«20 سبتمبر».. شهادة ميلاد لكتائب مصرية وطنية
الجمعة، 25 سبتمبر 2020 01:36 م
كتائب الإخوان عبر السوشيال ميديا اعتمدت على آلية "الهاشتاج الدوار" فكشفت أكاذيبهم.. مليارات قطرية ضاعت هباء مُحاولة صناعة ثورة واهية.. والرئيس السيسي كسبّ رهانه على وعي الشعب المصري..
حذّر الرئيس عبد الفتاح السيسي مُبكرًا من محاولات أعداء الوطن المُستمرة لهدمه من خلال التشكيك في مؤسساته ووطنية الإدارة المصرية وجهودها، في تحقيق أمن واستقرار ورخاء البلاد، بعد سنوات من المُعاناة جراء سلبيات ترتبت على فترة حُكم جماعة الإخوان، وما سبقها من تحكُمها في مسار ثورة شعبية كان كل هدفها إيصال صوتها المُطالب بحقوق مشروعة لم يختلف أحد عليها، بل على العكس تم مقابلتها بترحيب من قبل مؤسسات الدولة الوطنية، ما دفعها جميعًا لحماية الشعب المصري والأصوات التي انتفضت من أجل حقوقها.
ربما الأمر في بدايته كان غير واضح لبعض من الشرائح المصرية، فالرئيس تحدث مرارًا وتكرارًا عن حروب الجيلين الرابع والخامس وتوظيف التكنولوجيا والتقنيات الحديثة لأغراض خبيثة، تتطلب الوعي من قبل المصريين جميعًا.
كان البعض لازال مُتعجبًا من تلك المصطلحات أو اهتمام الرئيس بها وحديثه عنها في عدة خطابات أو مناسبات، إلى جانب التأكيد على دور الإعلام وأهميته في التوعية وتوضيح الملابسات والحقائق لكل أطياف الشعب المصري، ما يُساهم بدرجة كبيرة في بناء وتشكيل وعيه حتى لا يكون فريسة لأكاذيب وشائعات اعتاد المُغرضون على بثّها للإضرار بمصالح مصر وشعبها.
جماعة الإخوان الإرهابية والأبواق المدعومة والمُمولة من قبل النظامين القطري والتركي لازالوا جميعًا على النهج الخبيث ذاته منذ أن تحطم مشروعهم وحلمهم بالسيطرة على المنطقة، على صخرة 30 يونيو تلك الثورة الشعبية التي وقفت بالمرصاد لسياسات الجماعة الإرهابية وُحكمهم لمصر في عام 2013، ذلك الحُكم الذي كان سيُودي بمصر إلى مصير حالك السواد، فقد كان كل همّهم إسقاط مكانة مصر في المنطقة والسيطرة على خيراتها وثرواتها وتوزيعها على أصدقاءهم الأتراك والقطريين.
ولضعف تلك الأنظمة وسياساتها الفاشلة محليًا وخارجيًا؛ فلم تجد سبيلًا إلا سلاحها الأوحد والذي اعتاد نظام قطر صرف المليارات عليه لتأسيس روافده، ظنًا أنه درع الحماية لها وحلفاءها؛ حيث سلاح الإعلام، وبالفعل اهتمت قطر منذ سنوات طويلة بتدشين قنوات فضائية كان على رأسها الجزيرة، وقد توالت بعدها قنوات أخرى بشعارات وقيادات مُختلفة يجمعها جميعًا شعار الجماعة الإرهابية والسياسات التحريضية وإطلاق الشائعات والأكاذيب.
ومع تطور الزمن بات عالم الإنترنت الأكثر شهرة وتأثيرًا، وخاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وما يدور في عالمها من تغريدات وتعليقات وهاشتاجات، يُمكنها أن تصل إلى قطاعات مختلفة وواسعة وفي نواحي وأطراف عدة حول العالم في أقل من ثانية.
وهذا ما اعتمدت عليه تلك الأبواق الإخوانية بقيادة قطرية تركية؛ فبدلًا من الخوض في حروب على أرض الواقع تعلم جيدًا تلك الأنظمة أنها غير قادرة عليها؛ اتجهت لصناعة كتائب إليكترونية تجوب الفضاء السيبراني لتبث سمومها وأكاذيبها، مع محاولات استقطاب الشباب من خلال السوشيال ميديا وكسب تعاطف الرأي العام، عبر التلاعب بالأخبار وفبركة الصور ومقاطع الفيديو التي تعمل على دغدغة المشاعر، أي الإتجاه إلى اللعب على الوتر النفسي للمستخدمين والمتابعين.
