مسابقات ناسا فرصة علمية للشباب أم حاجة للإبداع؟
الجمعة، 14 أغسطس 2020 09:00 ص
من وقت لآخر تعلن وكالة "ناسا" الفضائية، عن مسابقات لتنمية الابداع والعمل على تجديد الإبتكارات التى تعمل على اكتشاف أكبر للفضاء والكواكب وإنتاج مشروعات استكشافية جديدة.
ورغم أن الوكالة تحرص على هذه المسابقات بشكل دائم، وفي الآونة الأخيرة ازدادت المسابقات بطريقة دفعت إلى التساؤل عن حاجة الوكالة لهذه المسابقات للمساهمة فى إنهاء الملفات العالقة، وهل الشباب هم من يحتاجون مثل هذه المسابقات والفرص العلمية، أم ناسا هي التي تبحث عن الابداع الذى تفتقره خارج أبوابها وتتيح المجال لهم لاتمام مهامها غير المنتهية؟
ونرصد خلال السطور التالية أهم المسابقات التي أعلنت عنها وكالة ناسا، وفي أبريل الماضي أعلن مختبر الدفع النفاث (JPL) التابع لوكالة الفضاء ناسا عن تحديًا للعامة، حيث كشف عن الفائزين منذ أيام قليلة، وذلك بعنوان "Honey I Shrunk the NASA Payload".
ودعا التحدي العام الناس لتصميم أدوات يمكن أن تكون ذات يوم حمولات صغيرة للبعثات المستقبلية إلى القمر من أجل حل أزمة كبيرة تواجه الحمولات التي يتم نقلها خاصة مع أخذ خطوات لإقامة مستوطنات في أقرب وقت ممكن، وان تكن الحمولات لا يزيد حجمها عن حجم قطعة صابون: حمولات لا يزيد حجمها عن 4 بوصات × 4 بوصات × 2 بوصة (10 سم × 10 سم × 5 سم)، ولا يزيد وزنها عن 0.8 رطل أى (0.4 كجم) على أن يكن التمويل من خلال الوكالة ودعم المبادرة.
وفاز فى هذه المبادرة فئة واحدة في التحدي، بعنوان "Lunar Resource Potential"، هو "Puli Lunar Water Snooper"، الذي صممه فريق Puli Space Technologies ومقره بودابست، والذي حصل على جائزة قدرها 30.000 دولار، حيث تم تصميم الجهاز لرسم خريطة الهيدروجين على القمر من مركبة صغيرة للمساعدة في البحث عن جليد الماء.
أما في فئة أخرى "Lunar Environment"، فقد حصل التصميم المعروف باسم "Sun Slicer" ، وهو مطياف الأشعة السينية المصغر من Team Sun Slicer ، على جائزة 30.000 دولار أمريكي.
ولطلاب الجامعة أعلنت وكالة ناسا عن مسابقة لاستكشاف القمر بقيمة 180 ألف دولار لحل أزمة الغبار القمرى، وطلبت منهم في هذه المرة ابتكار حل لمشكلة الغبار القمرى الذى يلتصق بالأجسام بشدة، ما يمثل تهديدًا لرواد الفضاء إن أرادوا قضاء فترة طويلة على القمر، ويتمثل هذا الحل فى تطوير وسيلة تزيل الغبار القمرى أو تمنع التصاقه بالأسطح.
وتحاول ناسا إيجاد حل لمشكلة الغبار القمرى ضمن برنامجها الذى يسمى أرتميس والذى يتضمن إعادة رواد الفضاء إلى القمر بعد أكثر من 50 عامًا من أول هبوط بشرى على القمر.
وعمل باحثو ناسا على حلول عديدة خلال الأعوام الماضية، فمثلًا: طور علماء ناسا خلال العام الماضي، تقنية طلاء جديدة تبدد الشحنات الكهربائية الموجودة على المركبة الفضائية وتمنع الغبار من الالتصاق بها، ولكنهم مازالوا يبحثون عن حل وهو ما يؤكد أن المسابقة هو حل لناسا أكثر منه فرصة ذهبية لتشجيع ودعم طلاب الجامعات علمياً.
وعادة ما تلجأ ناسا للعامة والشباب بشكل خاص من أجل الحلول تحت عنوان براق مثل: "فرصة من ناسا تسمح بالابداع وتجعلك تحصل على جائزة بقيمة معينة" ومن بينها مسابقة لتصميمات مستكشف الزهرة منذ أشهر، والتي كشفت عن فوز تصميم جديد لمستكشف يمكن استخدامه للمساعدة في استكشاف سطح كوكب الزهرة، لتجنب الصخور والثقوب الكبيرة أثناء استكشاف سطح الكوكب الحار، حيث تتجاوز درجات الحرارة 850 درجة فهرنهايت وضغط الهواء أعلى 92 مرة من على الأرض.
وأطلق على المركبة اسم "فينوس فيلرز"، وقد طورها مهندس ومصمم مصري يدعى يوسف غالي، حيث قدم تصميمه كجزء من مسابقة ناسا "استكشاف الجحيم"، التي كانت دعوة مفتوحة لتصميمات مركبة تجريبية جديدة قادرة على النجاة من الظروف "الجهنمية" على سطح كوكب الزهرة، وفى المقابل سيُمنح غالي 15000 دولار مقابل تصميمه، في حين سيأخذ مهندسو وكالة ناسا تصميمه ويبحثون عن طرق لدمجها في تكرار مستقبلي لتصميماتهم الخاصة لمركبة الزهرة.