كورونا يؤزم أوضاع السجون في دول أمريكا اللاتينية
الإثنين، 20 يوليو 2020 12:14 م
أزم فيروس كورونا الأوضاع داخل السجون في دول أمريكا اللاتينية، بعد أن أصاب مئات السجناء، وأودى بحياة العشرات منهم، حيث يتكدسون في أمكان ضيقة يصعب معها السيطرة على انتشار الفيروس، وسط إدانة عالمية لوضع السجون في أمريكا اللاتينية.
واجتاح الرعب دول القارة بعد تأكيد نائب وكالة أمن المواطن في دولة بوليفيا، ويلسون سانتاماريا، على وفاة وإصابة المئات من السجناء في السجون البوليفية، جراء فيروس كورونا، موضحا أن الدوائر الصحية في المديرية وجهت بإرسال المزيد من مسحات السجناء، لتشخيص من يعانون من أعراض الفيروس.
وقال سانتاماريا، إن لديهم 159 سجينا ثبتت إصابتهم الإيجابية و118 مشتبه في إصابتهم و74 شخصا خرجوا من السجن، و17 شخصا دخلوا المستشفى فى حالة حرجة، و40 متوفى فى جميع السجون البوليفية.
ورغم تأكيد السطات البوليفية المستمر على تعقيم مراكز السجون يوميا، وتخصيص أماكن محددة فيها لعزل الحالات المشتبه بإصابتها للفيروس، إلا أنها اعترفت في الوقت ذاته بازدحام وتكدس أماكن الاحتجاز، مرجعة هذه الإصابات إلى كون مراكز السجون تعمل بما يفوق طاقتها بسبب المشاكل المتوطنة مثل التأخير في العدالة، إذ ينتظر حوالي 80٪ من السجناء صدور الأحكام.
ويعد الازدحام والتكدس من أكثر المشكلات التي تواجه السجون في دول أمريكا اللاتينية، وتقول دراسات لمنظمة CEDD التشيلية، إن أزمة السجون تزداد في أمريكا اللاتينية بعد اجتياح وباء فيروس كورونا لأماكن الاحتجاز، قبل أن تشير الدراسة إلى أن أصعب الأوضاع هي في بيرو، حيث عدد السجناء 97.500 سجين، أي زيادة بنسبة 240%.
وبحسب الدراسة، فإن بوليفيا تأتي ثانيا في قائمة أصعب الأوضاع، إذ تبلغ نسبة الازدحام داخل سجونها 189%، بينما تحتل المكسيك المرتبة الأخيرة بنسبة 90%. ودفعت الأوضاع الصعبة للسجون في بوليفيا ودول أمريكا اللاتينية في العموم، الأمم المتحدة إلى مطالبة هذه الدول، باتخاذ تدابير للحد من الازدحام في السجون.
ولم يختلف الوضع كثيرا في البرازيل، ثاني أكثر الدول تأثرا بالوباء في العالم، إذ واصل فيروس كورونا انتشاره بين السجناء، مودية بحياة 66 وإصابة 7220 آخرين، في وقت لا يزال فيه أقارب للسجناء، لا يعرفون بوفاتهم وإصابتهم بسبب حظر الزيارات.
وتذكر إحصاءات المجلس الوطني للعدالة (CNJ) في البرازيل، أن عدد الوفيات ارتفعت بين السجناء في جميع أنحاء البلاد بنسبة 288% فى الشهرين الماضيين، من 17 حالة وفاة في أوائل مايو إلى 49 فى أوائل يونيو و66 فى وقت مبكر يوليو، بينما قفزت العدوى 2.237% فى نفس الفترة (من 309 إلى 1736 وإلى 7220).
ومع تزايد الفيروس في اجتياح سجون دول أمريكا اللاتنينية، يرى عديد من الخبراء، أن توسيع اختبارات الكشف عن كورونا في مراكز السجون التي سجلت حالات إيجابية، قد يكون حلا أوليا عاجل.. من المهم الكشف المبكر عن الإصابات لاتخاذ تدابير سريعة تقلل من المخاطر.