ولعبت الهاشتاجات بشكل خاص دورا كبيرا في هذه الحرب الواهية، فآليتها تشبه الحملات الدعائية التقليدية التي كانت في القدم مُقتصرة على شاشات الفضائيات و"الأوت دورز" والصحف الورقية التقليدية، أو حتى عبر بعض المواقع الإخبارية الإليكترونية وصفحاتها الرسمية عبر السوشيال ميديا. الأمر أصبح الآن أسهل كثيرًا فإطلاق هاشتاج مع دعمه من قبل كتائب إليكترونية له التأثير ذاته، بل أسرع انتشارًا وأقل تكلفة، فهذه العملية يُمكنها إثارة الجدل والبلبلة أيضًا، حيث المناقشات عبر التغريدات أو التعليقات بين أطراف عديدة من المستخدمين، وهذا هو النهج الذي اتبعته أبواق قطر وعناصر الجماعة الإرهابية خلال السنوات الأخيرة في محاولة لتشويه الرئيس السيسي وتأليب الرأي العام المصري تجاه قيادته والسياسات المصرية بشكل عام.
ولكن مع اعتياد تلك الحيلة الإخوانية وتكرارها إضافة إلى تحذيرات الرئيس المُستمرة وتأكيده على رهانه على وعي الشعب المصري مُحملًا إياه المسؤولية من خلال ثقته فيه ودوره العريق والتاريخي المُشرف، إلى جانب دور إعلامي وطني في كشف الحقائق مُدعمة بالوثائق والأسانيد؛ بدأت تلك المخططات في الفشل واحدًا تلو الآخر بشكل ملحوظ. ولعل آخرها "الثورة الفشنك"، تلك الثورة المزعومة التي حاول المقاول الهارب محمد علي الدعوة لها في 20 سبتمبر الماضي، من خلال بثّ مقاطع فيديو يُوجهها إلى المصريين مُحاولًا التأثير عليهم بأكاذيب ومحاولات للتشكيك فيما تشهده البلاد من مسيرة تنمية وإصلاحات تشمل عدة قطاعات ومحافظات، قام بتدعيمها قناة الجزيرة القطرية وغيرها من القنوات الإخوانية التي تُمولها قطر وتحتويها تركيا على أرضها، وأيضًا الكتائب الإليكترونية والحسابات الوهمية التي تطوف بفايسبوك وتويتر بتوجهات الجماعة الإرهابية وداعميها.
لقد تحولت هذه السياسة إلى أضحوكة من قبل أطياف الشعب المصري بعد أن انكشفت أمامه تلك الآلية التي تعتمد على "الهاشتاج الدوار"، هذا الهاشتاج الذي تم إطلاقه منذ سنوات مُطالبًا برحيل الرئيس، مع الاعتماد عليه سنويًا حتى يبدو للمتابعين أن المشاركين عليه أعداد كبيرة، فيما أن الأعداد ما هي إلا تراكمية نظرًا لاستعماله منذ سنوات من قبل لجان إليكترونية وعناصر إرهابية هاربة خارج مصر من الأساس من أحكام القضاء المصري، تعيش على أموال قطرية وتعمل في سياق أجندة إخوانية.
ومع ازدياد ظهور هذه الآلية بدأ المصريين في تصدُر المشهد عبر السوشيال ميديا من خلال استخدام الوسيلة ذاتها، وتدشين الهاشتاجات المُعبرة عن الواقع والحقيقة، ومدى دعمهم وتأييدهم للرئيس والسياسات التي تتبعها الإدارة المصرية في إدارة البلاد، ومسيرة التنمية والإنجازات التي تشهدها مصر، وإطلاق حملات "سوشيالية" تحمل صورًا من أرض الواقع سواء من خلال مقاطع فيديو لمواطنين يؤكدون على سعادتهم وتفاءلهم بما تشهده مصر من مسيرة إصلاح واضحة وغير مسبوقة في تاريخها، أو من خلال تصوير عجلة العمل وسيرّها بشكل طبيعي على الرغم من الدعوات بالنزول، وهو ما وجه صفعة قوية لمحمد علي ومن يُديره.
وبهذا فإن 20 سبتمبر قد كتّب شهادة وفاة مؤكدة لكتائب الإخوان عبر السوشيال ميديا، وشهادة ميلاد جديدة لكتائب مصرية وطنية تعمل من تلقاء نفسها وبدافع وطني، ما يعكس وعيًا حقيقيًا وكسّب الرئيس لرهانه على الشعب المصري العظيم.