سمير الإسكندراني.. ورحل الثعلب

ثعلب قاهري.. ساعد المخابرات المصرية إبان فترة الحروب العربية الإسرائيلية في ستينات القرن الماضي، في إسقاط 6 شبكات تجسس إسرائيلية في القاهرة، رافضا كل الإغراءات المادية والعينية التي قدمها الجانب الإسرائيلي.. إنه الفنان سمير الإسكندراني الذي رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 82 عاما.

 

وبعد صراع طويل مع المرض، استسلم الفنان سمير الإسكندراني، للموت يوم الخميس الماضي، في مستشفى النزهة، حيث كان يتلقى العلاج هناك، قبل أن تشيع جنازته من ساحة السيدة زينب، تاركا وراء ظهره تاريخ طويل من النضال والمقاومة، وحب الوطن.

 

نشأة سمير الإسكندراني

 

وسمير الإسكندراني، هو مطرب مصري، وفنان، ورسام، ولد في حي الغورية بالقاهرة سنة 1938، كان والده يعمل تاجرا للأثاث وكان محبًا للفن وصديق لمجموعة من كبار الشعراء والملحنين مثل «زكريا أحمد، وبيرم التونسي، وأحمد رامي».

 

درس سمير، في كلية الفنون الجميلة وبدأ تعلم اللغة الإيطالية بها، واستمر في تعلمها بعدما ألغيت اللغة الإيطالية من الكلية في مدرسة لتعليم الأجانب والمصريين، ثم دعاه المستشار الإيطالي في مصر لبعثة دراسية إلى إيطاليا، وهناك ذهب لاستكمال دراسته بمدينة بيروجيا الإيطالية عام 1958 وعمره 20 عامًا، حيث درس وعمل بالرسم والموسيقى وغنى في فناء الجامعة.

 

سمير الإسكندراني يخدع الموساد

 

جذب سمير الإسكندراني، انتباه المخابرات الإسرائيلية، فهو شاب مصري من جذور يهودية، متحرر ويتحدث خمس لغات، قبل أن يركز عملاء الموساد على سمير الإسكندراني للإيقاع به عن طريق شاب يدعى سليم، فعرض عليه تجنيده لجمع المعلومات من داخل مصر مقابل راتب كبير، وافق سمير وتدرب على التجسس والتراسل عن طريق الحبر السرّي واللاسلكي.

 

وفور عودته إلى مصر، أبلغ المخابرات المصرية وأصر على مقابلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إذ جرى الاتفاق على أن يستمر سمير بلعب دور جاسوس إسرائيل داخل مصر، ليتمكن خلال فترة عمله كجاسوس مزدوج من كشف عدد من الخطط التجسسية والمخابراتية داخل مصر منها محاولة اغتيال المشير عبد الحكيم عامر، ودس سم طويل الأمد للرئيس جمال عبد الناصر.

 

وبعد فترة تزيد عن العام ونصف العام تمكنت المخابرات المصرية عن طريقه من رصد مكان اتصال الجاسوس الهولندي مويس جود سوارد به، وتم القبض على الجاسوس الهولندي وكشف أعضاء شبكة تجسسية كاملة داخل مصر.

 

نجوم الفن ينعون الثعلب

 

قدم سمير الإسكندراني، عبر مشواره الفني عشرات الأغاني المميزة، كما يعد من أشهر النجوم الذين طاردتهم شائعات الوفاة، فقد لحقته هذه الشائعة أكثر من مرة، الأمر الذي دفعه للإعلان بأنه قرر اللجوء للنائب العام من أجل مقاضاة كل من يروج لشائعة وفاته، معبرًا عن انزعاجه الشديد منها.

 

الفنان نبيل الحلفاوي، نعى الفنان سمير الإسكندراني، وكتب يقول عبر تويتر: «رحم الله الفنان سمير الإسكندراني وألهم أهله ومحبيه الصبر. تميز كمطرب بطعم خاص سواء في أغانيه الخفيفة أو الوطنية. وكان له دور وطني مع المخابرات المصرية قبل مشواره الفني».

 

ونعى الفنان هاني شاكر، نقيب الموسيقيين، أيضا الفنان الكبير سمير الإسكندراني، كما نعى الفنان محمد صبحي، عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، الفنان الكبير سمير الإسكندراني، وكتب صبحي: «إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون».

 

وتابع: بكل الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة الصديق والزميل الفنان سمير الإسكندراني هذا الرجل الوطني العظيم.. ثعلب المخابرات المصرية ضد الصهيونية.. المطرب المثقف الراقي والحنجرة الرائعة التي عزف عليها أجمل الألحان.. وداعا الفنان والإنسان، دعائي إلى الله تعالى لك بالرحمة والمغفرة وللأسرة الصبر والسلوان».