بعد حبسه 1000 يوم بدون تهمة..
عثمان كافالا.. أزمة أردوغان الجديدة مع أمريكا والاتحاد الأوروبي
الثلاثاء، 28 يوليو 2020 06:49 مرضا عوض
يبدو أن أزمات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لن تنتهي .. حيث كانت أخر هذه الازمات هي قيامه بحبس رجل الاعمال عثمان كافالا لمدة 1000 يوم متواصلة دون تهمة وهو ما استفز الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي الذين أرسلت تحذيرا شديد اللهجة للديكتاتور العثماني للإفراج عن رجل الاعمال بعد تبرئته في قضية سابقة.
كان أردوغان قد قرر شجن كافالا في نوفمبر 2017. بعد أن اتهمه في بداية الأمر بتمويل احتجاجات على مستوى البلاد في 2013، وهي التهمة التي تمت تبرئته منها في فبراير ليتم اطلاق سراحه، إلا أنه صدر قرارا جديدا بعد ساعات من الإفراج عنه بعد اتهامه في قضية أخرى تتعلق بمحاولة انقلاب فاشلة في عام 2016 وأُلقي القبض عليه رسميا في وقت لاحق. وتغير الاتهام في القضية نفسها في مارس إلى التجسس، لكن لم تُعد عريضة اتهام بعد.، وهي الاتهامات التي نفاها كافالا.
من جانبه دعا كيل براون نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إلى الإفراج عن كافالا نظرا لعدم إدانته. وقال أمس الاثنين " ندعو تركيا إلى تطبيق التزاماتها بالعدالة وسيادة القانون وإطلاق سراح عثمان كافالا واتباع نهج عادل وشفاف وسريع لحل قضيته".
كما أكد ناتشو سانشيز آمور المقرر المختص بشؤون تركيا في البرلمان الأوروبي إن كافالا أصبح يمثل اختبارا لصدق تركيا فيما يتعلق بحقوق الإنسان. وقال "نطالب مرارا وتكرارا بعدالة حقيقية في تركيا".
في المقابل رد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي في بيان إن دعوة وزارة الخارجية الأمريكية للإفراج عن رجل الأعمال والناشط عثمان كافالا لا تتوافق مع سيادة القانون.
الجدير بالذكر أن كافالا البالغ من العمر 63 عاما ولد في العاصمة الفرنسية باريس، حيث انتقل إلي تركيا ليعيش في إسطنبول وليدرس في "كلية روبرت"، وهي مدرسة خاصة في إسطنبول، لينتقل بعدها إلي العاصمة الإنجليزية لدراسة الاقتصاد في جامعة مانشستر البريطانية.
عقب وفاة والده عام 1982، تولى كافالا إدارة أعمال أسرته المتمثلة في مجموعة شركات "كافالا". ثم في عام 1983 توجه للعمل في شركة النشر "إليتيسم يينلاري" (İletişim Yayınları).
بدأت قصة كافالا مع أردوغان منذ عام 2013، بعد أن قام الديكتاتور العثماني بالقبض عليه ضمن تسعة أفراد بتهم تتعلق بالاضطرابات التى وقعت فى متنزه جيزى بارك، حيث قضى كافالا أكثر من عامين في السجن بعد اتهامه بمحاولة الإطاحة بالحكومة، عبر تنظيم الاحتجاجات التي شهدت خروج مئات الآلاف ضد خطط أردوغان لتطوير حديقة بوسط إسطنبول.
وشكلت احتجاجات "جيزي بارك" تحديا كبيرا لأردوغان، الذي كان رئيسا للوزراء آنذاك. وكانت تبرئة كافالا مع ثمانية آخرين مفاجأة خلال المحاكمة التي انتقدها الحلفاء الغربيون، وكانت بمثابة اختبار للعدالة في تركيا.