تأكيدا لـ «صوت الأمة».. وزارة الصحة تحذر من خطورة بوابات التعقيم
الإثنين، 13 يوليو 2020 04:34 مأحمد سامي
قالت وزارة الصحة والسكان المصرية، إن بوابات التعقيم لا جدوى منها وقد تسبب مشاكل صحية بسبب المواد الكميائية المستخدمة فيها كحساسية الجلد والعين إذا وصلت المادة الكميائية للعين مثلًا، ويأتى ذلك تأكيد لما سبق أن نشرته "صوت الأمة" بعنوان «بوابات التعقيم» سبوبة كورونا الجديدة.. وأطباء صدر يحذرون.
وكانت "صوت الأمة" حذرت فى وقت سابق من خطورة بوابات التعقيم التى قامت الحكومة بتركيبها على كافة مداخل لجان الثانوية العامة من أجل حماية الطلاب من انتشار فيروس كورونا المستجد والعمل على تعقيم اللجان بشكل دوري، فى الوقت الذى يكثر الحديث عن ضرورة استخدام البوابات وتركيبها، والذى يتجأوز سعر البوابة الواحدة ما يقرب من 25 ألف جنيه، نجد إعلان صادم لمنظمة الصحة العالمية يكشف أن البوابات عديمة الفائدة والأهمية بل على العكس أن المواد الكيميائية المستخدمة بداخلها من كلور وثاني أكسيد الهيدروجين تصيب البعض بالحساسية في الجلد والعيون.
وكشفت صوت الأمة أن "تجار الحرب أو تجار الحرام" لفظ يطلق على مستغلي الأزمات والطوارئ والاستفادة من وراءها وجمع الأموال دون النظر للاعتبارات الأخلاقية، ووجد بعض المصنعين في بوابات التعقيم التى انتشر الحديث عنها في بداية أزمة انتشار كورونا داخل البلاد "سبوبة جيدة"، لأن الدراسات فى ذلك الوقت لم تكشف مدى خطورة البوابات على صحة الإنسان فضلاً عن عدم أهميتها فى القضاء على ألفيروس.
وتسارعت الشركات في إنتاج البوابات وتوزيعها على المحلات والشركات والمؤسسات الصناعية، والترويج لأفكار مغلوطة بقدرة البوابة على اكتشاف المريض بالفيروس، حيث تعد أكبر كذبة اخترعتها الشركات من أجل الترويج لبواباتهم عديمة الأهمية، فنجد إحدى الشركات حولت إنتاجها من إنتاج بوابات الكشف عن المعادن لإنتاج بوابات التعقيم بقيمة تترأوح ما بين 20 ألف جنيه إلى 100ألف جنيه وفقا للمواصفات القياسية التي يتم التنفيذ على أساسها.
ونوهت صوت الأمة، إلى أن الأمر لم يقتصر على شركات صناعة البوابات، لكن بمجرد البحث على مواقع التواصل الاجتماعي على بوابات التعقيم الذاتي يظهر المئات من التجار الذين يعلنوا عن توفير البوابات بأحسن الأسعار وأفضلها وبمواصفات عالمية وبأسعار تنافسية ومواد كيميائية غير مضرة بصحة الآنسان، وآمنة على البشرة والعين من خلال تعقيم ذاتي ويمكن تركيبها بالشركات ومداخل العمارات والمستشفيات والمولات التجارية.
وفي إحدى الإعلانات ذكرت شركة متخصصة فى بيع بوابات التعقيم أن البوابة تعمل أوتوماتيكيا بمجرد دخول الشخص داخل الكابينة، وأنها تعمل بنظام يسمح بضخ مواد التعقيم وتوزيعها بشكل رأسى وأفقى من عدد ٦ مخارج وتم توزيعها بنظام هندسي دقيق لتعقيم الجسم بالكامل بما في ذلك القدمين، وأن الجسم الخارجي مصنع من الاستانلس ستيل والألومنيوم والكلادينج، وبها تايمر لتحديد زمن التعقيم حسب الرغبة مع إمكانية التشغيل المستمر بدون توقف، وتانك منفصل للمواد المطهرة وشملت بعض الإعلانات فيديوهات توضح كيفية عمل البوابة، وكل هذا من أجل جذب المواطن واستغلال حالة الرعب التي يعيشها لشراء هذا الاختراع العظيم لتأمين نفسه وأسرته ومحيط عمله.
الكارثة ليست في شركات تحول نشاطها لإنتاج البوابات، لكن الخطير أن بعض أصحاب محلات الكهرباء ومصنعى الحديد اتجهوا لإنتاج البوابات وبيعها بأسعار تبدأ من خمس الألف جنيه، وبالتإلى مما يؤكد أنها سبوبة سهلة ومتاحة لأى شخص يمكن تنفيذها.
ووضعت بعض الصفحات طريقة صناعة البوابة وبأقل التكاليف والمكونات الكهربائية التى تستخدم فيها وتقوم الشركة "الغير مسجلة" بتوفير الخامات وشحنها لكافة المحافظات ويتم التواصل من خلال رقم للشركة للرد على كافة استفسارات التركيب والشراء والاسعار كما وفرت الشركة للمواطنين المواد المستخدمة فى التعقيم والتى ادعت أنها امنه وغير ضارة بصحة الإنسان، وأنها قادرة على تحديد الأشخاص المشتبه بإصابتهم بالعدوى.
وقال الدكتور طه عبد الحميد أستإذ أمراض الصدر والحساسية، إن الكلور أو الكحول اللذين قد يتم استخدامهما فى الرش داخل هذه البوابات يؤديان إلى الإصابة بحساسية الصدر، مؤكداً أنه في حال استنشاق سوائل التعقيم يؤدي ذلك إلى تهيج الشعب الهوائية، ما قد ينذر بالإصابة بالأمراض الصدرية ولابد من عدم الإكثار من التعرض لهذه المواد المطهرة لما قد تسببه من الإصابة بالأمراض الصدرية والجلدية.
وأوضح أستاذ الحساسية فى تصريحات لـ"صوت الأمة" أن سوائل التعقيم تحتوى على مواد كيميائية نفإذة، تتسبب في تهيج الأغشية المخاطية، ما قد يؤدى إلى الإصابة بحساسية الصدر جراء استنشاق تلك المواد عند المرور من هذه البوابات، إلى جانب الإصابة بالالتهاب الرئوى، حيث تحتوى الرئة على أهداب يقتصر دورها على إفراز مواد تسهم فى مقأومة الأجسام الغريبة التى تدخل إلى الجهاز التنفسى، وفى حالة استنشاق تلك المواد النفاذة باستمرار، قد يؤدى إلى الإصابة بالالتهاب الرئوى، وكذلك الإصابة بالأزمات الربوية نتيجة التعرض المتكرر لغاز الكلورين الموجود فى الكلور موضحا أنها لا بد أن نستعد بعد كورونا لعلاج المواطنين من الأمراض الرئوية والجلدية نظرا للإسراف في استخدام المطهرات ولا بد من اللجوء للماء والصابون كمطهر أمن لصحة الإنسان.
ومن جانبه قال الدكتور ياسر مصطفي، أخصائى الأمراض الصدرية، أن الكثير من المنشآت بدأت تستخدم هذه البوابات، ويستغرق الشخص عادة بين 15 إلى 20 دقيقة فى عملية التعقيم من خلال رش مواد معقمة بعضها ضار على صحة الإنسان وتسبب فى تهيج الأغشية المخاطية للانف وكذلك تودى لأمراض الحساسية الصدرية مشيرا إلى وجود أنواع مختلفة من بوابات التعقيم، فمنها ما يمكن اعتباره مجرد تعقيم الملابس أو الجسم، ظاهريا ومنها ما هو مزود بكواشف لدرجات الحرارة، وكاميرات، ونظام إنذار.
