مسح كلمة "مستحيل" من قاموس حياته وسعى بكل الطرق ليصبح ما هو عليه الآن، ويخطط ليحقق المزيد من الإنجازات فى حياته، إنه اللاعب محمود عبد العظيم والمعروف بمحمود عبده أو الشاب الراقص بالعكاز بعد نشر صوره بجميع وسائل الإعلام أثناء رقصه بالعكاز بعد تأهل مصر لكأس العالم.
يروى لاعب كرة القدم لذوى الإحتياجات الخاصة البالغ من العمر 31 عاما، قصته لـ"اليوم السابع"، قائلاً :" أنا خريج ليسانس حقوق جامعة عين شمس واشتغلت فترة فى محل ملابس وبنك وفى مجال المحاماة خلال فترة دراستى فى الجامعة، وإصابتى حصلت وأنا عندى 6 سنين، بسبب اصطدام عربية مقطورة بيا وبسببها فضلت فى المستشفى سنتين، وخلال الفترة دى عملت 9 عمليات، والحمد لله قدر الله وما شاء فعل.. نصيبى كده".
تسلح محمود بسلاح الرضا لمواجهة حياته الجديدة، حيث قال :"واجهت الصعوبات اللى قابلتنى فى حياتى بالرضا والقناعة بأن اللى ربنا كاتبه أحسن بكتير من اللى بتمناها، وبدأت ألعب كرة بعد الحادثة بسنتين مع الأطفال فى الشارع وبعد كده أنضميت لنادى للألعاب الرياضية لذوى الاحتياجات الخاصة".
وتابع :"اتمرنت فى كرة القدم لمدة 3 سنين مع لعيبة أسوياء، لكن أدركت إنى مش هعرف ألعب معاهم فى أى مباراة، فكرت فى تأسيس فريق لكرة قدم المبتورين وسميته فريق "المعجزات"، والفكرة دى منتشرة فى بلاد بره لكن للأسف مش مطبقة فى مصر، ونجحت فى تكوين فرقة من 120 لاعب كرة قدم من جميع محافظات مصر".
وبعد أن حقق محمود شهرة واسعة بعد نشر صورته أثناء رقصه بالعكاز بعد تأهل مصر لكأس العالم، فأطلق عليه رواد مواقع التواصل الاجتماعى لقب "الراقص بالعكاز"، فكر فى استغلال شهرته فى تحفيز أصحاب الهمم لمواجهة صعوبات الحياة وعدم الاستسلام لليأس، وذلك من خلال تسجيل مقاطع فيديو ونشرها على صفحته الخاصة بموقع" الفيس بوك".
ولفتت فيديوهات وصور محمود أثناء لعبه بكرة القدم، أنظار المسئولين بالنوادى الرياضية بالخارج، فتعاقد مع إحدى الأندية الرياضية وحقق معهم العديد من النجاحات وأصبح أول لاعب محترف مصرى لكرة القدم للمبتورين بالخارج ومؤسس رياضة كرة القدم للمبتورين فى مصر .
وأشار محمود إلى إن مثله الأعلى فى مجال كرة القدم هو الكابتن محمود الخطيب، رئيس النادى الأهلى، ويحلم بالانضمام للنادى، حيث قال :"حلمى إنى ألعب بتى شيرت النادى الأهلى وتى شيرت منتخب مصر وأجيب كأس العالم لبلدى لكن محتاجين دعم من وزارة الشباب والرياضة".
ولم يعرف محمود حد لطموحاته وأحلامه، فهو يؤمن بأنه مازال بقدرته تحقيق المزيد والمزيد من الأحلام، حيث قال :"أحلامى وطموحاتى ملهاش حدود.. حلمى إنى أخد جايزة افضل لاعب فى أوروبا".
وختم محمود حديثه بتوجيه رسالة للشباب من ذوى الإحتياجات الخاصة، بعدم الإستسلام لليأس، حيث قال:" لو حصلك ابتلاء من عند ربنا ارضى واصبر وبإذن الله ربنا هيكرمك".