«الإخوان حاولوا هيكلة الشرطة على الطريقة الأمريكية».. أسرار تعاون كلينتون مع الإخواني محمد مرسي لتفكيك الداخلية
السبت، 10 أكتوبر 2020 11:02 م
كشفت وثائق تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية خطة واشنطن لتفكيك وزارة الداخلية فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، وإعادة هيكلتها تحت إشراف خبراء أمن أمريكيين، قبل اندلاع ثورة 30 يونيو، وسقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية.
وكشفت الوثائق التى نشرتها صحيفة "فرى بيكون" الأمريكية فى تقرير لها الخميس، عن تفاصيل الدعم الذى قدمته الإدارة الأمريكية، والمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية ـ وزيرة الخارجية آنذاك ـ هيلارى كلينتون، لنظام الإخوان، والرئيس المعزول محمد مرسى، كما استعرضت محاضر لقاءاتهم الرسمية وغير الرسمية، والعديد من الأسرار التى تم الإعلان عنها للمرة الأولى.
وفى صدارة الملفات التى كشفت عنها الوثائق الأمريكية، والتى تم نشرها بموجب قانون حرية المعلومات، محادثات جرت بين هيلارى كلينتون ومحمد مرسى، عرضت خلالها "مساعدة سرية" لتحديث وإصلاح جهاز الشرطة بزعم خدمة "الأسس والمعايير الديمقراطية"، وتضمنت تلك الخطة إرسال فريق من الشرطة الأمريكية وخبراء أمن إلى مصر.
وتحدثت الوثائق عن دعم الإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان، ومساعدتهم للوصول إلى الحكم عام 2012، وأن كلينتون اعتبرت أن فوز محمد مرسى بالانتخابات كان خطوة نحو تحقيق الديمقراطية على حد زعمها، كما كشفت تفاصيل لقاء عقد بينها والرئيس المعزول فى 14 يوليو 2012، قالت خلالها : "نحن نقف خلف انتقال مصر نحو الديمقراطية، وأن السبيل الوحيد للحفاظ على مصر قوية هو تحقيق انتقال ناجح نحو الديمقراطية"
ولفتت الوثائق إلى أن لقاء كلينتون ومرسى فى ذلك الحين، كان لتقديم التهنئة على فوز الأخير فى الانتخابات الرئاسية، وعرض الدعم الأمريكى لحكومته، والذى تضمن نقل خبرة تقنية ومساعدات من الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص لدعم برامجه الاقتصادية والاجتماعية المفترضة.
واستعرضت الوثائق الأمريكية تفاصيل عرض كلينتون إطلاق صندوق مصرى ـ أمريكى للشركات، بالاشتراك مع القطاع الخاص فى البلدين، لمساعدة الأعمال والمشاريع المصرية، مشيرة إلى أنه كان مقرر إطلاق الصندوق بمساهمة أولية قدرها 60 مليون دولار، ثم ضخ 300 مليون دولار آخرى كمساعدات من الكونجرس الأمريكى على مدار 5 سنوات، وهو الصندوق الذى تم تأسيسه بالفعل فى سبتمبر 2012، دون أن يتم حينها الكشف عن تفاصيله.
ودون أن تشير إلى المزيد من التفاصيل، تحدثت الوثائق عن خطاب أرسله توماس نيدز ، نائب كلينتون بتاريخ 24 سبتمبر 2012، إلى محمد مرسى، للمطالبة بالتنسيق و"المزيد من التعاون" فى قضايا إقليمية ومن بينها الحرب الدائرة فى سوريا، وكذلك العلاقات مع إيران.
وأظهرت الوثائق أيضًا دعم الإدارة الأمريكية وتشجيعها لمرسى للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولى، حيث قالت كلينتون أن القرض يساعد على مواجهة الفجوة المالية التى تبلغ 12 مليار دولار ـ آنذاك ـ كما من شأنه أن يعيد سريعًا الثقة فى الاقتصاد المصرى بين المانحين والمستثمرين الدوليين، وتنقل عن كلينتون قولها "لا أعتقد أن صندوق النقد الدولى سوف يفرض شروطا مجحفة على القرض".
وفى الجزء الخاص بإسرائيل، فقد أظهرت الوثائق أن كلينتون أعربت عن تقديرها للمعزول محمد مرسى بعد تأكيده أن مصر ستستمر فى التزامها بمعاهداتها الدولية، وكشفت نقاط الحوار بين كلينتون ومرسى فى إحدى الوثائق الخاصة بإسرائيل إن "الحفاظ على السلام مع إسرائيل هو مصلحة مشتركة وهامة لقدرة مصر على مواجهة التحديات الاقتصادية والتمتع بالدعم الدولى لأنه يعزز من ديمقراطيته" متابعة "قد لا يوجد رؤية مشتركة بيننا ولكن لدينا مصلحة مشتركة".
وكشفت الوثائق عن أن هيلارى قد عرضت مساعدة الولايات المتحدة بإرسال فريق من الخبراء لمساعدة مصر والخبراء الأوربيين على تحديد الأصول السيادية المصرية فى الولايات المتحدة، وقالت هيلارى بحسب تلك الوثائق: "نأمل أن تمدنا حكومتك بكل المعلومات اللازمة من أجل إجراء هذا الأمر".
وعلق الموقع الأمريكى على الوثائق، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام المصرية، انفردت فى ديسمبر 2013 بنشر تسجيلات صوتيه للقاء وفد من "CIA" مع القيادى الإخوانى خيرت الشاطر وعصام الحداد، عقد فى السفارة الأمريكية بتاريخ 8 يناير من العام نفسه، وذلك لمناقشة إمكانية تدخل جماعة الإخوان ومطالبة تنظيم القاعدة بفتح قناة خلفية لتأمين خروج القوات الأمريكية من أفغانستان، وهو ما يؤكد وجود اتصالات بين الجماعة والتنظيمات الإرهابية المسلحة ومن بينها "القاعدة".
ونقل الموقع الأمريكية تصريحات للمساعد السابق للنيابة الأمريكية فى نيويورك، والذى تولى التحقيق فى عدة قضايا تتعلق بالإرهاب، قال فيها إن الوثائق تثبت أن هيلارى كلينتون تعمدت دعم الإخوان على حساب الجيش المصرى، وأن ذلك كان واضحاً للغاية من تعامل الإدارة الأمريكية مع الإخوان.
كما نقل الموقع عن مسئولين سبق اطلاعهم على تلك الوثائق قبل الكشف عنها، قولهم : "الإدارة الأمريكية سعت إلى دعم الإخوان فى جميع أنحاء العالم على الرغم من أنها تمثل الأساس الإيديولوجى للإرهابيين فى كل من تنظيمى القاعدة وداعش".
فيما علق جنرال الجيش المتقاعد جوزيف ميرس، المسئول السابق بوكالة استخبارات الدفاع والمتخصص فى شون قضايا الإرهاب ـ حسب الموقع ـ قائلاً : "الوثائق أظهرت أن تصديق ودعم حكومة الإخوان المسلمين في مصر سذاجة استراتيجية كارثية، وأن المبادرة السياسية الكاملة لدعم حكومة الإخوان المسلمين فى أى مكان هو مثال آخر على الفشل الذريع لسياسة وزيرة الخارجية كلينتون."