الجيش المصري.. حين تمتلك الدول الرجال

بين ثلاث جبهات يراد لها أن تكون رأس الحربة في خطة الضغط على القاهرة، تمضي القوات المسحلة المصرية في طريقها، متسلحة بتأييد ودعوات ملايين المصريين، التي انطلقت عقب موافقة البرلمان، على إرسال عناصر من القوات المسلحة، في مهام قتالية خارج الحدود.

 

ووافق مجلس النواب، خلال جلسة عامة سرية عقدت مساء يوم الإثنين، على إرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية في مهام قتالية خارج حدود الدولة المصرية، للدفاع عن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتيجي الغربي.

 

وعبر المصريون عن تأييدهم للجيش بأكثر من طريقة. واختار البعض المشاركة في هشتاج «كلنا الجيش المصري»، الأكثر تداولا بموقع تويتر يوم الإثنين، بينما اختار أخرون البحث عن «الجيش المصري» عبر موقع جوجل، ليدخل أيضا في قائمة الأكثر بحثا اليوم الثلاثاء، فيما انبرى بعضهم للدفاع عن الجيش المصري، ضد شائعات وأكاذيب تطلقها قنوات الإخوان في تركيا.

 

وكتب حساب يدعى مصطفى: «هناك دول تمتلك المال، إنما نحن نمتلك رجالا لا تقدر بمال الدنيا، الجيش المصري خير أجناد الأرض».  وكتبت أمل تقول: «أطلب ياريس هتلاقي 100مليون فدائي فوضناك لحماية الأمن القومي المصري في الداخل والخارج».

 

وكتب حسام : «تحيا مصر بشعبها الأبي وجيشها خير أجناد الأرض وشرطتها الوفية وابنها البار الرئيس العظيم السيسي، ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار مصر تحيا مصر».

 

ويحتل الجيش المصري، المرتبة الأولى بين أقوى 15 جيشا في الشرق الأوسط، والمرتبة رقم 9 بين أقوى 138 جيشا حول العالم، وفقا لتصنيف موقع «جلوبال فاير بور» الأمريكي، المهتم بالشأن العسكري، بعد التقدم الهائل في تسليح وجاهزية الجيش المصري القتالية، في وقت يحتل فيه الجيش التركي، المركز الثاني بالمنطقة، و الـ 11 عالميا.

 

ولا يعتمد تصنيف موقع «جلوبال فاير بور» الأمريكي، الخاص بقوة الجيوش عالميا، على عدد الجنود والعتاد العسكري، الذي تمتلكه وحسب، وإنما يشمل نحو 50 نقطة، مثل القوة البشرية للدولة، وقوتها الاقتصادية، التي تمكنها من تحمل التكاليف الباهظة للحرب في حال اندلاعها.

 

ويقول مراقبون، إن التفاف المصريون حول الجيش المصري ليس بجديد أو غريب، فهناك علاقة خاصة تجمع بين الإثنين، لكن اللافت أن جيش مصر ليس جيش عدوان، وهو ظهير لأمته العربية وداعما لأمنها واستقرارها، ويحمل التاريخ صفحات بيضاء للجيش المصري في مساندة أشقائه العرب، والدفاع عن أراضيهم.

 

ويرى المراقبون، أن عملية التنمية والإنجازات القائمة في مصر الآن، لابد لها من قوة تحميها ضد أي عدوان أو أطماع خارجية، وسط اضطرابات إقليمية عصفت بالكثير من دول الجوار، مجددين تأكديهم على أن استراتيجية تطوير وتحديث القوات المسلحة، تمثل إنجازا جديدا يعزز من قدرة القاهرة  على وقف كل الانفلاتات الأمنية بالمنطقة.

 

ومع موافقة البرلمان على إرسال الجيش المصري خارج الحدود للدفاع والذود عن أمن مصر القومي، بدا المصريون من الثانية الأولى، ليس خلف جيشهم وحسب، بل على أهبة الاستعداد لتلبية نداء المعركة، إذ اختار العدو المعركة.