كتاب أتراك: تركيا تدخل الحرب كالعمياء وعلى مصر والخليج التصدي لأطماع أردوغان

الإثنين، 03 أغسطس 2020 11:00 م
كتاب أتراك: تركيا تدخل الحرب كالعمياء وعلى مصر والخليج التصدي لأطماع أردوغان

أزمات عديدة تعرضت لها تركيا بسبب سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورغبته في تحقيق وهم الخلافة العثمانية وهو ما دفعه إلي التدخل في شئون بعض الدول العربية، وهو ما تسبب في استنزاف الموارد الاقتصادية في ظل انهيار الليرة التركية، علاوة علي مساندة الجماعات الإرهابية وتمويلها عن طريق قطر والتي تعد الممول الرئيسي لكل العمليات الإرهابية 
 
 
أردوغان قرر  أن يُفاقم من أزمات بلاده فبعد توريطها في سوريا والعراق وخسارة العلاقات مع عدد من الدول المُحيطة بسبب سياساته المُسيئة، تدخل في الشأن الليبي للسطو على ثرواتها، وهو ما تصدى له الجيش الليبي الوطني ومؤسسات ليبيا الوطنية إلى جانب دعم مصر التي أكدت أن ليبيا أمن قومي بالنسبة لها، إضافة إلى عدد من الدول العربية التي رفضت تمامًا مثل هذه التدخلات التركية التي تمس أمن المنطقة بأكملها.
 
سياسات أردوغان في المنطقة العربيى رفضها الأتراك، ويتضح هذا من خلال مقالات وتقارير باللغات التركية والإنجليزية والعربية، إلى جانب تغريدات ومقاطع فيديو مُتداولة عبر حسابات رسمية لشخصيات تركية بارز عبر موقع التدوينات القصيرة تويتر.
 
سعيد سيفا
 
 
ونشر حساب الحزب الجمهوري بتركيا، مقطع فيديو للمتحدث الرسمي له انتقد فيه ما تقوم به تركيا في ليبيا، مُعربًا عن استياء الحزب مما يلحق بالصحفيين من أضرار حيث اعتقالهم أو سجنهم في حال كتابة ما يحدُث في ليبيا من قبل الأتراك.
 
 
وقال الكاتب ياتوارت دانزكيان رئيس تحرير موقع أجوس، أن تركيا الدولة الوحيدة التي تدخل الحرب كالعمياء، في حين تنصح دائمًا القوى الدولية بالاعتدال في مثل هذه الأمور التي تخُص قرارات الحروب والمعارك.
 
 
أما الطبيب التركي الشهير زكريا أكتورك فقد لفت إلى أنه على الرغم من عدم تخصصه في السياسة إلا أنه من خلال مُتابعته وقراءاته، فإن هدف أردوغان الرئيسي من تدخلاته في الأراضي الليبية هو الحفاظ على ثروته الشخصية، وخاصة في ظل ما تم نشره موثقًا من تعاملات مشبوهة لأسرته وأصدقاءه حيث بيع الأسلحة في ليبيا، .
 
وحلل الكاتب التركي سعيد سيفا الموقف بشكل أعمق، وقال: "يمكننا تحليل رغبة أردوغان التدخل في ليبيا من عدة زوايا؛ فمنذ أكثر من 15 عامًا يُولي اهتمامًا خاصًا بالشأن الليبي، وازداد هذا الأمر وضوحًا مؤخرًا، مُعتبرًا ليبيا مسألة قومية.. كما أن هويته السياسية تأثرت بفكر نجم الدين أربكان - الذي كان يعتبره معلمه وينتمي إلى حزبه- والذي كان يعتبر ليبيا ومصر امتدادًا وشأنًا قوميًا هامًا، وسعى لتوطيد العلاقات مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي. 
 
 
وأضاف، البنك المركزي الليبي أرسل مليارات الدولارات إلى تركيا، ولا ننسى أن الحكومة التركية عقب سقوط القذافي في عام 2011 استولت على أسهم المصرف الليبي الخارجي في البنك العربي التركي بأنقرة، ووضعت يدها على الأموال الليبية ومنح أردوغان لنفسه حق التصرف فيها، وعقب التوترات الجغرافية واحتدام الصراع في ليبيا سارع أردوغان إلى ليبيا وفعل أمرين، الأول عقد اتفاق مع الجانب الليبي للتنازل عن أية حقوق سابقة في البنك العربي التركي لحمايته من أية مُلاحقة قانونية، وأيضًا بدأ في استنزاف أموال الجماعات المُحالفة والداعمة له في ليبيا مقابل الدعم والحماية، وذلك على الرغم من رفض ومعارضة البرلمان الليبي. إذًا السبب الأول هو "المال". 
 
 
ثانيًا: سبب سياسي، فأردوغان يُطّمع جماعات الإسلام السياسي بحلم الخلافة الإسلامية، وبالتالي فإن ليبيا حجر أساس لتحقيق مُخطط الخلافة بالنسبة لتطلعاته التوسعية؛ إذ أن السيطرة على ليبيا سيُسهِل السيطرة على مصر وتهديد الخليج، وعلى مصر لعب دورًا بارزًا للتصدي لمخططات وأطماع أردوغان وجماعاته، وكذلك دول الخليج بصفة خاصة مواصلة الضغط للتصدي لأطماعه.  
 
 
وأضاف "سيفا": "يطمع أردوغان لإلحاق سوريا إلى دولته والسيطرة على بترولها وكذلك بترول العراق والآن يتجه للسيطرة على بترول ليبيا، ومن ثم السيطرة على جزء كبير من سوق النفط العالمي ومن خلاله يُصبح قوى إقليمية ودولية مؤثرة.
 
 
كما أن التدخل التركي في ليبيا من شأنه تقليل الضغوط الداخلية في تركيا وصرف النظر عن المشاكل الداخلية، كما هو الحال من وراء التدخل التركي في سوريا، وكذلك يعمل على تشتيت الجيش التركي في عدة جبهات خارجية مثل سوريا وليبيا وغيرهما لإرهاقه وصرفه عن الشأن الداخلي ولضمان السيطرة على مقومات الدولة دون أي تدخل من الجيش؛ ونتذكر ما فعله أردوغان في أحداث 15 يوليو، وكيف استفاد من إشعال الاضطرابات ومنح نفسه الحجة لتغيير القيادات العسكرية بقيادات موالية سهلّت مهمته خلال السنوات الراهنة".
 
 
وتابع الكاتب التركي أن "أطماع أردوغان في ليبيا ليس بالأمر الجديد، فقد أشار عبدالله إيشلر قبل أكثر من 10 سنوات عندما كان بمنصب نائب رئيس الوزراء التركي أردوغان إلى أهمية ليبيا بالنسبة لتركيا ولجماعات الجهاد والإسلام السياسي، ومؤخرًا أكد أردوغان أهميتها بكونها إرثًا تاريخيًا عثمانيًا، وروّج اعلامه خلال الشهور الأخيرة إلى عظمة وانتصارات الدولة العثمانية وتوجهاتها.
 
وأشار إلي أن أردوغان يُدرك أن تدخله عسكريًا بقواته في الأراضي الليبية والاقتراب من الحدود المصرية سيُشعل العداء مع قوى إقليمية هامة؛ وهو ما دفعه إلي " الحرب بالوكالة " بتوجيه وتدريب ميليشيات مسلحة ومرتزقة لخوض معارك عسكرية نيابة عنه.
 
كما قام هو بمدّ القوات المُوالية للوفاق بكل التجهيزات والأسلحة التركية والمعدات والملابس العسكرية فضلًا عن عناصر استخباراتية متواجدة حاليًا هناك لتخطيط وتوجيه المعارك.
 
لم يكتفي أردوغان بذلك بل نقل الكثير من العناصر المسلحة في سوريا إلى ليبيا وهناك العديد من أسماء القيادات المسلحة تعلم بهم الولايات المتحدة الأمريكية واستخباراتها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق