المحاكمة بدأت بعد أكثر من خمس سنوات على الاعتداءات الدموية التى استهدفت صحيفة "شارلى ايبدو" الساخرة ورجال شرطة ومتاجر يهودى لبيع الأطعمة (هايبر كاشير) وأسفرت عن سقوط 17 قتيلا خلال ثلاثة أيام.
ويلاحق فى هذا الملف 14 متهما بينهم ثلاثة سيحاكمون غيابيا، ويشتبه بتورطهم بدرجات متفاوتة بتقديم دعم لوجستى للأخوين سعيد وشريف كواشى وأميدى كوليبالى منفذى الاعتداءات الإرهابية، والذين خططوا ونفذوا سلسلة من الهجمات الإرهابية غير المسبوقة فى البلاد.
ومن المقرر أن تستمر هذه المحاكمة التي تجرى وسط إجراءات أمنية مشددة، حتى العاشر من نوفمبر 2020.
ومن جانبها أكدت قناة فرانس24، أن المحاكمة فى غاية الأهمية بالنسبة لذوى الضحايا بالدرجة الأولى وقصر العدل فى باريس.
وأضافت القناة الفرنسية ذاتها "هناك مجموعة من المتورطين وعددهم أربعة عشر بينهم ثلاثة غائبون وأبرزهم حياة بومدين زوجة أميدى كوليبالى السابقة، والتى يقال إنها لا تزال على قيد الحياة وأنها متواجدة على الأراضى السورية".
وأسفرت الأحداث الدموية عن مقتل 17 شخصا، بالإضافة إلى الجناة الثلاثة، وجرح 22 آخرين، ولم يسفر الهجوم الخامس بالرصاص عن وقوع وفيات.
وأعلن تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب مسؤوليته عن الهجمات وقال إن الهجوم كان مخططا لتنفيذه فى سنوات قادمة.
وعن التفاصيل فقد بدأت الهجمات فى 7 يناير عندما شن اثنين مسلحين هجومًا على صحيفة شارلى إبدو، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 12 آخرين، ولاذ المسلحين بالفرار، وعلى الفور تتبعت الشرطة المهاجمين فى 9 يناير لمنطقة صناعية فى دامارتان أون جويل، حيث احتجزوا عدة رهائن.
كما أطلق مسلح آخر النار على ضابط شرطة فى 8 يناير واحتجز رهائن فى اليوم التالى فى سوبر ماركت يهودى بالقرب من بورت دو فينسين وهو ما يطلق عليه هايبر كاشير.
وأجرت وحدات شرطية وعسكرية مختلفة مداهمات فى وقت متزامن فى دامارتان وفى بورت دو فينسين، وقتل ثلاثة إرهابيين، بالإضافة إلى أربعة رهائن لقوا حتفهم فى سوبر ماركت قبل تدخل الشرطة، وأصيب بعض الرهائن الآخرين.
وفى كلمة له رفض الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أدانة أفعال شارلى إيبدو، مدافعا مرة أخرى "الحق فى التجديف" فى فرنسا حول إعادة نشر من قبل تشارلى ابدو لرسوم كاريكاتورية للنبى محمد، وذلك خلال مؤتمر صحفى عقده فى بيروت امس الثلاثاء.
وأضاف ماكرون ليلة بدء المحاكمة "غدًا سنفكر جميعًا فى إطلاق النار الجبان على النساء والرجال" خلال هجوم شارلى إبدو فى يناير 2015، والذى قضى على هيئة تحرير المجلة الساخرة.