قناة الكذب القطرية.. مخطط الجزيرة لنشر العنف في الشارع المصري بـ 3 آلاف دولار
الأربعاء، 02 سبتمبر 2020 01:03 م
- القناة القطرية تستعين بشركات إنتاج «خاصة» وعناصر إخوانية وأخرى متعاونة.. وتسعيرة الفيديو الواحد 3 آلاف دولار
- مكرم محمد أحمد: الإخوان بعد فشل خططهم الإرهابية حاولوا استخدام الحرب الإعلامية الكاذبة وتوهموا قدرتهم على تفكيك وحدة الوطن
- مكرم محمد أحمد: الإخوان بعد فشل خططهم الإرهابية حاولوا استخدام الحرب الإعلامية الكاذبة وتوهموا قدرتهم على تفكيك وحدة الوطن
تقارير مفبركة، وأفلام مضروبة، هذه هى الخطة أو الخلطة التى تعتمد عليها قناة «الجزيرة» القطرية لضرب مصر، مستغلة بعض الأشخاص المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية أو بعض المتعاونين معهم، لإنتاج هذه التقارير والأفلام التى يتم خلالها الاستعانة بشخصيات أقرب للسينمائية.
هذه الخطة تؤكد ما تمارسه «الجزيرة» من دور مشبوه فى التضليل الإعلامى والفبركة، لتحقيق هدف واحد، وهو تنفيذ أجندة مخابراتية وضعتها قطر وتركيا لتهديد أمن الدول المستقرة، ومحاولة بث الفتن بين الشعوب وحكامها، وفى مقدمة هذه الدول مصر.
وحصلت «صوت الأمة» على تفاصيل هذه الخلطة من خلال رصد لعدد من اعترافات المتعاونين مع «الجزيرة» فى الداخل، وهى الاعترافات التى جاءت «صوت وصورة» من شخصيات متعاونين مع الجزيرة، أو يديرون مصالحها فى مصر، تحت ستار المكاتب الخاصة.
وقبل أسابيع، أعلنت وزارة الداخلية القبض على خلية إعلامية، تتولى إنتاج وإعداد تقارير وبرامج إعلامية «مفبركة»، مقابل مبالغ مالية ضخمة تتضمن الإسقاط على الأوضاع الداخلية بالبلاد، والترويج للشائعات والتحريض ضد مؤسسات الدولة لبثها بقناة الجزيرة تنفيذًا لتوجهات التنظيم الإرهابى، وقالت الداخلية إنه أمكن تحديد العناصر الإخوانية القائمة على إدارة هذا المخطط من الهاربين بدولتى «تركيا وقطر»، وأبرزهم الإرهابى الإخوانى الهارب، عبد الرحمن يوسف القرضاوى، وعبد الله محمد عبد العزيز القادوم، ومعتز محمد عليوة مطر، ومحمد ناصر على عبد العظيم، وعمرو أحمد فهمى خطاب.
ووفق معلومات الداخلية، فإن أعضاء الخلية استغلوا «شركة تيم وان برودكشن للإنتاج الفنى»، بمنطقة المعادى بالقاهرة، بالإضافة إلى استوديو بمنطقة عابدين بالقاهرة تحت اسم «بوهمين»، بالإضافة إلى تعاقدهم مع أحد العاملين بالمجال الإعلامى لعقد لقاءات مع بعض الشخصيات لإعداد مادة إعلامية مصورة وتحريفها بما يسيئ للدولة تمهيدا لبثها عبر قناة الجزيرة، وضمت الخلية معتز بالله محمود عبد الوهاب، مالك شركة «تيم وان برودكشن»، وأحمد ماهر عزت، مدير ومشرف استوديو «بوهمين»، وسامح حنين سليمان، مسئول إنتاج الأفلام، وهيثم حسن عبد العزيز محجوب، مسئول إعداد المواد الفيلمية، ومحمد عمر سيد عبد اللطيف، مسئول إعداد المواد الفيلمية.
إنتاج الفيديوهات المفبركة، أمتد ايضا إلى شمال سيناء، ووفق الداخلية فإن المسئول عن هذه التقارير هو الإخوانى صلاج إبراهيم مرجونة، الذى يقيم بمدينة بئر العبد، ومهمته هى إعداد مادة إعلامية لإنتاج فيلم وثائقى حول الأوضاع بشمال سيناء والإدعاء بتعرض مواطنيها للتضييق الأمنى، من أجل إذاعتها عبر قناة الجزيرة، وقد اضطلع بتشكيل مجموعة لتنفيذ المخطط جميعهم من جماعة الإخوان الإرهابية، ضمت هذه المجموعة 6 عناصر، هم كل من سلامة سالم على البس، وحسن حسين محمد حسن العزاوى، وأحمد محمد إبراهيم عبد الله حسين، وإبراهيم سالم موسى موسى عمران، وصلاح سالم خالد صباح، وتوفيق سالمان سلامة البدرة.
وقال أحمد ماهر عزت مدير استوديو «بوهمين» إنه تم تكليفه من جانب عبد الرحمن القرضاوى، وعبد الله القادوم المقيمين فى تركيا لتصوير فيديوهات ضد الدولة المصرية، مقابل 3 آلاف دولار للفيديو الواحد، وكتابة سيناريوهات تنتجها شركة رصد لعرضها على قناة الجزيرة وقنوات الإخوان واليوتيوب، أبرزها فيديو يبين انهيار الاقتصاد للدولة المصرية، وآخر عن نقل الناس من جزيرة قرصاية ومثلث ماسبيرو، وقال: «جبت ناس من خارج المنطقة دى تتصور على أساس أنهم أبناء الجزيرة، ويتم تهجيرهم قسرى.. وآخر تكليف كان عن فيروس كورونا، وكأني أصور عدم قدرة الدولة على السيطرة على الفيروس».
فيما قال سامح حنين سليمان، مسئول إنتاج الأفلام: «تواصل معى عدد من قيادات الإخوان المقيمين فى تركيا وقطر، وطلبوا منى أن أنتج فيديوهات لصالح قناة الجزيرة، ضد الدولة المصرية ومؤسساتها مقابل 3 آلاف دولار لكل فيديو، وبالفعل أنتجت فيديوهات لبرنامج هذا الصباح، وتحت المجهر، وعدد من البرامج المسائية لنفس القناة، وكانت الفلوس تُحول لى من شبكة قنوات الجزيرة على حسابى فى البنك العربى الأفريقى فرع البحوث بالدقى بإجمالى تحويلات حوالى 150 ألف دولار».
وفى ذات السياق، أكد الإرهابى سلامة سالم على، وشهرته «سلامة البس»، أنه من سكان قرية البالوظة مركز بير العبد بشمال سيناء، وتابع: «دخلت الإخوان عام 1992.. وجانى تكليف من قيادات الإخوان أنى أكون مجموعة لجمع المعلومات السياسية والاقتصادية بمحافظة شمال سيناء علشان يستخدمها إعلاميو الإخوان واللى شغالين فى اللجان الإعلامية فى حملتهم ضد النظام».
وفق الفيديو استكمل «البس»، قائلا: «وده علشان شيئين محددين الأول يعملوا مادة إعلامية يستخدموها فى صنع أفلام وثائقية ضد الجيش والشرطة، الأمر الثانى المادة دى يستخدمها بتوع الإخوان اللى شغالين فى قنوات تركيا».
واعترف المتهم أحمد محمد إبراهيم، بأنه عضو فى الجماعة الإرهابية منذ عام 2010، ويعمل فى المجال الإعلامى تحت القيادى «البس»، هو وآخرون، ومهامه تتمثل فى جمع المعلومات عن الأوضاع الأمنية فى شمال سيناء، ومن ثم إرسالها إلى القيادات فى تركيا وقطر، من أجل استخدامها فى تشويه صورة قوات الجيش والشرطة.
ووفق الفيديو الذى تضمنه بيان وزارة الداخلية تابع الإرهابى أحمد محمد إبراهيم: «قمنا بجمع معلومات عن الأوضاع الاقتصادية والأحداث التى تمت مثل أحداث مسجد الروضة، والتعدى على الأكمنة..كما جمعنا معلومات عن المؤسسات الحكومية فى شمال سيناء».
