معركة أقمار صناعية فى مدار الأرض
انتقلت الحرب إلى الفضاء مبكرا، حيث رأيناها من قبل على صورة ملاحقة قمرين صناعيين روسيين لقمر صناعى تجسسى أمريكى، وهو ما اعتبره الخبراء خير مثال على انتقال المعارك من الأرض إلى المدار.
ووفقا لما ذكره موقع "space" الأمريكي، كشف الجنرال جون جاي ريموند، قائد عمليات الفضاء الأمريكى، أن اثنين من الأقمار الصناعية الروسية قد اقتربا للغاية، ضمن مسافة 100 ميل (160 كيلومترًا) من قمر التجسس الأمريكي، قائلا: "نعتبر هذا السلوك غير عادي ومقلق، ولديه القدرة على خلق موقف خطير في الفضاء."
وقال محللون عسكريون أمريكيون إن المركبة الفضائية الروسية انطلقت في نوفمبر كقمر صناعي واحد، والذي اطلقت لاحقا قمرا صناعيا آخر من داخلها، وكان المقصود من هذه المناورة اختبار الحالة الفنية للأقمار الصناعية المحلية.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها الجيش الأمريكي تهديدًا مباشرًا من دولة أخرى على قمر صناعي أمريكي، حيث كان تحديد هذه المخاوف وتصحيحها.
أنواع الأسلحة الفضائية الجديدة
سؤال مهم كشف عنه بن والاس، وزير الدفاع البريطاني، قائلا إن الفضاء سيكون ساحة معركة في حروب المستقبل، حيث تطور الصين وروسيا بالفعل أسلحة يمكن أن تعمل بدون جاذبية، مضيفا أن بريطانيا بحاجة إلى أن تكون مستعدة للدفاع عن نفسها في الفضاء، حيث ستخوض حروب مستقبلية فوق الأرض.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، يوجد عدد من أنواع الأسلحة التي يمكن استخدامها إما من الأرض إلى الفضاء أو الفضاء إلى الأرض أو حتى داخل الفضاء نفسه، كما كشف متخصصو الدفاع، فيمكن أن يكون هذا بسيطًا مثل اعتراض قمر صناعي لقمر صناعي آخر من أجل تعطيله أو تدميره بطريقة تؤثر على البنية التحتية الوطنية.
وقد يكون ذلك خطيرا كتفجير سلاح نووي في الفضاء، مما يؤدي إلى توليد نبضة كهرومغناطيسية يمكنها إذابة إلكترونيات المركبة الفضائية وإخراج الأقمار الصناعية دون أي تحذير.
وقالت الحكومة الأمريكية، إن الصين وروسيا تهديد استراتيجي لها بسبب تطويراتهما واختباراتهما ونشر قدراتهما في الفضاء الخارجي.
ولعل أكبر مشكلة عندما يتعلق الأمر بالحرب الفضائية هي خطر الحطام، حتى أصغر قطعة من القمر الصناعي المدمر يمكن أن تسبب ضررًا خطيرًا وغير متوقع لأجسام أخرى، وحتى للبشر في مدار حول الأرض.
اليابان وأمريكا يتجهان لإنشاء قوة خاصة بالفضاء أعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عن خطط لتشكيل وحدة دفاعية مصممة لشن حرب في الفضاء كجزء من قوة الدفاع الذاتي الجوية اليابانية، وقال إنه يتعين على اليابان أن تدافع عن نفسها من التهديدات في الفضاء الإلكتروني وأن تحمي أقمارها الصناعية، حيث يقوم عدد من الدول الآن بتطوير أسلحة فضائية، مع تزايد المخاوف من أن الصين وروسيا تبحثان عن طرق للتدخل أو تعطيل أو تدمير المركبات الفضائية.
وبحسب موقع metro الأمريكى، ستتعاون الوحدة مع قيادة الفضاء الأمريكية التي أنشأها ترامب قبلهم في ديسمبر، وكذلك وكالة استكشاف الفضاء اليابانية، فيما دفع آبي قوة الدفاع عن النفس اليابانية لتوسيع دورها وقدراتها الدولية من خلال تعزيز التعاون والتوافق مع الأسلحة مع الولايات المتحدة.
كما ستعمل الوحدة جنبًا إلى جنب مع القوات الأمريكية ومع تنامي قلقها بشأن القدرات المتزايدة للصين وكوريا الشمالية، وتعهد آبي، احتفالا بالذكرى السنوية الستين لتوقيع معاهدة الأمن بين اليابان والولايات المتحدة، بتعزيز قدرة اليابان وتعاونها مع الولايات المتحدة، بما في ذلك في مجالي الفضاء والأمن السيبراني.
