وعلى الرغم من التحذيرات التى أطلقتها الدولة ومحافظة الإسكندرية خلال الأسبوعين الماضيين من عدم التسلل إلى شواطئ العجمى، خاصة بعد حادث غرق شاطئ النخيل الذى راح ضحيته 11 شخصا، إلا أن المواطنين من المحافظات المجاورة لمحافظة الإسكندرية يصرون على تعرض حياتهم حياة أبنائهم للخطر والغرق، ويواصلون التسلل إلى الشواطئ المغلقة والتى لا يوجد بها خدمات إنقاذ أو خدمات إسعاف، وهو الأمر الذى أدى إلى ارتفاع حالات الغرق منذ الجمعة قبل الماضى إلى نحو 21 حالة غرق خلال 15 يوما تقريبا، منهم 11 حالة بشاطئ النخيل و4 بشاطئ الصفا المجاور له، وحالات غرق بشواطئ أخرى مثل حالة غرق بالهانوفيل العجمى، وحالات متفرقة بالمناطق الصخرية بمنطقة لوران وستانلى.
أكد الدكتور محمد حمص، رئيس هيئة مرفق الإسعاف، أنه تم انتشال جثتين حتى الآن، من إجمالى 4 أشخاص تعرضوا للغرق بشاطئ الصفا والذى يقع بجوار شاطئ النخيل بالعجمى، وجارى البحث عن اثنين آخرين.
وقال رئيس هيئة مرفق الإسعاف أنه تم انتشال جثمان سيدة وشقيقتها، وجارى انتشال باقى الجثامين، كما تم الدفع بعدد من سيارات الإسعاف لنقل جثامين الحادث إلى مشرحة كوم الدكة .
فيما أكد الكابتن غواص إيهاب المالحى، رئيس مجموعة غطاسين الخير، أن هناك مجموعة كبيرة من الغطاسين المتطوعين للبحث، عن باقى الجثامين، حيث استطاع غواصو الخير انتشال جثتين لسيدة وشقيقتها وجارى البحث لانتشال جثتين آخرين .
وناشد كابتن غواض إيهاب الملحى، أهالى المحافظات المجاورة عدم التسلل إلى شواطئ العجمى والساحل الشمالى، بسبب ارتفاع فى الرياح والأمواج، وهناك خطورة على الأرواح، خاصة أن الحادث وقع بشاطئ الصفا بعد الكيلو 21 بالعجمى .
من جانبه قال الدكتور رأفت محمد توفيق حمزة أستاذ مساعد بقسم تدريب الرياضات المائية بجامعة الإسكندرية، ومتخصص بالاتحاد الدولى للإنقاذ بمصر، إن شواطئ غرب الإسكندرية بحى العجمى تتميز بالخطورة المرتفعة فى السباحة خاصة لمن لا يجيدون السباحة فى التيارات المائية الشديدة، حيث يأتى شاطئ النخيل فى مقدمة شواطئ العجمى ذات درجة الخطورة المرتفعة، وذلك بسبب حواجز الأمواج الخاطئة التى تؤدى إلى زيادة شدة التيارات المائية "الدوامات" التى تسبب الغرق.
أما عن ثانى أخطر شاطئ بالعجمى، فيقول الدكتور رأفت حمزة، إن الهانوفيل يحتل المرتبة الثانية بين مجموعة تلك الشواطئ فى صعوبة السباحة، بسبب التيارات المائية والمنطقة المفتوحة بلا حواجز، وهناك منطقة بشاطئ الهانوفيل تدعى "المقبرة" يصعب أى شخص مهما كان يجيد السباحة النزول فيها، لأنها تتميز بالخطورة الشديدة .
فيما جاء شاطئ "أبو تلات" فى المرتبة الثالثة لأخطر 3 شواطئ بالعجمى، حيث أدت الطبيعة الجغرافية لهذا الشاطئ بالقرب من مصب نهر النيل من اختلاط مياه البحر بمياه النيل ووجود تيارات مائية شديدة، حيث اشتهر شاطئ "أبو تلات" بالدوامات المستمرة طوال أشهر السنة، ولا يسمح بالسباحة به لخطورته.
وناشد الدكتور رأفت حمزة، المواطنين خاصة مع اقتراب إجازة عيد الأضحى المبارك والارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة، الالتزام بقرارات الدولة فى عدم النزول للبحر، خاصة أن الشواطئ مغلقة إذن لا يوجد بها خدمات إنقاذ أو إسعاف.
أما فى حالة صدور قرار بإعادة تشغيل الشواطئ، فشدد "رأفت حمزة" على ضرورة اتباع بعض التعليمات الخاصة بالسلامة، مثل النزول فى المناطق الآمنة الخاصة بالاستحمام والابتعاد عن مناطق الصخور أو الحواجز الخرسانية أو مناطق المعدات البحرية، والمراقبة الحسيسة للأطفال لأن الأطفال مسئولية ذويهم ويصعب على فرد الإنقاذ متابعة الشاطئ من الداخل ومن الخارج فى منطقة استحمام الأطفال الصغيرة، بالإضافة إلى اتباع تعليمات أفراد الإنقاذ إن وجدوا وإن لم يكون هناك أفراد إنقاذ من الممكن اتباع الإرشادات والتعليمات عن حالة البحر وحالة الأمواج ومراقبة الرايات والحذر من رفع الراية السوداء على الشاطئ، ما يعنى ارتفاع الأمواج وصعوبة السباحة والتعرض للغرق، كما ناشد المصطافين بعدم المخاطرة بحياتهم وحياه أبنائهم والنزول للسباحة فى الشواطئ الخطرة وفى مقدمتهم شاطئ النخيل .
وناشد جميع رواد الشواطئ الذين لا يجيدون السباحة عدم التعمق وضرورة عدم القفز دون علم عن طبيعة المكان لعدم التعرض للاصطدام القاتل، مع ضرورة عدم تخطى العلامات البحرية إن وجدت (الشمندورات) مع السباحة داخل المنطقة الآمنة.
وشدد على عدم بذل مجهود شديد والخوف الشديد، قائلا: "أثناء سحب التيار نترك نفسنا والسباحة لأحد الجانبين وليس للخارج فالطاقة المبذولة غير مجدية ولا يمكن التغلب على سرعة التيار، مضيفا: "أنه يستحب عدم الأكل والنزول مباشرة وعدم الأكل أثناء الاستحمام، والابتعاد عن المناطق التى يتجمع بها القش وغيره لأنه داخل ذلك أشياء أخرى كقطع خشبية وفروع أشجار يلفظها البحر تتسبب فى الغرق.