من حمد بن جاسم إلى الخليفي.. فساد قطر العابر للقارات
الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020 01:30 م
تحت عنوان "قطر .. أسرار الخزينة" كشف الكاتبان الفرنسيان جورج مالبرونو وكريستيان شينو في كتابتهما ممارسات النظام القطري وانتهاكاته المستمرة في المنطقة، بالحديث عن ما ارتكبه أحد المتحكمين في سياسة قطر في وقت سابق حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر الأسبق.
"كل شيء، وكل شخص، يمكن شراؤه، بشرط أن تضع له الثمن المناسب".. هذا هو المبدأ الذي يؤمن به ويطبقه النظام القطري، كما كشف الكاتبان الفرنسيان، وهو نفس المبدأ الذي يحاكم بسببه ناصر الخليفي، مالك قنوات بي إن سبورت القطرية ورئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي وصديق أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في سويسرا، بتهم التحريض على ارتكاب أعمال فساد ودفع رشاوى لحصول قنواته على حق إذاعة مباريات كأس العالم عامي 2026 و2030.
والجميع بات يعلم أن الرجل الذي تلاحقه تهم الفساد في الوقت الراهن لا يعبر عن نفسه بقدر ما يعبر عن السياسات العامة لقطر.
وأعادت محاكمة الخليفي الحديث حول مصير شبكة الفساد والإفساد الكبرى المرتبطة مباشرة بالنظام القطري والمتورط فيها مستثمرون ومسؤولون سابقون و حاليون في هرم السلطة، حيث يعد ناصر الخليفي (مالك قنوات بي إن سبورت القطرية وصديق أمير قطر تميم بن حمد)، وحمد بن جاسم ( رئيس وزراء قطر الأسبق)، وخالد آل ثاني ( رئيس وزراء قطر الحالي)، وعلي بن فطيس المري ( النائب العام القطري)، وأحمد الرميحي (مستثمر قطري)، من أبرز الأسماء في تلك الشبكة.
وتقتضي قضية الخليفة على قطر الإفصاح عن أبرز عناصر شبكات الفساد والإفساد والتخريب الكبرى التي تعمل في أنشطة ومجالات ومواقع مختلفة، وهي كلها ترتبط برأس النظام في قطر، ومن بينهم مسؤول مكافحة الفساد بقطر، التي وصفتهم مجلة فرنسية بأنهم "كبار الفاسدين".
ويحاكم بجانب الخليفي، الفرنسي جيروم فالكه، الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بتهمة الحصول على رشوة متمثلة في فيلا بجزيرة سيردينيا الإيطالية مقابل منح القناة القطرية حق إذاعة مباريات مونديالي 2026 و2030.
وفي 12 نوفمبر عام 1973 في قطر، ولد ناصر الخليفي، وبعد مسيرة غير ناجحة استمرت عدة سنوات كلاعب تنس، بدأ الخليفي يدخل إلى عالم الإعلام كمدير لإدارة حقوق البث في الجزيرة الرياضية منذ انطلاقتها عام 2003، ثم تولي منصب المدير العام للقناة عام 2008.
وتم الدفع بناصر الخليفي كواجهة لاستثمارات قطر الرياضية في أوروبا مع توجه قطر لتعزيز قوتها الناعمة في مجال الرياضة، للتغطية على سياساتها، بعد حصولها على حق تنظيم مونديال 2022، والتشكيك في طريق الحصول على هذا الحق.
وبعد أن استحوذت شركة قطر للاستثمارات على ملكية نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، عام 2011، تسلم حينها الخليفي منصب رئيس النادي، رغم صغر سنه.
وفي ديسمبر عام 2013، قاد الخليفي عملية تحول الجزيرة الرياضية إلى شبكة beIN SPORTS، وأصبح رئيساً لمجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة beIN الإعلامية.
ومنذ أن بدأ الخليفة عمله، وبدأت تهم الفساد والرشاوى تتهاوى على مجموعة قنوات بي إن سبورتس، وتلاحقه رسميا 7 قضايا فساد مالي وإداري، في 3 دول هي مصر وفرنسا وسويسرا.