لحظات الانتصار وتبعات العبور.. الزغاريد هزت جبال سيناء ومشايخ القبائل حملوا الأبطال
الثلاثاء، 06 أكتوبر 2020 04:38 م
وثقت شهادات مشايخ ورموز قبائل بدو سيناء، الذين عاشوا لحظة الانتصار يوم السادس من أكتوبر عام 1973 من على الأرض المحتلة وقتها، والتى نقلها أبناء هذا الجيل من الأباء والأجداد، كيف تمت ملحمة النصر وكيف امتدت حتى اليوم، حيث بدأت بالعبور والتحرير ثم التنمية والتعمير.
قال "الشيخ حسن ابوعبه" من رموز قبيلة العليقات بجنوب سيناء : "ترسخت فى وجدانى لحظات انتصار اكتوبر ولَم انساها حيث بلغنا خبرها ونحن وسط الجبال بمنطقة الرملة حيث ديار قبيلة العليقات" .
وأشار إلى أنه كان وقتها فى الثالثة عشر من عمره، وشاهدوا فى هذا اليوم الطائرات الخاصة بفرق الكوماندوز المصرية وهى تضرب أهداف العدو الإسرائيلى فى عمق سيناء.
ووصف الشيخ حسن تلك اللحظات بقوله : "ظهر يوم 6 أكتوبر سمعوا عن طريق اذاعة صوت العرب خبر النصر وفى هذه اللحظة انطلقت الأفراح والزغاريد وسط الجبال".
اضاف : "التقينا جميعا كبار وصغار حول الراديو ونحن نردد وراء ما يبث عبرها من عبارات وطنية واغانى لايزال صداها يتردد ولَم انساه ، ومنها " بسم الله بسم الله الله اكبر ، سينا يا سينا بسم الله احنا عدينا بسم الله " والنشيد الوطنى وهذا الهب حماسنا وكنا فى لحظات سعادة عامرة.
وتابع أنه بعد غروب يوم 6 أكتوبر كانوا يشاهدون عندما دفعت القوات المسلحة بالأبطال من الجيش من قوات الكوماندوز خلف خطوط العدو الاسرائيلى ، والتحم مع الابطال بدو سيناء، حيث مهمة الكوماندوز قطع خطوط الامداد عن الجيش الاسرائيلى ونجحوا فيها ببسالة وكانوا اصحاب عزيمة وقوة ومن سقط شهيدا كانت علامات الفرحة والانبساط والبشرى على وجهه الطاهر.
وقال ان فرحتهم فى هذا اليوم لم تكن ولن تضاهيها فرحة لم يمر بهم كمثلها يوم النصر.
ووجه رساله بهذه المناسبة لكل اهل مصر بقوله : "حافظوا على مصر.. لأن المتربصين وأعداء مصر كثر، ما مر بِنَا من مصاعب ومعيشة صعبة فى اجواء احتلال وبعد عن حضن الوطن علمنا ان علينا التحمل لكى نعيش من اجل مصر ولا نئن ونستثقل مهمة ان نكون ابطال ونتذكر انه سبقنا رجال من اجل الوطن قدموا الروح ، ودائما دعواتنا ان تبقى مصر منصورة شعبا وجيشا".
وتابع الحديث محمد سلامه ابو رويضى من قبيلة الأحيوات بوسط سيناء، أن انتصارات أكتوبر مجد لكل مسلم وكل عربى.
وقال "إن انتصارات اكتوب تمثل لنا أن أرضنا وكرامتنا عادت لنا، وكثير من النتائج لمسناها على الأرض من انتصارات أكتوبر، من مشروعات منها شق ترع جديدة وطرق وانشاءات واستثمارات ومصانع وغيرها الكثير" .
ووجه رساله لروح الشهداء فى حرب اكتوبر بقوله : " ربنا يرحمهم برحمته هم من حققوا لنا هذا الانتصار ، وجعلونا نستقر على ارضنا آمنين فى وطننا لا يتحكم فينا وينهب خيرات ارضنا عدو".