وفى 22 يناير الماضى، وخلال كشفها عن تفاصيل خلية «الجوكر»، التى كانت تعتزم تنفيذ عمليات إرهابية قبل ذكرى «25 يناير» بتكليف من قيادات الإخوان فى تركيا، كانت هناك بعض التفاصيل الخاصة بالخلايا الإعلامية، وقالت الداخلية حينها إن معلومات قطاع الأمن الوطنى رصدت إعداد قيادات التنظيم الهاربة بتركيا مخططًا يستهدف تقويض دعائم الأمن والاستقرار وإشاعة الفوضى بالبلاد وهدم مقدراتها الاقتصادية، بالتزامن مع ذكرى 25 يناير، وتكليف عناصره بالداخل لتنفيذه من خلال عدة محاور، تتضمن العمل على إثارة الشارع المصرى من خلال تكثيف الدعوات التحريضية والترويج للشائعات والأخبار المغلوطة والمفبركة لمحاولة تشويه مؤسسات الدولة، وقيام التنظيم فى سبيل ذلك باستحداث كيانات إلكترونية تحت مسمى الحركة الشعبية والجوكر، ارتكزت على إنشاء صفحات إلكترونية مفتوحة على موقع فيسبوك وفرز العناصر المتأثرة بتلك الدعوات يعقبها ضمهم لمجموعات سرية مغلقة على تطبيق تتولى كل منها أدوارًا محددة، تستهدف تنظيم التظاهرات، وإثارة الشغب وقطع الطرق وتعطيل حركة المواصلات العامة والقيام بعمليات تخريبية ضد منشآت الدولة.
ومن ضمن ما رصدته الداخلية قيام عناصر اللجان الإعلامية التابعة للتنظيم بالداخل بتكثيف نشاطهم، من خلال الترويج للأكاذيب والشائعات لإيجاد حالة من الاحتقان الشعبى، وإعداد لقاءات ميدانية مصورة مع بعض المواطنين وإرسالها للقنوات الفضائية الموالية للتنظيم خاصة «الجزيرة» لإذاعتها بعد تحريفها بشكل يُظهر الإسقاط على مؤسسات الدولة، وكذا بثها على مواقع التواصل الاجتماعى ودعمها من خلال حسابات إلكترونية وهمية للإيحاء بوجود رأى عام مؤيد لتلك الادعاءات.
واستعانت هذه الخلية ببعض الأجهزة الحديثة، والتى ضمت (طائرة دون طيار Drone- أجهزة كمبيوتر وكاميرات تصوير وهواتف محمولة مزودة بتطبيقات مؤمنة للتواصل مع القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية الإخوانية).
وفى شرحه لتفاصيل إعداد الحلقات التليفزيونية ببرامج قنوات «مكملين والشرق والجزيرة» وكل الأبواب الإعلامية، قال الإخوانى أحمد على أبو ضيف، عضو الخلية: «أنا عضو باللجنة الإعلامية لجماعة الإخوان، وحصلت على تعليمات من الجماعة، بالتحرك قبل 25 يناير وعمل ضجة إعلامية بوجود فساد فى البلاد، وجاءت لنا تكليفات بإجراء حوارات تليفزيونية مع المواطنين فى الشارع بأسماء قنوات أخرى لكسب ثقة المواطنين، والحديث عن السياسة والاقتصاد، وإرسالها لتركيا، حيث يتم عمل مونتاج لها، وقطع الأجزاء الإيجابية والتركيز على السلبى تمهيدا لإذاعتها فى الجزيرة وبقية القنوات الإخوانية».
من جانبه قال الكاتب الكبير «مكرم محمد أحمد»، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن قناة الجزيرة ترفض استقرار مصر، وتعمل على إثارة الفتن وبث الشائعات، مؤكدا «إن تقليم أظافرها والجهات المتآمرة المتعاونة معها كان لابد أن يتم الآن، خاصة بعد أن كبرت مخططاتها متصورة أن الوضع المستقر فى مصر قابل للتغيير».
