جمال عبدالناصر.. ذكرى رحيل "واحد من الناس"!
السبت، 03 أكتوبر 2020 02:07 م
لم يرحل الرئيس جمال عبدالناصر من الذاكرة الجمعية للشعب المصرى، فهو قابع في قلوبهم قبل عقولهم، فالصورة المقترنة بذكراه هي صورة الاب، والأخ الكبير، والذى حتى إذا ما ترجل يوما ما عن جواده ،وذهب إلى الحياة الأبدية فلن ينسى مهما مر الزمن، وستظل ذكراه العطرة تطفو على سطح الأحداث مهما جرفتنا هموم، ومشاكل، ومصاعب الأيام في طريقها الوعر.
في 28 سبتمبر 1970، توفى الزعيم خالد الذكر "جمال عبدالناصر" الذى عشقه "المصريين"، واطلقوا على أولادهم اسمه تخليدا لذكراه، وحبا في رجل وهب حياته لخدمتهم فاستحق كل هذا التقدير.
يرجع سر حب المصريين للزعيم جمال عبدالناصر كذلك إلى كونه "واحد من الناس" فقد شاركهم أفراحهم،وأتراحهم فالإرهاصات الأولى لـ"ناصر" كانت تشى بمولد زعيم فقد شارك "الزعيم الراحل" فى تظاهرات عديدة ضد المحتل البريطاني في شبابه، وبعد تخرجه كملازمٍ ثاني ذهب للخدمة العسكرية فى السودان.
كان "ناصر" يكره الفساد والفسدة والمفسدين،لذلك فقد تبلوت للوهلة الأولى فكرة تنظيم "الضباط الأحرار"، والذى كان يهدف لتحرير مصر من الاحتلال البريطاني والقصر بملكه التابع لبريطانيا.
جاء عام 1952 ليكتب سطورا من نور في تاريخ مصر الحديث فقد استطاع الضباط الأحرار بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر القيام بثورة 23 يوليو والتي بفضلها تحرر التراب المصرى من دنس المحتل واطاحت بالملكية ورجالها الفاسدين.
استطاع "ناصر" تحقيق معظم ما كان يحلم به لمصر، وإن كان القدر لم يمهله لتحقيق المزيد فبفضل ثورة 23 يوليو فقد رحل المحتل عن مصر وجرى خلع الملك فاروق وعصابته وتم بناء السد العالى وهو المشروع القومى العظيم الذى حمى مصر من مخاطر الجفاف والفيضان.
سنة ثورة 23 يوليو سنة حسنة فيما عرف بالاصلاح الزراعي والذى بموجبه حصل كل فلاح على 5 أفدنة من أراضى بلاده ليعيش من ريعها هو وأولاده.
البعض يختلف مع سياسات الرئيس الراحل "جمال عبدالناصر"، وهذا حق يراد به باطل فإذا كان الاختلاف والنقد مباح، إلا أن غالبية من يوجهون سهامهم نحو الرئيس الراحل محاولين إهالة التراب على إنجازاته ،كانت لهم مصالح مع العهد البائد أو بالأحرى كان أجدادهم يملكون آلاف الأفدنة بدون وجه حق،ويستعبدون من عليها من الفلاحين، وهى في الأساس ثروات ومقدرات المصريين، وعندما عادت الأرض لاصحابها الاصليين، انتفض البشوات واتباعهم ضد الزعيم "ناصر"، وعصره محاولين تشويه الصورة ناصعة البياض لزمن أول زعيم مصري من المصريين.
ستظل مراسم جنازة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، شاهدة على عشق المصريين له فلم تشهد مصر من قبل جنازة فى ضخامتها، فقد خرج الملايين فى وداع رجل أحبهم وأحبوه، وسيظل فى قلوب المصريين إلى الأبد مع كوكبة من المخلصين من أبناء مصر الطيبين الذين عشقوا ترابها، وأخلصوا لها،ليدخلوا التاريخ من وسع أبوابه.