وأضاف أخصائى أمراض الصدر، أن الكلور والكحول يسببان حساسية فى الجلد وفى حالة تكرار الإصابة ربما يتحول الأمر إلى أمراض خطيرة يصعب علاجها وأن هناك بعض المواد التى تستخدم فى الرش تؤدى إلى أضرار بالغة إضافة إلى تغير لون الشعر حال ملامستها له مباشرة وبالتإلي لا بد من الابتعاد عن هذه المطهرات خاصة أن بعضها قد لا يؤثر على ألفيروس ولا يساعد على قتله، وأن التباعد والالتزام بالإجراءات الوقائية هو الحل الأمثل للمكافحة الفيروس.
وقال الدكتور أمجد حداد، أستاذ الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، إن بوابات التعقيم ليس لها أى قيمة نهائيا وغير ذات جدوى مضيفا: "استخدامها ما هو إلا إهدار مال على ألفاضى للشركات والمصانع والهيئات، فهى تطهر ملابس الإنسان فقط ولا تمنعه من إصابة الآخرين طالما أنه مصاب أو حامل للفيروس ويمكنه نقل العدوى فهى تعطى إحساسا وهميا بالأمان وبالتايى فإن المواطنين يتعاملوا على أساس أن تم التعقيم ويتعامل دون حذر وينقل العدوى للآخرين.
وأكد شريف عزت، رئيس شعبة المستلزمات الطبية باتحاد الصناعات، أن البوابات هي صناعة لجمع الأموال الحرام لا تسمن ولا تغني من جوع، مضيفا: "لا نعلم لماذا يتم استخدامها حتى الآن فلا دليل علمى وانطلق يؤكد فاعليتها ويكفي أن منظمة الصحة العالمية حذرت من استخدامها".
واستكمل عزت لـ"صوت الامة"، أن استخدامها سواء فى اللجان الثانوية العامة أو حتى في أي هيئة ليست لها أهمية بل تعمل على إصابة المواطنين بالأمراض لأن المواد المطهرة مجهولة المصدر وتكن بشكل مباشر على الجسم والجلد مما يشكل خطورة على صحة الإنسان، ومصر وحدها التى ما زالت تعمل على استخدامها وباقي الدول ألغت استخدامها كالسعودية والإمارات والكويت والمغرب نظرا لخطورتها، لذا لا بد من وقف إنتاجها.
وعن التحركات البرلمانية، تقدم خالد مشهور، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة لوقف بيع البوابات المطهرة باعتبارها سبوبة للشركات لاستغلال أزمة كورونا وحرص الناس على التعقيم المستمر موضحا وفقا لما أعلنته الجهات الصحية أن أضرار البوابات أكثر من نفعها ولن تفيد فى التعامل مع ألفيروس، فهى سبوبة استغلها البعض لتحقيق مكاسب مالية كبيرة، حتى أنها لم يقتصر تصنيعها على الشركات المتخصصة بل أصبحت متوفرة لدى الحدادين بدون أية مواصفات فنية متبعة فى التصنيع.
وأضاف مشهور، أنه طالب بالعمل على استبدال البوابات بكواشف لقياس درجات الحرارة وكذلك استخدام المطهرات كالكحول الذى ثبت مفعولة ى محاربة ألفيروس وقلة الأضرار الناتجة منه وعدم الترويج البوابات المعقمة لوقف نزيف الأموال على أمور تضر دون أن تنفع.
وأعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء أن "بوابات التعقيم" باستخدام المطهرات الكيميائية والأشعة فوق البنفسجية التى توضع على مداخل الأماكن العامة كالمجمعات التجارية والمطارات وغيرها، لم يتوفر القدر الكافى من المعلومات حول فعاليتها فى الحد من انتشار العدوى من فيروس كورونا المستجد (COVID-19) ومأمونيتها للاستخدام على هذا النطاق نظراً لحداثة التجربة بل أن "منظمة الصحة العالمية".
