تستمر تداعيات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي حتى بعد مرور أشهر عديدة، فلم تتوصل لندن حتى الآن إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي في الوقت المناسب قبل انتهاء المرحلة الانتقالية فى ديسمبر.
وقلل كبير المفوضين داونينج ستريت، من احتمال التوصل إلى اتفاق، ملقياً باللوم على إصرار بروكسل على عدم التوصل إلى حلول فى القضايا الصعبة.
ووفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، يلتقي كبير المفاوضين البريطانيين، ديفيد فروست، بنظيره الأوروبي ميشيل بارنييه في لندن ، قبل الجولة المقبلة من المحادثات الرسمية الأسبوع المقبل، لكن مع اقتراب موعد 31 ديسمبر، حيث من المقرر أن تنتهى الفترة الانتقالية.
وأقر المتحدث الرسمي باسم بوريس جونسون بأن الآمال في التوصل إلى اتفاق تتضاءل، مضيفاً: "يواصل الاتحاد الأوروبي الإصرار على أنه يجب علينا الاتفاق على المجالات الصعبة في المفاوضات، مثل مساعدة الدول الأعضاء من الاتحاد الأوروبي، قبل القيام بأي عمل إضافي في أي مجال آخر من المفاوضات، بما في ذلك النصوص القانونية، وهذا يجعل من الصعب للغاية التوصل إلى اتفاق، وبدلاً من ذلك نود تسوية القضايا الأبسط أولاً، من أجل بناء الزخم في المحادثات، حيث أن الوقت ضيق لكلا الجانبين".
وقال الاتحاد الأوروبي باستمرار إنه يريد تسوية القضايا الخلافية المتعلقة بسياسة مصايد الأسماك ومساعدات الدول الأعضاء مقدمًا.
وأضافت الصحيفة: يشعر مسؤولو الاتحاد الأوروبي بالغضب من التقارير الإعلامية حول المفاوضات في لندن ، مشيرين إلى أن المملكة المتحدة لم تقدم بعد مقترحاتها الخاصة لمساعدة الدول.
ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر، قولها: "كيف يمكننا التفاوض على هذا في حين أننا لا نعرف حتى شكل مساعدات الدول من قبل المملكة المتحدة العام المقبل؟".
وتحاول المملكة المتحدة، اختيار أفضل الظروف المواتية لها وتزعم أنها ستكون سعيدة بأى صفقة، بينما تطرح طلبات كثيرة عبر 11 قسمًا من المفاوضات والتي عند تجميعها معًا، تصل إلى صفقة جوهرية تحقق مكاسب لها.
وتحجم حكومة جونسون عن التنازل عن أي سيطرة على سياسة مساعدات الدول، وتفاخرت خلال الحملة الانتخابية في العام الماضي بأن إحدى فوائد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هي أن الحكومة يمكن أن تتدخل بسهولة أكبر لمساعدة الشركات البريطانية المتعثرة.
وأكد المتحدث باسم رئيس الوزراء، قائلاً: "سوف نعرض مزيدًا من التفاصيل عن نظامنا الداخلي في الوقت المناسب. بعد الفترة الانتقالية، سيكون للمملكة المتحدة نظامها الخاص للتحكم في الدعم، ولن تخضع لنظام مساعدات الدول في الاتحاد الأوروبي. لقد كنا واضحين للغاية بشأن ذلك طوال الوقت".
وأضاف المتحدث باسم رئيس الوزراء: "ترتيبات الدعم في المستقبل في المملكة المتحدة هي مسألة تخص الشعب البريطاني والبرلمان البريطاني ، وليس الاتحاد الأوروبي".
وتعتبر بروكسل قيود المساعدات الحكومية للشركات جانبًا رئيسيًا لضمان تكافؤ الفرص، بحيث لا تستطيع الشركات البريطانية بشكل غير عادل إضعاف نظيراتها في الاتحاد الأوروبي، تشير الصحيفة: "وتوقع مجلس الاتحاد الأوروبي في أكتوبر لوضع اللمسات الأخيرة على أي اتفاقية للتجارة الحرة، فإن الوقت ينفد".
وخلال المفاوضات المشحونة في العام الماضي بشأن اتفاقية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي التي تضفي الطابع الرسمي على شروط خروج المملكة المتحدة ، قدم جونسون تنازلات كبيرة في اللحظة الأخيرة - مما سمح فعليًا بحدود في البحر الأيرلندي - لإنجاز اتفاقه "الجاهز".
وبحسب تصريحات مفاوض خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، اللورد ديفيد فروست، إلى نظيره فى الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه، قال إنه سيوصي بمغادرة بريطانيا دون اتفاق تجاري ما لم تتوقف بروكسل عن الضغط على المملكة المتحدة للتوافق مع قواعدها بشأن مساعدات الدول الأعضاء فى التكتل.
ووفقاً لصحيفة "صنداى تايمز" البريطانية، اتخذ فروست موقفًا متشددًا قبل أسبوع في اجتماعات خاصة مع بارنييه، والتي فشلت في دفع المحادثات، ثم طالب بارنييه برؤية مخطط المملكة المتحدة لنظام الدعم المحلي للشركات بعد الانتقال، والذي من غير المرجح أن يتم نشره حتى نهاية سبتمبر.
ويطالب الاتحاد الأوروبي بريطانيا بمواصلة قبول القواعد التي تمنع الحكومة من دعم الشركات البريطانية على حساب منافسيها في الاتحاد الأوروبي، حتى بعد انتهاء الفترة الانتقالية في 31 ديسمبر.