تخصيص جزء من الـ2 مليار دولار للصندوق.
وأخيراً فتحي عمر التربي الليبي الملقب بـ "الخائن"، كما أطلق عليه الليبيين، بعد تقديمه على شاشات قناة الجزيرة القطرية قبل عدة سنوات كرجل أعمال ليبي أمريكي، والذي ظهر برسائل هيلاري كلينتون أنها قامت بإستخدامه كمصدر للمعلومات لتقديم قائمة أهداف لحلف شمال الأطلسي "الناتو" من أجل توجيه ضربات تدميرية في ليبيا.