وقال سليمان سلام عايش من شباب قرية الجفجافة بوسط سيناء : "إنهم لم يعايشوا الاحتلال والانتصار لكنهم ترسخت فى وجدانهم تلك اللحظات من حكايات أبائهم وأجدادهم عنها".
أضاف أنهم عمليا يشاهدون على الأرض كيف أصبحت سيناء، وأنهم من يجنون ثمار هذا النصر العظيم ويوجهون رسالة لكل ذوى الشهداء فى أكتوبر ان الرمال التى ارتوت بدماء فلذات اكبادكم لم تذهب وانما كانت مدادا لتعمير وخير نشهده واعد لكل الشباب.
وقال الشيخ حسين موسى من ابناء قبيلة "مزينة" بجنوب سيناء ، نقدم فى هذا اليوم التحية والتقدير لروح كل شهيد ونقول من فوق رمال سيناء التى روتها دماؤهم فى مثل هذا اليوم : "نحن ندين لكم ايها الخالدون بفضل ماقدمتموه لنا وهى الروح من أجل أن نحيا كراما آمنين فوق أرض سيناء التى تستحق".
وأشار إلى أن التحية لكل شرفاء والوطن وقادتها العظام الذين اتخذوا قرار العبور، وكان لهم بتوفيق الله ماتحقق وقادة مصر ورجال قواتنا المسلحة الذين يواصلون رسالتهم على الرمال الطاهرة حتى اليوم ويسطرون انجازات وانتصارات من اجل ان تبقى مصر قوية امنة من كل شر ورايتها مرفوعة منصورة على الدوام.
وقال خالد ابوعيد من شباب قبيلة الحويطات، إنه بدوره وككل ابناء جيله لم يحضروا تلك اللحظات وأخبره أجداده أن جميع القبائل شاركت فى هذه الملحمة للوصول للانتصار وطرد العدو.
أضاف أنهم كجيل جديد لم ولن ينسوا ما سطره جيش مصر العظيم ، لافتا إلى أنهم يتعاونون لإحياء الذكرى وأن تبقى حاضرة فى الوجدان وهم بهذه المناسبة تجمعوا كشباب من كل قبائل مصر ويحتفلون بذكرى الانتصار بسباق للهجن فى ميدان شرم الشيخ تقديرا لقيمة هذا النصر العظيم.
وتابع قائلا: "يوم 6 اكتوبر يوم له خصوصيته عند ابناء سيناء خاصة وعموم ابناء مصر، لأنه يذكرنا انه كانت ارضنا محتله وقام ابطال من اجدادنا وابائنا ببذل الروح من أجل أن تتحرر".
وقال الشيخ محمد ابوعنقه من رموز قبيلة الترابين بوسط وشمال سيناء ، إنهم فى هذا اليوم يثمنون بكل فخر وعرفان دور قواتنا المسلحة التى صنع رجالها النصر وانتزعوا بقوة القلوب المؤمنة أن الأرض عرض لابد أن تحرر من كل عدوا غاشم.
وتابع قائلا : "عشنا فى مثل هذا اليوم وسط ديارنا من عام 1973، كنّا من جديد نلتقط أنفاسنا ونتنسم الحرية التى فقدناها بهذا الاحتلال".
وأشار إلى أن روح أكتوبر لاتزال حتى اليوم فى عطاء متواصل على أرض سيناء التى تستحق بالتعمير والنماء، مضيفا نثمن فى هذا السياق ما تقوم به الدولة الآن من جهود لا تخفى على أحد ويشاهدونها وأهمها خلال السنوات الأخيرة فى مناطقهم بوسط سيناء التوسع فى التجمعات التنموية وشق الطرق وتشييد مصانع الرخام وبناء وإنشاء محطات توفير المياه المحلاة.