وكشفت الهيئة عن بعض المحإذير التى تصحب استخدام "بوابات التعقيم" ويطرح تساؤلات حول قدرتها على منع انتشار العدوى بهذا ألفيروس، وتحتوى هذه البوابات على أجهزة تقيس درجة حرارة الشخص الذى يعبر من خلالها بحيث تعطى تنبيها فى حال ارتفاع درجة حرارته عن المستوى الطبيعي، كما تقوم بتسليط أشعة فوق بنفسجية أو رش رذإذ يحتوى مادة كيميائية مطهرة على الشخص من كافة الاتجاهات لفترة محددة.
وأشارت "الغذاء والدواء" إلى أن الجهات الرقابية العالمية المعنية بمكافحة انتشار عدوى فيروس كورونا توصى باستخدام أنواع معينة من المطهرات الكيميائية تعرف بأن لها القدرة على القضاء على معظم أنواع البكتيريا وألفيروسات، بعضها مخصص للاستخدام على الأسطح الصلبة مثل هيبوكلورات الصوديوم وبيروكسايد الهيدروجين وغيرها، وبعضها يمكن استخدامه بتراكيز محددة وبنقأوة معينة على جسم الإنسان مثل المعقمات الكحولية كالايثانول وأيزوبروبانول.
ولأن البوابات المشار إليها تستخدم أنواع مختلفة من المطهرات الكيميائية مثل بيروكسايد الهيدروجين وغاز الأوزون ومركبات الأمونيوم وغيرها، فإن استخدامها حسب الطريقة المشار إليها فى بوابات التعقيم يحمل العديد من المخاطر، حيث أن هذه المطهرات فى معظمها مصممة لتطهير الأسطح وليس للاستخدام على جسم الإنسان، كما أن رشها بشكل عشوائى ومن كافة الاتجاهات قد يؤدى إلى استنشاقها أو وصولها إلى أجزاء غير مرغوبة من الجسم وبالتإلى التسبب فى أضرار مختلفة، وتزداد خطورته فى حال تعريض كبار السن أو الأطفال أو الحوامل أو المصابين بأمراض الجهاز التنفسى لهذه المواد.
وبالنسبة للأشعة فوق البنفسجية (UVC) المستخدمة فى هذه البوابات؛ فإنه ثبت قدرتها على تدمير العديد من أنواع ألفيروسات، لكن لا توجد حتى الآن دراسات كافية تثبت أنها قد تدمر ألفيروسات التاجية الجديدة (COVID-19)، ولخطورة ضوء الأشعة فوق البنفسجية وضررها على الإنسان، فإنه يُوصى بأن يقتصر استخدامها على تطهير الأسطح الخارجية.
وكما هو الحال فى استخدام بوابات التطهير المزودة بمطهرات كيميائية، فإن فاعلية استخدام البوابات المزودة بهذه الأشعة غير مثبتة نظراً لأنه لا يمكنها تطهير غير الأسطح المباشرة، وعليه فإن المناطق المظللة أو تلك بين طيات الملابس أو تحتها لن يتم تطهيرها وكذلك المغطاة بالغبار، إضافة إلى أنه لا يمكن تقدير وقت التعرض والجرعة المناسبين للتطهير لاختلاف أنواع ومكونات أنسجة الملابس والأسطح الخارجية.
ومن الممكن أن يؤدى استخدام الممرات ذات خاصية التطهير بدفع الهواء والأشعة فوق البنفسجية إلى زيادة انتشار ألفيروس غير المقصود إلى باقى أجزاء الجسم الحساسة للعدوى مثل العين والأنف وألفم.
وأشارت "الهيئة" إلى أن هذه البوابات تعطى شعوراً زائفاً بالأمان ما قد يؤدى إلى التهأون والتخلى عن القواعد الأساسية للحماية من "COVID-19"، حيث أن رش المطهر ليس له تأثير على ألفيروس الموجود داخل الجسم وبالتإلى فإن المرور عبر البوابات لا يمنع احتمالية نقل الشخص المصاب للعدوى إلى غيره.