الإخوان وخطة تفخيخ المستقبل.. 30 عنصرا من الجماعة يشرفون على عملية تجنيد الأطفال

الأربعاء، 23 سبتمبر 2020 10:00 م
الإخوان وخطة تفخيخ المستقبل.. 30 عنصرا من الجماعة يشرفون على عملية تجنيد الأطفال
تجنيد الأطفال

- 4 آليات للعمل وقيادات الخارج يوفرون 50% من التمويل.. وهدف التنظيم اختراق بيوت المصريين وعقاب الآباء وتكرار تجربة اللجان النوعية

- 4 لجان نوعية تتولى اختراق المؤسسات وإعداد المناهج وانتقاء العناصر.. و120 صفحة و"جروب فيس بوك" تشارك فى الشق الإعلامى
 
لعقود طويلة كانت المدارس والمساجد والأندية ومراكز الشباب والدروس الخصوصية مزرعة الإخوان ومصنعهم، والمطبخ الذى يوفر لهم مزيدا من الوجبات البشرية. وبعدما انكسر التنظيم عقب ثورة 30 يونيو، وتحللت كثير من أجهزته، اكتشف أن صفوفه لم تعد قوية ومرصوصة كما اعتاد سابقا، وأن الثغرات والتشققات ضربت بناءه، وبات عاجزا عن الحركة أو التأثير فى الشارع، فكان الحل بالنسبة للحرس القديم والقادة التاريخيين هو إعادة الرهان على آليات العمل القديمة، وإحياء لجان الأشبال والطلائع، وتنشيط ماكينة الاستقطاب وتجنيد الأطفال واليافعين من جديد، بغرض تكوين قاعدة من الموالين والمحبين، ثم توجيههم فى مسارات عمل الجماعة وأنشطتها، وانتقاء من يصلح لعضوية التنظيم والانخراط فى صفوفه، ومن هنا وضع قادة الخارج خطة "وحدة الشرائح"، بهدف إعادة ترميم البناء المتصدع، وتكرار تجربة اللجان النوعية ومجموعات محمد كمال ويحيى موسى وحركات العنف ما بعد 2013، مثل حسم ولواء الثورة والعقاب الثورى.
 
الخطة التى أعدتها الجماعة من خلال قادة الخارج، وعدد من الأكاديميين والتربويين ومسؤولى أجنحة الجماعة ومكاتبها الإدارية سابقا، انطوت على عديد من الأفكار وبرامج العمل وآليات التنفيذ، وهو ما حصلنا عليه من خلال مصادر وثيقة الصلة بالتنظيم، واستعرضنا جانبا من تفاصيله فى حلقة سابقة، تناولت ملامح الرؤية الجديدة لإعادة ترميم التنظيم وبناء أركانه المُتهدّمة، عبر هيكلة لجنة الأشبال، وتشكيل جناح جديد باسم "وحدة الشرائح"، تكون مهمّتها استقطاب الطلاب من المدارس والأندية، وفرز وانتقاء العناصر وتوزيعها على اللجان الإعلامية والتربوية، وترشيح المؤهلين للانخراط فى الجماعة والحراك على الأرض. واستعرضنا ملامح الخطّة التى حصلنا عليها من 3 مصادر لا رابط بينها داخل مصر وخارجها، ومراحل عملها، وفريق إعدادها، وآلية تمويل تلك الأنشطة، ودور اللجان الإلكترونية وصفحات "إعلام الظل" إلى جانب المكاتب الإدارية واللجان التنظيمية. ونستعرض فى هذه الحلقة مزيدًا من تفاصيل وأسرار خطّة الإخوان لاختراق البيوت والأُسَر والمؤسّسات التعليمية، سعيًا إلى تجنيد أطفال مصر.
 
