مروان محسن.. صاحب "صاحب الكرة"
الأحد، 23 أغسطس 2020 04:37 م
رائحة الإدرنالين تفوح من الأجساد النحيلة الصغيرة، حماس الحصول على المتعة يملأ العيون، بعد خطة الهروب من جرعات المذاكرة الاضطرارية واقتطاع جزء من المصروف الهزيل طوال الأسبوع، بالكاد استطاعنا تجميع مقابل إيجار ساعة مستقطعة لملعب الـ10 أفراد وسط المساكن القديمة بنجيلة اصطناعية يمسح غبار الشارع وسيل شتائم الجيران وأفلام الرعب بين السيارات المارة.
تقسيمة معروفة لأهل الأرض والسماء، لا تحتاج إلى إعمال العقل، مواضع القوى في شلة الأطفال الصغار موزعة بالتساوي بحيث التوازن المطلوب بين الفريقين، والمباريات الحراقة، الكل لديه خبر مسبق بالأقدام الحريفة والنص لبة، أجواء على سجيتها لا تعرف المحاباة والمحسوبية والكوسة والمواربة.. ولكن.
صوت غليظ يقطع أجواء همسات الخطط وتكتيكات اللمسات وألاعيب المشاورة بالإيادي لمواضع رمي الكرة حتى اقتناص الأهداف وتقطيع شباك مرمى الخصم.. "أنا مش عجباني التقسيمة دي.. أنا عايز ألعب مهاجم في الفريق التاني.. يا إما هاخد الكوووورة وأروح". لم يحتج الأمر أكثر من دقائق حتى ينهار كل شيء. التقسيمات راحت. سيف الوقت قطعنا جميعا. المشاحنات لم تتوقف حتى بعد طردنا من الملعب.
حسنا.. لن تحتاج إلى مزيد من المقدمات حتى تعرف أنه مروان "اسم مستعار" صاحب الكرة، جسم ثقيل، أقدام تفتقر إلى خيال اللمسة، نصف موهبة، ونصف كل شيء، أفسدت مجاملته بحشره هو والمقربين منه في أحد الفريقين اللعبة برمتها.
أعطى الأهلي مروان محسن كل شيء، ولم يحصل منه على شيء، سنوات من الفرص، إصرار إداري غير مبرر على الاحتفاظ به، لم تخل من ملاحقات الألسن بالمحسوبية والمجاملات من "صاحب الكرة".
4 أهداف في 19 مباراة هذا الموسم، وسجل حافل بالفرص السهلة الضائعة بغرابة أمام المرمى، كانت كفيلة بإقناع مسئولي الأهلي بموهبة مروان محسن كمهاجم ثقيل لا بديل له!، ومن المفترض أن تقتنع الجماهير بعد ذلك بأن الأمر ليس فيه محسوبية.
مشهد متكرر بحذافيره لا يفارق الذاكرة. الكرة في منتصف الملعب بحوزة لاعبي الأهلي، عدة تمريرات سريعة مع لمسة حلوة، حتى تصل الكرة إلى مروان محسن أمام المرمى وينتهي الأمر. 4 ثوانٍ من الاحتفاظ بالكرة تعوض علينا بتسديدة طائشة أو سقوط بين أقدام المدافعين.
في وقت قريب، كان مروان محسن يحصل على دعم من المتمسكين بتلابيب الوقوف خلف مهاجم الأهلي نفسيا للتخلص من ضغوط هجوم الإعلام ونقد الجماهير، لكن هذا لم يعد يجدي، الدفاع عن لاعب بمستوى متواضع ليست من قواعد الانتماء في سجل الأهلاوية، ولن تسمح الجماهير بتدخل ما وصفوه بالمحسوبية والمجاملة مع مهاجم الأهلي، ولن تنتظر لانهيار الصرح بأكمله حتى تتم إعادة النظر في أمر من يقفون خلف اللاعب في مجلس إدارة كابتن الخطيب الذي يتحمل في المقام الأول ما حدث بمباراة الزمالك، وما وصلت إليه الأمور داخل القلعة الحمراء.
لم تكن لقطة تفويت الكرة من مروان محسن أمام الزمالك سوى نتيجة طبيعية لإعطاء الفرصة لمن لا يستحق، ومجاملة غير الكفء بموقع واسع عليه، وأكبر من إمكانياته العقلية المحدودة، وخياله الفقير، وهذا ما أصبحت عليه قواعد اللعبة مؤخرا في الأهلي.
على الهامش.. عماد متعب: (مروان محسن ياخد إجازة مفتوحة)