متهم باغتيال "بلعيد والبراهمي".. "مسؤول النهضة" في قبضة القضاء التونسى
الخميس، 23 يوليو 2020 07:00 م
يعد مصطفى خذر المشرف على الجهاز السري لحركة النهضة التي يتزعمها راشد الغنوشي رئيس البرلمان الحالي، وقد اعتقلته السلطات التونسية في 5 يونيو الماضي على خلفية اغتيال "البراهمي وبلعيد".
ووجه القضاء التونسي الاتهام رسميا إلى مصطفي خذر، في جريمة اغتيال الناشطين السياسيين محمد البراهمي وشكري بلعيد، اللذين قتلا بالرصاص في عام 2013.
وجاء اعتقال خذر بتهمة الامتناع عن تقديم معلومات حول ارتكاب إحدى الجرائم الإرهابية، وذلك على خلفية علمه بالمخطط لاغتيال الناشطين.
واعتقلت السلطات التونسية إلى جانب خذر، كلا من عامر البلعزي الذي أخفى المسدس الذي اغتيل به البراهمي وبلعيد، وكذلك محمد العكاري لمشاركته في جريمة الاغتيال.
واغتيل شكري بلعيد ومحمد البراهمي بالرصاص أمام منزليهما، الأول في 6 فبراير 2013، والثاني في 25 يوليو من العام نفسه، وقد أثار اغتيالهما حالة غضب وموجة احتجاجات واسعة في البلاد.
وأعلنت هيئة الدفاع عن بلعيد والبراهمي أن القضاء وجه الاتهام رسميا إلى خذر في جريمة اغتيال البراهمي، مما يعني أن الجهاز السري لحركة النهضة أصبح ضمن منظومة الاتهام.
وأكدت عضو هيئة الدفاع إيمان قزارة أن سفارة الولايات المتحدة لديها معلومات حول عملية الاغتيال، ولم يعرف بعد إن كان القضاء قد طلب الحصول عليها أم لا، وفق قولها.
وكشفت قزارة بالوثائق عن وجود علاقة مباشرة بين خذر ورئيس حركة النهضة، متهمة وكيل الجمهورية بشير العكرمي بإخفاء تفاصيل قانونية للتستر على الغنوشي.
وأشارت قزارة إلى أن محكمة التعقيب قررت في 14 يوليو الجاري سحب الملف من المحكمة الابتدائية وإحالته إلى محكمة أريانة، قائلة: "انتهت اللعبة وتعطل دور العكرمي في حماية الغنوشي".
وكان إلياس الفخاخ، رئيس الحكومة التونسية المستقيل، قد فتح النار على حركة النهضة، وواصل هجومة غير المسبوق عليها، ووجه لها اتهامات مباشرة بتحويل الحكم في بلاده إلى غنيمة، بعدما أقاموا ما أسموه بـ"تحالف مقدس" مع مهربين.
وصرح إلياس الفخاخ، بأن منظومة كاملة، منها جزء في الحكم وجزء خارجه، أقامت تحالفا مقدسا مع شبكة مصالح كبيرة، غير عابئة باستقرار تونس ووضعها الاجتماعي والأمني والأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها، لأنهم لا هم لهم إلا مصالحهم الشخصية والحزبية والفئوية، موضحا أن حركة النهضة الإخوانية، لم ترغب في نجاح حكومته منذ اليوم الأول، وأخذوا على عرقلتها.
وقال الفخاخ: (أصبح الحكم بالنسبة لحركة النهضة، غنيمة وولاءات مقابل امتيازات، فهي لم ترشحني ولم تدعمني، بينما كانت تخشى على مصيرها وتتخوف من حل مجلس النواب والتصويت على إقالة راشد الغنوشي، رئيس الحركة ورئيس البرلمان).
وكشف رئيس الحكومة المستقيل، عن حجم الصفقات المشبوهة التي حاولت جماعة الإخوان في تونس، عقدها معه قبل أسبوعين من استقالة حكومته، بأن حركة النهضة عرضت عليه صفقة لإدخال أطراف إلى الحكم، مقابل مواصلة مشواره كرئيس للوزراء، إلا أنه لم يسايرهم في رغبتهم ولم يرضخ لمحاولاتهم، ورفض مطامعهم على الرغم من أنه كان بإمكانه الكذب والقول بأن تونس بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية بعد أزمة فيروس كورونا.
ووجه الفخاخ، رسالة إلى النخبة في تونس، وقال لهم: ( أنا ألوم الناس والنخبة الذين اكتفوا بالفرجة على ما يحدث، على الرغم من علمهم بأن المعركة كانت معركة الإصلاح ضد المحافظة على المواقع).