فريق إعداد البرنامج الجديد
الرسالة المرفقة بملفات خطة العمل على مجموعة بتطبيق "واتساب" للمراسلات تقول إن مخطط وحدة الشرائح وحملتى الصف والمجتمع وخريطة المدارس والأنشطة المُستهدفة أعدتها لجنة من الأكاديميين والخبراء التربويين، وتشير إلى إشراف أستاذ العلوم السياسية سيف الدين عبد الفتاح، ورئيس "المجلس الثورى المصرى" مها عزام الأستاذ بجامعة كامبريدج البريطانية. بسؤال المصدر عن ذلك قال إنه لا يعرف تكوين اللجنة التى أعدت الورقة فى صورتها النهائية، لكن المعلومات التى وصلته من أصدقاء عديدين داخل الجماعة، سواء من مصر أو تركيا، أنها شهدت مشاركة من كل أجيال الإخوان وخبراتهم، ومن الوجوه التى سُئلت عن اقتراحاتها لتطوير وحدة الشرائح والعمل على الأشبال والزهراوات: خالد القزاز مستشار الرئيس السابق محمد مرسى ووالده عدلى القزاز مستشار وزير التعليم، ووائل مصباح، وياسمين حسين، وعصام تليمة، وسامح الحناوى، وأكرم الزند، وأشرف عبد الغفار، ومعتز الفجيرى "أمين صندوق الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان"، ومهند صبرى من فريق "هيومان رايتس ووتش"، وعمرو دراج، وعزب مصطفى، ووجدى العربى، وإسلام زعبل، وسندس عاصم شلبى، ومنال أبو الحسن، وأيمن عبد الغنى، وحشمت خليفة الرئيس السابق لهيئة الإغاثة الإسلامية، ورجلا الأعمال محمود وهبة وعبد العزيز الكاشف، وأحمد عبد العزيز مستشار مرسى، وقطب العربى، وعلى بطيخ، ويحيى موسى، ومصطفى المصرى، ومحمد العقيد، وأحمد الشيخ، وعطية عدلان، والعراقى أحمد كاظم الراوى، والتونسية سمية الغنوشى، إضافة لآخرين بعضهم من خارج الجماعة وبينهم إعلاميون وكتاب يعيشون فى إسطنبول ولندن وعدة عواصم عالمية.
 
بعيدا من صحة تلك الأسماء، ومدى الاستعانة بوجوه غير تنظيمية فى إعداد خطة عمل تتصل بأحد مرتكزات الاستقطاب وانتقاء العناصر وبناء هياكل الجماعة، فإن الثابت من واقع الرسائل المتداولة عبر مجموعات تابعة للتنظيم (بحسب الصور التى اطّلعنا عليها)، وما أكّده المصدر الذى تحدث لنا، أن الورقة المعروفة باسم "وحدة الشرائح" ومرفقاتها، هى ورقة تنظيمية وخطة عمل محل التنفيذ بالفعل، وأنها ليست جديدة فى فكرتها العامة الرامية إلى اختراق المدارس والمحافل التربوية، واجتذاب الأطفال والمراهقين؛ بغية انخراطهم فى أُسر ولجان تربوية تابعة، لكن الجديد فيها أنها تبتكر بعض المداخل غير المُتبعة من الجماعة سابقا، وتمنح "وحدة الشرائح" التى تُمثّل بديلا عصريا عن لجنة الأشبال القديمة هيكلا كامل، وبنية شبه مُغلقة، لتبدو وكأنها مستقلة نوعا ما عن جسم الجماعة! 

منهج الخطة وخريطة التمويل
يصف كاتبو الخطة ورقتهم فى مقدمة تعريفية بأنها "منهج تربوى وتنظيمى مستحدث، لإعداد جيل ربانى على منهاج الإخوان الصافى، يستجيب للحاجة الناشئة عن المحنة الحالية والابتلاء الإلهى للجماعة، ويستلهم مسلك التربية والدعوة المستقى من أفكار الإمام الشهيد حسن البنا ورسائله، لا سيما الدعوة والمهمة والتعاليم والمؤتمر الخامس وطلبة الإخوان ونظام الأسر"، ويشير التعريف إلى أن آلية العمل الجديدة تراعى تحولات الواقع على صعيد التنظيم وفى حاضنته الاجتماعية، كما تتوسل المسالك والأدوات العصرية فى ضوء مستجدات تقنيات الاتصال وتطور نظريات التربية والتعليم والإعلام وعلم النفس والحشد والتوجيه السلوكى.
 
لا تُحدد تقدمة الخطة إطارا زمنيا واضحا، وإنما تُشير إلى أنها برنامج استراتيجى طويل المدى يشتمل على مفاصل تكتيكية ذات محددات مرحلية، بعضها مكثف لا يشغل أكثر من عدة أشهر، وبعض آخر يتراوح بين سنتين إلى ثلاث سنوات. كما لا تُفصح الورقة عن ميزانية محددة أو كُلفة مالية تقديرية، لكنها توضح أن المكتب الإدارى فى الخارج يتولى تدبير 50% من النفقات والاحتياجات اللوجستية، وتتكفل المكاتب وشُعَب الداخل بالنسبة الباقية من خلال مواردها المباشرة من الاشتراكات والتبرعات وعوائد المشروعات غير المرصودة من أجهزة الدولة. وبسؤال المصدر عن طبيعة تلك المشروعات قال إنها تعنى الأنشطة التجارية والخدمية الصغيرة لآلاف من أعضاء الجماعة، مثل محلات البقالة والصيدليات ومخازن الأدوية ومعارض الأجهزة والمحلات التجارية والمطاعم وغيرها، وهى أنشطة تتشارك فيها الجماعة مع عناصرها العاملة على غرار الشركات والمستشفيات والمدارس الخاضعة لإشراف الدولة فى الوقت الحالى، لكنها تأخذ طابعا أهليًّا؛ لتبدو أنشطة شخصية مملوكة للقائمين عليها، دون رابط بالتنظيم أو أجنحته المالية والاقتصادية!

