أنا استفدت إيه؟
الإثنين، 13 يوليو 2020 04:21 م
قد يطرأ سؤال هام على عقل الكثيرين من مواطني الطبقة المتوسطة والطبقة القادرة عند مشاهدتهم لافتتاحات المشروعات السكنية البديلة لسكان العشوائيات ولسان حالهم يقول "أنا استفدت إيه"؟
الإجابة هنا من وجهة نظري أن الجميع استفاد بالطبع، ليس بالضرورة أن تكون الاستفادة شخصية مباشرة، لأن هناك فوائد عامة تعم على المجتمع ككل، ففي رأيي يأتي على رأسها تحويل كتلة بشرية كبيرة من قنابل موقوتة كانت ستنفجر في وجوه الجميع يوما ما أو بالفعل انفجر جزء منها، إلى مواطنين منتجين ومنتمين لوطنهم، قد يظهر منهم يوما ما العالم والرياضي والفنان والحرفي الماهر بعد أن انتقلوا من مناطق عشوائية وحياة أشبه بالموت إلى حياة كريمة وسكن آدمي مع حصولهم على حقوقهم في التعليم في مدارس نظيفة، وتمتعهم بأماكن لممارسة الرياضة والتنفيس عن أنفسهم بشكل طبيعي كباقي البشر .
جميعنا يعلم أن العشوائيات كانت مرتعا للمخدرات والجريمة والممارسات غير القانونية، فبيئة الحياة هناك لم تكن مساعدة أبدا سوى على السلوكيات المشينة وإحداث حالة من الضغينة من قبل سكان تلك المناطق تجاه وطنهم وتجاه باقي المواطنين، وبانتقال هؤلاء المواطنين إلى بيئتهم الجديدة المريحة أصبح لديهم ولدينا أمل كبير في تحول سلوكهم لاتجاه إيجابي، وفي إنتاج جيل جديد في المستقبل مختلف عن جيل العشوائيات السابق، وهو ما يعتبر الإنجاز الأكبر في أي مجتمع وهو المعنى الحقيقي للاهتمام ببناء البشر، ومن المعروف أن ثورة يناير قامت لتحقيق ثلاثة مطالب أساسية منها العدالة الاجتماعية وها هي تتحقق على أرض الواقع .
وبالطبع هناك فوائد عدة أخرى كالمظهر الحضاري لوطننا مصر التي طالما كنا حزينين على ما وصلت إليه، فلم يكن منا أحد راض عن وجود تلك العشوائيات ولا عن ذلك المظهر المشين لمصر.
أضف إلى ذلك أن الدولة ستستفيد بأراضي المناطق العشوائية التي يقع أغلبها في أماكن حيوية وهامة، ويمكن استثمارها بشكل يدر عائدا كبيرا على خزانة الدولة وهو ما سيعود بالخير على الجميع، وبالطبع فإن تلك المشروعات ساهمت في إيجاد فرص عمل كثيرة لمهندسين وعمال بناء وزراعة و و و...، وتنشيط عمل المصانع المختلفة بما يعود على موظفيها بالخير وهو ما يساعد في زيادة القوة الشرائية وتنشيط الأسواق، ومن هنا نستطيع اكتشاف أن دائرة الاستفادة كبيرة وستعود على الجميع بشكل مباشر أو غير مباشر.
أعلم جيدا وأقدر أن الطبقة المتوسطة تتحمل الكثير من الأعباء لكن يجب أن يعلم الجميع أيضا أنهم بتحملهم يشاركون في بناء الوطن وفي التمهيد لمستقبل أفضل لأبنائهم وأحفادهم، فالجهد المبذول وما نشاهده اليوم يدعو للفخر والسعادة والتفاؤل ، وها هي أخيرا ثمار التعب والبذل بدأت في الظهور بشكل ملموس ومحسوس وليست مجرد شعارات ووعود خادعة .
وفي النهاية شكرا لكل من ساهم في هذا العمل الجبار بداية بالقيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة النشيطة مرورا بكل من ساهم في صندوق تحيا مصر ودافعي الضرائب من المواطنين وصولا لأصغر عامل في تلك المشروعات عمل بجد وإخلاص حتى يتحقق الحلم ويصبح حقيقة.
والحمد والشكر الأكبر لله رب العالمين الذي وفق الجميع لتحقيق هذا الانجاز الكبير.