مثل كل الحكايات تبدأ قصة «مصطفى» قتيل منطقة «أبورواش» بكرداسة، بتعرفه على فتاة تقاربه في العمر، ليقرر الارتباط بها، وسط سرور أسرته، وسرعان ما جرت مراسم الخطوبة وبعدها الزواج مباشرة، قبل أن تختم بجريمة قتل من أجل العشيق.
كان «مصطفى» يعيش برفقة أسرته، حيث يعمل والده في التربية والتعليم، بينما والدته ربة منزل، جهزوا له شقته حتى يتزوج فيها، وبدأت الأم تلح على ابنها، حتى تراه عريساً، مع وعود من الابن بالزواج في أقرب وقت، ثم تعرف «مصطفى» على تلك الفتاة. وحاولت أسرة «مصطفى» أن تسعد العروسين بشتى الطرق، دون أن يتخيوا أن بداخل منزلهم أفعى ستقتل ابنهم.
بصوت ممزوج بالأسى، تحكي والدة القتيل: «اعتقدت أن الدنيا تبسمت لي بزواج ابني، كنا قايدين أيدينا الاتنين شمع للعروسة، لكنها غدرت بابني وقتلته بقلب قاسي لا يعرف الحب. تلتقط الأم أنفاسها وتقول: «مرت الأيام الأولى بعد الزواج برداً وسلاما، وكان ابني يعمل على سيارة، يخرج من المنزل وربما يعود في أوقات متأخرة، يعيش معنا في نفس العقار، الذي يوجد به (باب حديد) أسفله، حيث قرر زوجي منح العروسة نسخة من المفتاح، ربما تنزل وتخرج في أي وقت».
وأردفت والدة القتيل: «استغلت عروسة ابني خروجه للعمل وتغيبه بعض الوقت عن المنزل واستدعت عشيقها لشقتها، مستغلة وجود مفتاح للباب الرئيسي للعقار، حيث كان يصعد لها دون علمنا، وينام على فراش ابني مع عروسته في شهر العسل».
وتابعت: يوم الحادث كنت أجلس أنا وزوجي وابني الثاني، وسمعنا أصوات (خبط ورزع) صادرة من شقة مصطفى فوقنا، وكانت عقارب الساعة تشير للثانية فجرا، اقترحت على زوجي الصعود لاستطلاع الأمر، لكنه نصحني بعدم إزعاج العروسين، لكن (الخبط زاد) وزاد معه شكوكي».
وتكمل: «قررت قطع الشك باليقين والصعود برفقة ابني الثاني للشقة، فطرقنا الباب، وفتحت لي عروسة ابني، وظهرت مرتبكة، سألنها على سبب الخبط، فقالت: مافيش حاجة، فسألنها عن مصطفى فقالت: نايم، وحاولت انهاء الحوار بيننا سريعا، وبالفعل غادرنا المكان، والشك قد زاد أكثر، خاصة أن ابني قال لي: «امراة أخويا مخبية حاجة كبيرة».
مرت الساعات بطيئة جداً، كما تقول الأم، وتكمل: «في الصباح توجهت لشراء بعض المستلزمات، حتى فوجئت بطفل ينادي علي، ويخبرني بأنهم وجدوا ابني مصطفى ميتاً في شقته، فأسرعت إلى منزله، ووجدت ناس كتيرة في البيت، وعروسته تبكي، سألتها: ايه اللي حصل؟ فردت: مافيش.. كان كويس معايا بالليل.. وصحيت الصبح لقيته ميت، ودموعها لا تتوقف».
وتحكي: «المشهد كان صعب ومربك، لكن شعور الأم لا يكذب أبداً، رغم دموع زوجة ابني، لكني شعرت بأنها دموع تماسيح وأنها وراء وفاته، خاصة أنها اختفت من المنزل فجأة، خاصة عندما حضر الطبيب لتوقيع الكشف الطبي على ابني، والذي أكد وجود شبهة جنائية لخروج سائل من فمه».
وبحسرة تختم: «أجرى رجال المباحث تحرياتهم التى انتهت بالقبض على المتهمة.. زوجة ابنى اعترفت بقتل ابني من أجل عشيقها، حيث وضعت له السم في العصير، حتى فارق الحياة بمساعدة حبيبها، ليتم القبض عليها، ويصدر ضدها حكم بالإعدام شنقاً».