عذارى وهبن حياتهن لخدمة الرب.. قصة تأسيس نظام التكريس بالكنيسة على يد البابا أثناسيوس

الجمعة، 21 أغسطس 2020 09:00 ص
عذارى وهبن حياتهن لخدمة الرب.. قصة تأسيس نظام التكريس بالكنيسة على يد البابا أثناسيوس
مكرسات

هناك فروق بين المكرسة والراهبة التي تحيا حياة الرهبنة في دير مستقل للراهبات فقط، بعيدا عن العالم، أما المكرسة فهي تخدم داخل المجتمع والكنيسة ، وقد بدأت فى السنوات الأخيرة عدد من الإيبارشيات بافتتاح "بيت المكرسات" مثل إيبارشيات طما وبورسعيد وغيرها.

تأسيس نظام المكرسات فى الكنيسة
 
نظام المكرسات في الكنيسة  القبطية الأرثوذكسية، وضعه البابا أثناسيوس الرسولي، البطريرك العشرون لكرسي الإسكندرية (328- 373 م)، للعذارى في الكنيسة كجزء من برنامجه النسكي. وفي نظامه هذا رفض بالتحديد حالتين ممكن أن تعيشهما الراهبة المتنسكة، أولهما أن تعيش في بيت واحد مع رجل متنسك، أو أن تستقل بحياتها منفردة في بيت خاص.
 
البابا أثناسيوس الرسولي، طالب أيضا إبان تدشينه نظام التكريس، بالنسبة للمكرسات إما أن تعيش المتنسكة منفردة في بيت أهلها، أو تنضم لجماعة من العذارى، وتعتبر الصفة الأساسية التي اتسم بها برنامجه هو وصفه للراهبات المتنسكات "بعرائس المسيح"، وقد جعل الرهبنة النسكية للنساء جزءا من الكنيسة، وتحت إشراف الأسقف.

المكرسات وشروط الالتحاق
 
و يعتبر التكريس أحد أوجه الخدمة المسيحية التى تسعى من خلالها المُكرسات أن توهب حياتها من أجل الرب و الزهد في الحياة و النزعات البشرية؛ وتعريف المكرسة أنها عذراء متفرغة للخدمة يزيد عمرها على خمسة وعشرين عاما، أو أرملة غير حديثة الترمل (خمس سنوات على الأقل) لا يقل سنها عن خمسين عامًا، وغير مرتبطة بواجبات عائلية، ويتم تكريس المكرسة في إحدى درجات الشماسية الخاصة بالمرأة، وليس لها درجة كهنوتية، وتقوم بخدمة قطاع المرأة والأطفال في الكنيسة، إلى جوار بعض الأنشطة العامة مثل المشغل بفروعه المتنوعة والمطبعة والترجمة وطبع وتوزيع شرائط التسجيل بكافة أنواعها.
 
مطران البحيرة والمكرسات
مطران البحيرة والمكرسات
 
ووضعت الكنيسة نظام لترقية المكرسة من مكرسة إلى مساعدة شماسة بعد خمس سنوات على الأقل وإلى شماسة بعد خمس سنوات أخرى على الأقل بحسب خبرتها ومدى إتقانها لعملها وحسن سلوكها ومعاملاتها بحسب التقارير التي تكتب عنها بتزكية من أسقف الإيبارشية التي تخدم فيها وقت الترقية ومن أسقف مركز إعداد الخدمة وتكون الترقية الأخيرة بقرار من اللجنة العليا لشئون المكرسات. 
 
 
طقس التكريس
طقس التكريس
 
ويتم تكريس المكرسة فى إحدى درجات الشماسية الخاصة بالمرأة، وليس لها درجة كهنوتية، وتقوم بخدمة قطاع المرأة والأطفال فى الكنيسة، إلى جوار بعض الأنشطة العامة مثل المشغل بفروعه المتنوعة والمطبعة والترجمة وطبع وتوزيع شرائط التسجيل بكافة أنواعها، وتكون الترقية إلي ربتة الشماسة الكاملة بقرار من اللجنة العليا لشئون المكرسات، علي ألا يقل سنها عن 40 سنة في حالة العذراء، و60 سنة في حالة الأرملة.

دور المكرسة فى الكنيسة
 
وللمكرسات دور كبير حيث يساعدن الأسقف والكاهن فى خدمة قطاع المرأة فى الكنيسة، وكذلك خدمة النشئ، وخدمة أنشطة متنوعة للكنيسة،فمن الممكن أن تساعد المكرسة الأسقف أو الكاهن فى تعميد النساء الكبار، وفى إعدادهن للعماد كموعوظات،  وفى خدمة اجتماعات السيدات والشابات والموظفات، وما يلزمها من افتقاد ، وخدمة احتياجات الأرامل والأيتام. وفى الإشراف على بيوت الطالبات والموظفات المتغربات، وفى خدمة التنمية الإجتماعية، وفى محو الأمية، وخدمة العاملات فى المصانع. ومن الممكن أن تقوم المكرسة أيضاً بخدمة الحضانة التابعة للكنيسة: حضانة الرضع، وحضانة الأطفال، وما يلزمها من نشاط تربوى وتعليمى وروحى.
 
 
وأيضا تقوم المكرسة بالإشراف الروحى والإجتماعى، على بيوت المعوقات بدنياً، أو المعوقات عقلياً وبيوت المسنات، وفى مجال خدمة المشغل يمكن للمكرسات الإشراف على تعليم أعمال الحياكة والتطريز، وشغل التريكو، وصناعة السجاد، والمنتجات الجلدية، والخشبية الخفيفة للبنات، ويمكن أن تشارك فى صنع ملابس الكهنوت وفرش المذبح وستور الهيكل، وفى رسم الأيقونات، وأعمال الموزاييك، والفريسكا.
 
طقس التكريس
طقس التكريس
 
وكذلك تعمل المكرسة فى صناعة الخزف، وطلائه، والزجاج المعشق، وأعمال الطلاء بالمينا، وكثير من المنتجات، والأشغال، التى تساهم فى خدمة الكنيسة وفى وسائل الإيضاح يمكن للمكرسات الإشراف على طبع الشرائط وتوزيعها بكافة أنواعها، وفى ابتكار وسائل إيضاح لخدمة التربية الكنسية للأطفال، ومن الممكن أن تعمل المكرسة فى الترجمة، وفى عمليات طبع ونشر الكتب، والمطبوعات، والصور الدينية.
 

تعهد الشماسة الكاملة
 
وخلال طقس التكريس تتلو المكرسة التعهد التالي: "أنا الضعيفة المتقدمة –بنعمة الله- إلي طقس الشماسة المكرسة (الكاملة) الخاص بالنساء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أتعهد أمام الله رب الأرباب، وأمام ملائكته وقديسيه، وأمام المذبح المقدس، وأمام أبي قداسة البابا ".."، وأمام أبي نيافة المطران  الأسقف الأنبا".." بأن أثبت علي الإيمان الأرثوذكسي إلي النفس الأخير، وأن التزم بحفظ البتولية إلي نهاية حياتي، (أو "في حالة الترمل": ألتزم بحياة الترمل والطهارة والعفاف إلي نهاية حياتي)".
 
صلاة التعهد أثناء طقس التكريس
صلاة التعهد أثناء طقس التكريس
 
 
 
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق