لماذا لجأ فايز السراج للمطلوب دولياً صلاح بادي للسيطرة على طرابلس؟
السبت، 26 سبتمبر 2020 10:00 م
نشبت خلال اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة بين ميلشيات حكومة الوفاق الليبية، بالأسلحة الثقيلة، دفعت وزارة الدفاع التي يرأسها صلاح الدين النمروش إلى حل اثنين من الميليشيات.
ولمواجهة ذلك الانفلات لجأ رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، للاستعانة بالمطلوب دوليا صلاح بادي، في محاولة لإجبار الميليشيات المتصارعة في منطقة تاجوراء شرق طرابلس، على وقف إطلاق النار، وهو ما كشف عن هشاشة حكومة الوفاق على الأرض.
والجمعة اشتد الصراع بين ميليشيات أسود تاجوراء وميليشيات الضمان التابعتين للوفاق، ونشبت بينهما اشتباكات استخدمت خلالها الدبابات والصواريخ المحمولة، إلى جانب الأسلحة الثقيلة وذلك قرب منازل المواطنين، الأمر الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وإلحاق أضرار بالممتلكات الخاصة.
ووصل صلاح بادي وصل على رأس رتل مسلح مكون من 30 آلية، في محاولة للضغط على الميليشيات لوقف إطلاق النار. وتعد ميليشيات لواء الصمود التابعة لبادي، الذراع المسلحة لتنظيم الإخوان في ليبيا.
وكان صلاح بادي وراء تأسيس ميليشيات "فجر ليبيا" التي شنت هجوما في 2014 للاستيلاء على مطار طرابلس.
وعمل بادي ضابطا سابقا في قوات القذافي المسلحة، وإثر احتجاجات 17 فبراير شكل ميليشيات من مصراتة للمساهمة في إسقاط الزعيم الراحل عام 2011.
وبعد الثورة دخل معترك السياسة، وفاز بمقعد في الانتخابات البرلمانية في يوليو 2012، إلا أنه لم يتوقف عن استخدام الميليشيات بل امتد استغلاله لها إلى البرلمان، لتهديد المشرعين بغرض تمرير القوانين المثيرة للجدل، بما في ذلك قانون العزل السياسي الذي يمنع كبار المسؤولين في نظام القذافي السابق من تولي المناصب.
وقال الباحث السياسي الليبي كامل مرعاش، في تصريحات لشبكة أن السراج "يستعين بقاتل ولص" في إشارة إلى بادي، متابعاً: "ما يجري في طرابلس يؤكد أن السراج زعيم لمجموعة من المتقاتلين، وأنه ليس قادرا أن يوقف مثل هذه المصادمات طالما أن هناك مصالح، وأن الفساد هو العنوان الكبير لحكومته".
وأضاف: "نحن نتكلم عن واقع مأساوي يسود فيه القتلة واللصوص في طرابلس".
وأعلنت كتيبة الضمان في تاجوراء الامتثال لأوامر وزير الدفاع في حكومة الوفاق صلاح النمروش، بوقف إطلاق النار الفوري، مؤكدة في بيان لها أنها كانت "تدافع عن نفسها". ونتيجة للوضع المتدهور، حثت الأمم المتحدة الميلشيات المتصارعة على وقف الاقتتال فورا.
وبحسب المعطيات الأمنية على الأرض في طرابلس فإن الأزمة مرشحة للانفجار في أي وقت، وسط توقعات بخروجها عن نطاق السيطرة لكون الخلافات بين الميليشيات لا تعرف الهدوء طويلا، وأن عوامل التهدئة لا تصمد أمام صراع النفوذ وفرض الأجندات.