تنصل السراج من برنار ليفي.. هل تنزع عنه مسؤولية دخول المفكر الصهيوني ليبيا عبر مصراتة؟
الأحد، 26 يوليو 2020 03:21 م
تسيطر الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق على بعض المناطق غرب ليبيا، حيث تقع طرابلس ومصراتة وترهونة وغريان وغيرها في قبضة حكومة فايز السراج ويعني ذلك مسؤوليتها الأمنية عن دخول وخروج أي شخص إلى هذه المناطق، لكن ومنذ أمس يحاول المسؤولين تنصلهم عن أي مسؤولية جراء وصول المفكر الفرنسي الصهيوني برنارد هنري ليفي، إلى ليبيا عبر مطار مصراتة.
وخرج المجلس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق لينفي أي صلة له بزيارة برنار ليفي، بعد الضجة التي أثيرت حولها لا سيما مع الغضب الشعبي الواسع جراء هذه الزيارة، ولكن رأى مراقبون أن موقف حكومة الوفاق يحمل مزيدا من التناقض والارتباك.
وأحدثت زيارة ليفي إلى مصراتة مشكلة كبيرة لحكومة الوفاق أمام مؤيديها، حيث تدعي الأولى دائما أن تحالفها مع تركيا في ليبيا لصد مشروع صهيوني تديره إسرائيل.
كما أن تخبط حكومة الوفاق ظهر أكثر بعدما خرج ليفي ليتحدث عن كواليس زيارته إلى ليبيا وتجوله في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، حيث كشفت مداخلة المفكر الصهيوني لقناة "ليبيا الأحرار" التابعة لحكومة الوفاق والتي تبث من تركيا كل الكواليس التي تؤكد مسؤولية حكومة السراج عن الزيارة.
وقال المفكر الصهيوني: "لقد حصلت على تأشيرة زيارة إلى ليبيا كصحفي، حتى أكتب تقريراً عن مصراتة والمنطقة الغربية بصفة عامة لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، وباري ماتش في فرنسا"، ما ينفي ما ذكرته حكومة الوفاق حول عدم علمها بزيارة ليفي.
وأضاف ليفي حول ما نشر عن وصوله دون تأشيرة دخول رسمية إلى ليبيا : "معلومات خاطئة، لقد أتيت إلى ليبيا بتأشيرة نظامية لكتابة تقرير للصحيفة التي أرسلتني، والتأشيرة ليست من وزارة الداخلية الليبية، وإنما هي تأشيرة عادية وسليمة".
وتابع حديثه زاعماً: "أنا لست في طرابلس، أنا في مصراتة، أنا أريد السلام ووحدة ليبيا والديمقراطية ونهاية الحرب، لأنهم عانوا الكثير من هذه الحرب، وهم عانوا من داعش والقذافي، أنا هنا لكي أدعم الليبيين، الذين عانوا طويلا، ويجب أن ينتهي كل شيء، كفى معاناة، كفى حربا".
وتفضح هذه المداخلة كذب وإدعاءات حكومة الوفاق ومؤيديها داخل مصراتة بشأن ما نشر عن زيارة المفكر الصهيوني برنارد ليفي، حيث كان قد أصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بيانا ادعى فيه أن لا علاقة ولا علم له بزيارة ليفي كما لم ينسق معه بشأنها، وأنه اتخذ إجراءاته بالتحقيق في خلفية هذه الزيارة لمعرفة كافة الحقائق والتفاصيل المحيطة بها.
وزعم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أنه سيتخذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق كل من يدان بالتورط مشاركًا أو متواطئاً في هذا الفعل الذي يعد خروجاً على الشرعية وقوانين الدولة،
وتثبت تصريحات برنارد ليفي أن المستفيد الأول من الزيارة هي حكومة الوفاق، التي استهدفت من استضافة المفكر الصهيوني تشويه الجيش الوطني الليبي، وإيصال رسالة بأنها منفتحة على الجميع لكن ما أثارته الزيارة من مشاكل دفعت الحكومة إلى إصدار بيان تتنصل فيه من المفكر الصهيوني.