أوراق ومحطات "تجنيد الأطفال"
تُعيد الورقة الجديدة صياغة لجنة الأشبال والزهراوات. ومع منحها اسم "وحدة الشرائح" فإنها تُحدّد مجال عملها بالأساس فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وسنوات ما قبل المدرسة، من خلال دُور الحضانة ومكاتب تحفيظ القرآن والأندية والمؤسَّسات الاجتماعية والخدمية، مع إسناد ومعاونة وإنجاز لبعض الأنشطة التربوية والتثقيفية بين طلاب المرحلة الثانوية وطلائع المجالات الرياضية ومجموعات المراكز التعليمية الخاصة.
 
تنقسم مكونات خطة العمل إلى أربعة مسارات: الأول ورقة تُحدّد الوصف الوظيفى والمهام التنفيذية للوحدة الجديدة، ثم ورقة فرعية باسم "خطة الإعلام والوعى لوحدة الشرائح 2020"، والثالث "دورة العمل بالمدارس"، وأخيرًا "أماكن بديلة للمدرسة". وتُنفذ أفكار تلك المسارات من خلال 4 لجان نوعية: "المدارس" التى تُشرف على التحرّك داخل الأماكن التعليمية بكل فئاتها والنوادى ومراكز الشباب والمراكز الثقافية ومكاتب القرآن والمؤسّسات الأهلية، و"التربية" المسؤولة عن إعداد مناهج وأفكار الأنشطة والمسار التربوى والتثقيفى للطلاب المُختارين، ثم "الإعلام والوعى" وتعمل على تنشيط حلقات الاتصال وتسويق الخطط التربوية وربط فرق "إعلام الظلّ النوعى"، من خلال المجموعات التاريخية والثقافية والدينية والصفحات الترفيهية والكوميدية الخفيفة على مواقع التواصل الاجتماعى، وأخيرًا "التنمية" التى تلعب دور قسم الموارد البشرية "HR" فى اختيار مجالات العمل، وانتقاء العناصر المؤهّلة للانخراط فى الأنشطة، ثمّ اقتراح توزيعها داخل هياكل الوحدة، عبر تحديد صلاحيتها للعمل الدعوى والتربوى والتنظيمى، أو العمل الإعلامى واللجان الإلكترونية، أو العمل السياسى والحراك على الأرض.
 
تُشدد ورقة العمل على أهمية الصفحات ومجموعات "فيس بوك" النوعية فى خطة وحدة الشرائح، مع حاجتها لمناهج ذكية تتماشى مع طبيعتها التاريخية أو الثقافية أو الترفيهية، وتلفت إلى نجاح تجارب مثل صفحات "الضفدع كيرميت" و"خمسة بالمصرى" وبعض "الجروبات التاريخية" المختصة فى الصور القديمة وتاريخ الملكية ونقد الناصرية و"انقلاب يوليو" بحسب الورقة. سألنا المصدر عن تلك النقطة، فقال إن الجماعة اعتمدت على فكرة الصفحات النوعية عقب ثورة يناير، وزاد الأمر بعد 30 يونيو، وكان معروفا بين المجموعات الإخوانية أن كل مكتب إدارى لديه عدد من الصفحات غير السياسية بغرض اجتذاب الشباب وترويج أفكار الجماعة بشكل ناعم، ويُكمل: "آخر رقم سمعته من صديق فى ملف الإعلام بمكتب القاهرة إن فيه أكتر من 120 صفحة كبيرة، كذا واحدة منهم عندها متابعة من 5 مليون لحد 15 مليون". بعيدا من تلك النقطة، كان أخطر ما حوته أوراق "وحدة الشرائح" أن لدى الجماعة عشرات المدارس التابعة حتى الآن، وأن عناصرها يحضرون بقوة داخل منشآت تعليمية ذائعة الصيت وباهظة التكلفة، ويُسيطرون بدرجة ما على أعداد أكبر ذات صبغة دولية أو تابعة لبعض الجمعيات والمؤسَّسات الأهلية الإسلامية!
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة