تستغل الجماعات الإرهابية ومن يدعمها وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي، وحاجة بعض الشباب للمال وضعف أنفس البعض الآخر وتغييب العقول تحت لواء الدين، من أجل تجنيد الشباب المصري ضمن صفوفها لذرع بذور الفتنة واستهداف المنطقة العربية وبالأخص مصر.
وفي أعقاب ثورة 25 يناير عام 2011 ظهر ذلك بوضوح، عبر آليات عدة كان من أبرزها السوشيال ميديا من أجل بث الفوضى في مصر، عاملة بكل الطرق الشرعية والغير شرية لجذب أكبر عدد ممكن من الشباب للأنضمام لصفوفها لضرب الدولة المصرية فى مقتل ومحاولة هدمها، لكن ما أثبته الواقع أن الشباب المصرى كان على قدر كبير من الوعي والمسئولية الوطنية ولم ينجرف خلف تلك الجماعات رغم إغراءاتها وتغييبها للعقول باسم الدين.
كما أن الدور الذي لعبته القيادة السياسية ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى فى تجنيب مصر هذا الخطر كان واضحا، حيث وضع الشباب على رأس أولويات الدولة وفتح معهم أطر تواصل مباشرة ولقاءات دورية ليرد فيها على تساؤلات تشغل بال الشباب المصرى.
من ناحيته لفت اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إلى اهتمام الدولة غير المسبوق بالشباب وإعدادهم فى ضوء توجيهات القيادة السياسية، قائلا: "فهم وقود أى دولة وعمادها، سواء من خلال المشروعات القومية التى تُسهم بشكل كبير فى خلق فرص العمل وتقليل حجم البطالة، فضلا عن حرص الرئيس السيسى على التواصل الدائم معهم عبر مؤتمرات الشباب الفاعلة والدفع بهم فى مناصب الدولة المختلفة".
وقال عامر، فى تصريحات صحفية، إن القيادة السياسية كانت واعية لهذا الخطر منذ البداية وتعاملت بحكمة مع ملف الشباب وأعطتهم أولوية كبيرة على أجندتها، لاسيما وأن مصر دولة مستهدفة من قبل القوى الكارهة والتى سعت لتجنيد الشباب فى أعقاب ثورة 25 يناير، من خلال تدريبهم فى الخارج لإحداث القلاقل والاضطرابات واستخدمت العناصر الشبابية كوقود بهدف إضعاف البلاد سعياً لبث الفوضى الخلاقة وعدم استقرارها إلا أن مخططاتهم لم تفلح.
وأشار عامر إلى أن القوى الكارهة لمصر تلاقت مصالحها مع جماعة الإخوان الإرهابية فى هذا الوقت، عمدت إلى استخدام أساليب الجيل الرابع والتى تنوعت ما بين الضغوط السياسية والاقتصادية علاوة على الإرهاب المصنوع، جنباً إلى جانب استخدم الشباب لضرب استقرار البلاد، حيث أغرت الشباب بالعديد من الوسائل ومنها المالية، أو العبث بأفكارهم للانضمام إلى صفوفهم وتنفيذ أجندتهم.
وحذر عامر من خطورة أنظمة المعلومات والاتصالات كأحد وسائل المستخدمة فى حروب الجيل الرابع، وتستخدم فى تجنيد الشباب حيث سهلت عقد الاجتماعات واللقاءات وإصدار التوجيهات لهم.
وبدوره أكد النائب أحمد بدوى، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، تصدى اللجنة منذ بداية عملها لقضية فى منتهى الخطورة، وهى استهداف الإخوان للشباب وتجنيدهم عبر السوشيال ميديا، كإحدى الوسائل التى يستخدمها تنظيم "داعش" لجذب الشباب.
وقال بدوى، فى تصريحات صحفية إن العناصر الإرهابية تقوم بخطط محكمة لزيادة عناصرها وجذب الشباب إليها عبر السوشيال ميديا، وتستقطب من ترى فيهم أنهم سيلتزمون بـ"السمع والطاعة"، دون جدال ومن هم الأكثر استجابة لعملية "غسيل المخ"، حيث تبدأ تشكيكهم فى كل من حولهم ليكون كلامهم هو الوحيد الحق والنافذ.
وأضاف رئيس لجنة الاتصالات، أنه للأسف بعد فحص العديد من البلاغات التى ترد للنيابة حول اختفاء بعض الأشخاص، بأنهم انضموا إلى جماعات إرهابية.
وشدد بدوى على أهمية المتابعة الأسرية ووجود الرقيب داخل المنزل لتوجيه الأبناء على صحيح الدين وغرس قيم الولاء وحب الوطن لتعمل جنبا إلى جانب التشريعات التى يتم إعدادها.
ولفت بدوى إلى أهمية الإعلام فى أن يلعب دورا مهام فى توعية الشباب عبر قنواته الواسعة لمنع "غسل أدمغة" الشباب واستغلال حالات الفراغ التى يواجهونها، من قبل الجماعات المتطرفة.