الولايات المتحدة تخطط لأول محطة فضاء عسكرية
يخطط البنتاجون لتصميم "موقع مداري" صغير للتجارب الحكومية، بمثابة محطة فضاء صغيرة ستستخدم للبحث والتطوير والتدريب والبعثات التشغيلية، حيث منحت وزارة الدفاع عقدًا لشركة سييرا نيفادا، مما يسمح لشركة الطيران بتحويل مركبة النقل Shooting Star الخاصة بها إلى موقع مداري.
وشركة سييرا نيفادا (SNC) شركة مقاولات في مجال الطيران والأمن القومي تركز على تعديل وتكامل الطائرات، وقد اختارتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لتصميم محطة فضاء صغيرة تدور في مدار أرضي منخفض.
وقال فاتح أوزمن الرئيس التنفيذي لشركة SNC: "نحن متحمسون لطبيعة مهمة Shooting Star المتعددة المهام".
وأضاف: "تم تطويرها في الأصل من أجل مهام إعادة إمداد وكالة ناسا إلى محطة الفضاء الدولية، ومنذ ذلك الحين نواصل تحديد القدرات والحلول الجديدة التي تقدمها لمجموعة متنوعة من العملاء"، مؤكدا: "إن التطبيقات الممكنة لـ Shooting Star لا حصر لها".
وقال قائد مكوك الفضاء السابق في وكالة ناسا والطيار المتقاعد في القوات الجوية الأمريكية ستيف ليندسي: "تم تصميم Shooting Star الحالي بالفعل بقدرات كبيرة لموقع مداري، وبإضافة عدد قليل فقط من المكونات، يمكننا تلبية احتياجات وزارة الدفاع".
فيما أثار تحرك البنتاجون لإطلاق محطة الفضاء الخاصة به مخاوف، حيث قالت فيكتوريا سامسون من مؤسسة Secure World Foundation: "إن هذا الأمر يثير الكثير من الأسئلة: أي ما هو البحث والتطوير الذي أرادوا العمل عليه والذي استدعى ذلك حقًا؟"
تستند أهداف رحلات الفضاء البشرية الصينية إلى مخطط تم وضعه لأول مرة في الثمانينيات في إطار برنامج يعرف باسم مشروع 921، ولم يتم تصور أي زيارات بشرية للقمر حتى الآن.
موقع "space" الأمريكي، قال إنه تصدرت أعمال الصين في الفضاء العناوين الرئيسية خلال الأشهر القليلة الماضية، فإن الصين مشغولة بالفعل في بناء القدرات القمرية، خاصة بعد نجاح مهمة Chang'e-4 في الجانب البعيد من القمر، والتي تشمل مركبة فضائية مدارية والمركبة التي هبطت في يناير 2019.
وتخطط الصين أيضًا لعينة من التربة بمهمة Chang'e 5 ، المقرر أن تنطلق في عام 2020 وتهبط في Oceanus Procellarum. ، وتشير نظرة عامة على خطط القمر التي تم نشرها في مجلة العلوم في العام الماضي إلى أن Chang'e 6 سيعيد عينات، وسيفحص Chang'e 7 بيئة وموارد القطب الجنوبي القمري، من المتوقع أن ينطلق كل من Chang'e 6 و Chang'e 7 قريبا.
وكشفت تقارير إعلامية في أكتوبر الماضى عن أن الصين كانت تبني مركبة فضائية خارجية تقول مصادر أنها قد تكون قادرة على حمل البشر إلى القمر، ويشعر البعض بالقلق من أن الانتقال من الروبوت إلى استكشاف البشر يمكن أن يمهد الطريق لمزيد من التركيز العسكري على القمر.
لكن هذه الخطة القمرية الآلية الطموحة لا تبدو تهديدًا عسكريًا، وفقًا لخبير في برنامج الفضاء الصيني، حيث قال جريجوري كولاكي مدير مشروع برنامج الأمن العالمي التابع لاتحاد العلماء المهتمين في برنامج الأمن العالمي في رسالة بالبريد الإلكتروني، "قد يمثل هذا الأمر في أذهان بعض الأمريكيين نوعًا من التحدي النفسي، ولكني أجد صعوبة في رؤية كيف يهدد هبوط صيني على سطح القمر الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى".
هذه المواقف الدولية من جانب كل دولة على حدة فيما يخص الفضاء والحرب الجارية وتطوير الأسلحة استعدادا لأى من ذلك، تكشف عن علامات مهمة تخص مسار هذه الحرب حتى الآن ومتى ستكون؟ هل متبقى عليها كثيرا أم لا، وكيف ستدار؟