«صوت الأمة» تخترق امبراطورية سماسرة التنسيق.. عمولات بمئات الآلاف لإلحاق الطلاب بالجامعات الخاصة
السبت، 22 أغسطس 2020 11:30 م
التسعيرة تبدأ من 50 ألف جنيه وتصل إلى 150 ألف جنيه.. الوسطاء يستخدمون موظفين وأساتذة في الجامعات الخاصة لإلحاق الطلاب بشكل فوري.. والعمولة «النص بالنص»
فجأة تحولت الجامعات الخاصة المصرية، إلى ما يشبه السلع المعروضة على الأرصفة والأسواق، وعلى مواقع التجارة الإلكترونية.. إعلانات هنا وهناك وسماسرة يعرضون الوساطة مقابل عمولة لا تقل عن 50 ألف وتصل إلى ما يقرب من الـ 100 ألف، كل حسب الجامعة الواقعة تحت إمرته وتسعيرتها في هذا الموسم، كل هذا من أجل أن يجلب الأب لابنه لقب المهندس والدكتور، فتحولت أموال الآباء من خزائن مراكز الدروس الخصوصية إلى جيوب سماسرة الجامعات الخاصة.
«صوت الأمة» اخترقت هذه الإمبراطورية، ووصلت إلى عدد من السماسرة والعملاء، وتواصلت معهم ووقفت على تفاصيل دقيقة في طريقة عملهم، وشكل استعدادهم لهذا الموسم الذي يعقب إعلان نتيجة الثانوية العامة مباشرة.
أحد هؤلاء السماسرة، قال لـ"صوت الأمة"، بعد رفض ذكر اسمه، إن نتائج الثانوية العامة 2020 وما شهدته بشكل عام من ارتفاع جنوني في مجاميع طلاب، خاصة الشعبة العلمية علوم، وضع أولياء الأمور في مأزق، فلم يعد أمامهم سوى إيجاد أي فرصة لإلحاق أبنائهم الحاصلين على مجاميع مرتفعة بالكليات المرجوة، خاصة في قطاعي الطب والهندسة، بعد أن فقدوا الأمل في الالتحاق بكليات القطاع الطبي والهندسي بأكلمه في الجامعات الحكومية.
تحفظ الوسيط، على لفظ سمسار، الذي يطلقه عليهم كثيرون خلال هذه الفترة، وقال إن دورهم كدور أي فرد أو كيان تمتلك كم من العلاقات داخل الجامعات الخاصة، فتوظف هذه العلاقات في الاستفادة وإلحاق الطلاب بهذه الجامعات المستعصية عليهم، مقابل نسبة مئوية من إجمالي المبلغ المدفوع، وهذا دور إنساني كبير، نظراً لأنه يدخل البهجة على قلوب الآباء والطلاب والأسر.
يتابع «الوسيط»: «نعمل كحلقة وصل بين الطالب والجامعة ونتولى عملية تقديم أوراقه داخل الجامعة الخاصة وتخليصه بشكل أسرع مما يتوقعه أحد، في الحقيقة نحن نقوم بمهمة إنقاذية للطلاب من التنسيق الداخلي للجامعات؛ خاصة في ظل وقوف آلاف الطلاب في طابور الانتظار للالتحاق بكليات القمة، حيث إن ارتفاع شريحة المجاميع ما فوق 95% سيؤدي بدوره إلى ارتفاع الحدود الدنيا للتنسيق الداخلي».
الطريف هذا العام في الأمر، أن هؤلاء السماسرة كانوا يعملون في خفاء تام لا يظهرون أنفسهم حتى لا يقعوا في فخ المساءلة القانونية، إلا أن هذا العام ظهروا على العامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليس ذلك فقط بل أصبحوا منتشرين كالنار في الهشيم، ولا يجد الطالب عناء في إيجاد أحدهم عبر تلك الصفحات، واستغلوا بالطبع بعض الجروبات الخاصة بالجامعات، معلنين عن أنفسهم بشكل كبير.
حسب ما حصلت عليه «صوت الأمة» من صور ومعلومات، تتراوح عمولة السمسار، ما بين 50 ألف و150 ألف جنيه، طبقاً لاسم الكلية والجامعة.
يعمل السمسار مع عدد من موظفي بعض الكليات داخل عدد من الجامعات الخاصة المتخصصين في تسجيل ملف الطالب دون التقديم بترتيبه الحقيقي في قوائم الانتظار.
يصل أقصى نشاط لهؤلاء السماسرة في الوقت الذي تعلن فيه أغلب الجامعات الخاصة إغلاق باب التقديم بكليات الطب والهندسة، وهنا يظهر دور بعد الأساتذة العاملين في هذه الجامعات الخاصة، والذين يقتسمون العمولة مع السماسرة.
هذا الأمر يؤثر سلبيًا على الطلبة وعلى أحقية التقدم، كذلك وضع طلاب أقل في المجموع في كليات القمة وحرمان الأكفء والأعلى مجموعًا من إيجاد مكان له في الجامعات الخاصة.
وتحتل كليات الطب البشري وطب الفم والأسنان المراتب الأولى في إقبال الطلاب وفي سوق السماسرة، كذلك تليهم كليتي الصيدلة والعلاج الطبيعي، ثم كليات الهندسة والنظم والمعلومات.