طلال رسلان يكتب: الرعب يضرب صغار الإخوان بعد اصطياد محمود عزت.. الصيد الثمين لأجهزة الأمن يطير عقول شباب الجماعة.. انقلاب على قيادات الخارج واتهامات بالتورط في الإيقاع بالصندوق الأسود
الجمعة، 28 أغسطس 2020 06:25 م
حالة من الرعب والتخبط يعيشها عناصر جماعة الإخوان الهاربين في الخارج، بعد عملية الصيد الثمين على محمود عزت، القائم بعمل مرشد الجماعة، وسط اتهامات متبادلة بالتورط في اختراق وسائل التواصل معه ما ساهم في التوصل لمكانه واعتقاله.
خلال الساعات القليلة الماضية، وعقب القبض على محمود عزت، انهالت الأسئلة من عناصر الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى قياداتها الهاربين في الخارج، وظهرت مطالبات قوية بتفسير سقوط العقل المدبر للجماعة في الفترة الماضية في يد أجهزة الأمن المصرية بعد اختراق وسائل التواصل مع محمود عزت، سواء إلكترونياً أو هاتفياً.
ضرب الجنون عقول عناصر الإخوان فراحوا يطاردون قياداتهم بعد القبض على الرجل الذي يُعد مخزن أسرار الجماعة ومحركها الفعلي عقب القبض على محمد بديع المرشد العام. كما تساءل عناصر الإخوان، هل تم القبض على عزت بإيعاز وتسريب من قيادات بارزة في الجماعة للتخلص منه وتعيين شخص آخر مكانه خاصةً أن عزت يدير استثمارات الجماعة الضخمة والتي تقدر بمليارات الجنيهات.
على خلفية تساؤلات واستفسارات عناصر الجماعة، أصدر المتحدث الرسمي باسم الإخوان طلعت فهمي بياناً رسمياً الجمعة حاول فيه تهدئة تلك المخاوف، لكن يبدو أنه فشل في ذلك، بعدما تنصل من التواصل مع محمود عزت الذي كان يعد الصندوق الأسود لجماعة الإخوان في الفترة الماضية.
اقرأ أيضا:
اقرأ أيضا:
ضربة اصطياد محمود عزت الموجعة، أتت بعد أيام من تصريحات لإبراهيم منير، نائب مرشد جماعة الإخوان على قناة الجزيرة حاول فيها لملمة ما تبقى من فتات الجماعة في الخارج، وقال إن "الجماعة لا تزال بخير وبابها مفتوح لمن يريد العودة إليها"، مقراً بوجود "بعض المشاكل" لدى عناصر الإخوان في الخارج يتم "الاجتهاد في حلها". كما أكد أن الآلاف من عناصر الإخوان الفارين للخارج "في محنة".
إبراهيم منير، الذي لم يستطع إخفاء قنبلة الخلافات الموقوتة داخل الجماعة، حاول جاهدا مراوغة المنشقين بأن الجماعة لا تزال بخير وبابها مفتوح لمن يريد العودة إليها، لكن محاولته اصطدمت بجدار صلب لم يجد له مخرجا سوى الاعتراف بوجود مشاكل لدى أبناء الجماعة في الخارج يتم الاجتهاد في حلها، حسب وصفه، وأنهم ليسوا ملائكة.
فشل منير بتصريحاته عن "باب الجماعة المفتوح" في خطب ود المنشقين والناقمين لقيادات وشيوخ الجماعة الذين كشف عنهم النقاب بتفضيل السبوبة قبل الانتظار وقت أكبر فوق السفينة الغارقة، ففي مايو من العام 2017م، جاءت تصريحات عصام تليمة، المدير السابق لمكتب الإخوانى الهارب فى قطر يوسف القرضاوى، لتؤكد أن تلك الانشقاقات والخلافات لم يعد يجدي معها استعطافات إبراهيم منير وغيره من قيادات الإخوان الهاربين.
لم تكن تصريحات تليمة وقتها غير إشارة لانقلاب على "عواجيز الجماعة" من شباب وقيادات التنظيم الهاربين من الملاحقات هم الآخرين، في حملة هجوم على قيادات الجماعة الكبرى، وإعلان محاكمات داخلية لهم، وقال "تليمة"، موجها حديثه لقيادات الجماعة الحالية: "هم فاشلون ليس لديهم بدائل أو خطة للحفاظ على المسار، ولكنها تحافظ فقط على كراسيها داخل التنظيم"، وأضاف: "سنحاكم القيادات الفاسدة، والله أعلم هتتعلق منين، فما يفعلوه أمر مؤسف وأحبطت أنصارهم، وهناك تقصير وأفعالهم تفقع المرارة، هما ماعندهمش دم ويعيشون فى ترف ربنا يخدهم من الحياة".
لم تدم تصريحات تليمة وقتا كبيرا حتى خرج خلفه محمد العقيد، عضو مجلس شورى الإخوان فى تركيا، ببيان شهير هاجم قيادات عواجيز الإخوان، وعلى رأسهم إبراهيم منير أمين التنظيم الدولى للجماعة، ومحمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، ومحمود حسين الأمين العام للجماعة، ومحمود الإبيارى القيادى بمكتب إخوان لندن، مشيرًا إلى أن الجماعة تعانى من أفشل "رباعى" مشتت حتى الآن، وأكد أن شباب الجماعة سيبدأون فى انطلاق المرحلة الثانية من إعادة هيكلة التنظيم، وإعادة بناء مؤسسات الجماعة.
وكانت أجهزة الأمن المصرية قد ألقت القبض على محمود عزت صباح اليوم الجمعة، حيث أصدرت وزارة الداخلية بياناً قالت فيه إنه "وردت معلومات لقطاع الأمن الوطني باتخاذ القيادي الإخواني الهارب محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام للإخوان ومسؤول التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية، من إحدى الشقق السكنية بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة مؤخراً وكراً لاختبائه"، وذلك على الرغم من الشائعات التي دأبت قيادات التنظيم على الترويج لها بتواجده خارج مصر بهدف تضليل أجهزة الأمن.
اقرأ أيضا:
وقال بيان الداخلية إنه تمت مداهمة الشقة وضبط عزت، وقد أسفرت عملية التفتيش عن العثور في الشقة على العديد من أجهزة الحاسب الآلي والهواتف المحمولة التي تحتوي على البرامج المشفرة لتأمين تواصل عزت مع قيادات وأعضاء التنظيم داخل وخارج مصر.