وأكد مكرم محمد أحمد لـ «صوت الأمة» أن الضربات الأمنية التى وجهتها وزارة الداخلية للمتعاونين مع الجزيرة وخلايا الإخوان الإعلامية من خلال مهاجمة مقار هذا التنظيم وأوكاره وشبكاته وعلاقاته، أثبتت أن مصر كانت يقظة دائما لهذا المخطط، وكانت على استعداد دائم لمواجهة أخطاره وإحباطه، مشيرا إلى أن هذه المحاولة لن تكون الأخيرة، فالجزيرة ستستمر فى محاولاتها للدفاع عن وجودها، وهى تعلم تماما أن فشلها فى تنفيذ مخططاتها أمر مؤكد، ومع ذلك تواصل المؤامرات، مشددا على أن مصر أقوى الآن على مواجهة هذه المراحل خاصة أن العلاقة أصبحت قوية بين القيادة السياسية والشعب، كما أن درجة الالتفاف الشعبى حول الرئيس عبد الفتاح السيسى تزداد إلى حد أن هذا الالتفاف يكاد يكون شراكة بين الشعب والقيادة السياسية حول مسئولية المرحلة القادمة، وضرورة حماية الوطن من هذه المخاطر التى حاولت أكثر من مرة هدمه.
وأوضح «مكرم» أن الإخوان الإرهابية لن تتوقف نهائيا عن مهاجمة مصر، ولن تتوقف عن استغلال تنظيماتها بالخارج سواء الموجودة فى تركيا أو التنظيم ذاته، لأنها تعلم أن قضيتها مع مصر أصبحت حياة أو موتا، خاصة مع تصميم مصر على مكافحة الإرهاب وإنهائه، لذلك فإن الإخوان بعد فشل خططهم الإرهابية، حاولوا استخدام الحرب الإعلامية، لأنهم توهموا بقدرتهم على استغلال إعلامهم الكاذب، تفكيك وحدة الوطن فى الداخل للإيقاع بين القيادة السياسية والشعب، وهذه محاولة يائسة من الجماعة الإرهابية لاستعادة ثقة الشارع المصرى مرة أخرى ، فضلا عن أن الإعلام مهم جدا فى كل هذه المعارك.
وأشار رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى أن الإعلام المصرى كان له دور كبير فى التصدى لهذه المخططات، وقام بدوره على أكمل وجه، وتمكن من وضع جماعة الإخوان الإرهابية فى موقع الاتهام الدائم، بعدما كشف معظم عناصرها وكشف تواطؤ الجماعة مع تركيا، وكشف عدوانها على الشعب المصرى، وأنها العدو الحقيقى لتوجهات الشعب المصرى.
وقال الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة القاهرة، إن واقعة ضبط تقارير وفيديوهات مفبركة فى استوديو مشبوه لجماعة الإخوان الإرهابية، تشير إلى وصول قناة الجزيرة إلى حالة يأس واضح، من خلال العمل على بث الأخبار التقليدية، وبالتالى تلجأ كعادتها لبعض الأشخاص لتحقق أهدافها، مشيرا إلى أن قناة الجزيرة ليست مجرد قناة، لأنها فى الحقيقة ذراع قوى لجهاز الاستخبارات القطرى، الذى يعمل لحساب أجهزة استخبارتية أخرى، لافتا إلى أن هذا جزء من الحرب النفسية والمعلوماتية، والتضليل الإعلامى منذ ثورة 30 يونيو، وليس بالجديد عليها تلك الأفعال المضللة.
وقال علم الدين لـ «صوت الأمة» إن قناة الجزيرة نظرًا لردود الأفعال القوية ضد توجهاتها وسياساتها الداعمة والممولة للإرهاب، اضطرت على سبيل المثال إلى اتخاذ مواقف تحاول من خلالها تجميل وجهها القبيح، مثلما فعلت مؤخرا بحذف مقال سبق ونشرته عن الإرهابى هشام عشماوى، حاولت من خلاله تمجيد سيرته المليئة بالقتل والخيانة والدم، ووصل الحال بالقناة القطرية إلى أن وصفت عشماوى بأنه أحد رموز المعارضة الإسلامية، لكنها لم تستطع الصمود أمام الغضبة السوشيالية، وأيضا الرفض الكبير من جانب منظمات ومؤسسات، أكدت ارتباط الجزيرة بأهداف التنظيمات الإرهابية، فلم تملك القناة إلا حذف المقال، وهو ما يؤكد أن القناة وبقية أذرع الإخوان الإرهابية وصلوا إلى مرحلة الإفلاس، كما أنهم فقدوا القاعدة التى كانوا يعتمدون عليها، وزاد الرفض الشعبى لهم ولكل المتعاونين معهم، فلجأوا إلى شخصيات أخرى يتم تكليفهم بإنتاج التقارير والأفلام المفبركة.