رغم التحذيرات الدولية..لماذا يحرض أردوغان على "سرت"؟
الأحد، 19 يوليو 2020 11:35 ص
تطورات عسكرية تشهدها ليبيا منذ صباح أمس، على خلفية ما يتداوله الإعلام التابع لحكومة الوفاق والموالي لتركيا من تحشيدات عسكرية تابعة للميليشيات والمرتزقة السوريين استعدادا لخوض عملية عسكرية لاقتحام مدينة سرت التي تقع تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي.
وقابله ذلك استعدادات عسكرية كبيرة من قبل الجيش الوطني الليبي، حيث ذكرت شعبة الإعلام الحربي الليبي التابعة للجيش الوطني، أمس السبت، أن السواحل المقابلة لمدن سرت ورأس لانوف والبريقة، شهدت انتشار كثيفا للدوريات البحرية التابعة للجيش.
وأكدت وكالة "رويترز" الأنباء التي أشارت إلى أن ميليشيات حكومة فايز السراج حشدت مقاتلين من الجماعات المسلحة والمرتزقة باتجاه مدينة سرت.
ونشر حساب شعبة الإعلام الحربي الليبي على "تويتر" صورًا لانتشار دوريات استطلاعية مكثفة للقوات البحرية في سواحل مدن سرت وراس لانوف والبريقة.
ويأتي ذلك بعد أن أفاد شهود عيان وقادة في الميليشيات التابعة لـحكومة السراج، بأن رتلا من نحو 200 مركبة تحرك شرقا من مصراتة على ساحل البحر المتوسط، باتجاه مدينة تاورغاء، وهو نحو ثلث الطريق إلى سرت، التي تعد البوابة إلى مرافئ النفط الرئيسية في ليبيا.
وفي السياق، ذكرت مصادر ليبية أن هناك إعادة تمركز رصدت من قبل الميليشيات التابعة لحكومة السراج في المنطقة بين الوشكة وأبو قرين غربي سرت"، مضيفة أن "التحرك العسكري للوفاق هو إعادة تموضع غربا وليس شرقا".
لكن تشير كل هذه التحركات إلى السعى الدائم من قبل الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق، لاستمرار العمليات العسكرية، وتجاهل كل الدعوات الأممية الرافضة للحل العسكري والمطالبة بعودة جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة.
فيما رأى مراقبون أن هذه التحركات والتحشيدات المتجاهلة للتحذيرات الدولية، تحركها تركيا للسيطرة على منطقة سرت والجفرة، ولا تخفي أنقرة هذه المساعي في العلن إذ أكد وزير الخارجية التركي تشاويش أوغلو في وقت سابق أن هناك استعدادت على قدم وساق من أجل اقتحام مدينة سرت، التي يراها أردوغان عملية ذات طبيعة حساسة لما تمثله المدينة من أهمية استراتيجية كبيرة ، في إشارة إلى موانئ نفط المتواجدة داخل المدينة التي تؤمنها قوات الجيش الوطني الليبي.
وتحذر دول كبرى عدة من هذه التحركات التركية الساعية إلى استمرار الاشتباكات المسلحة، لاسيما وأنها ستؤدي إلى حرب إقليمية خاصة بعدما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة على خطورة تجاوز الميليشيات خط سرت الجفرة، مؤكدا أن مصر سترد بكل قوة في حال تهديد الحدود الغربية من قبل الجماعات الإرهابية والميليشيات.
والخميس حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أن بلاده "لن تسمح بتجاوز خط سرت - لجفرة"، مشددا على ضرورة بقاء ليبيا بعيدا عن سيطرة الميليشيات والإرهاب.
وجاءت تصريحات الرئيس المصري خلال لقائه الخميس، بمشايخ وأعيان القبائل الليبية الممثلة لأطياف الشعب الليبي، تحت شعار "مصر وليبيا شعب واحد.. مصير واحد"، حسبما ذكر المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضي.
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أن الساعات المقبلة ستشهد معركة كبرى في محيط سرت والجفرة، مشيرا إلى وجود ما وصفها بـ"تحركات كبيرة لميليشيات الوفاق وتركيا" في محيط المنطقتين.