رسائل فرنسية من تطورات الأوضاع بليبيا.. القاهرة على حق في مواجهة الأطماع التركية

الأربعاء، 24 يونيو 2020 01:00 م
رسائل فرنسية من تطورات الأوضاع بليبيا.. القاهرة على حق في مواجهة الأطماع التركية
ماكرون

بدا الموقف الفرنسي ضد التدخلات التركية في ليبيا أكثر صرامة، فعلى مدار الأيام الماضية وجهت رسائل للتدخلات التركية في المنطقة، متهمة إياها بممارسة لعبة خطيرة في ليبيا. 

والاثنين، استغل الرئيس الفرنسي المؤتمر الصحفي المشترك مع ضيفه الرئيس التونسي، لتوجيه عدة رسائل بشأن الملف الليبي، ليس فقط باتجاه تركيا التي تتزايد علاقات فرنسا بها توتراً يوماً بعد يوم، بل أيضاً باتجاه الشركاء الأوروبيين والحلف الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية ومصر.

ومثلت التطورات الميدانية في ليبيا وتنامي الحضور التركي، تهديداً استراتيجياً للمصالح الفرنسية والأوروبية في شمال أفريقيا، ومياه البحر الأبيض المتوسط وبلدان الساحل، وبالتالي كانت رسائل ماكرون، وأولها كانت مباشرة موجّهة إلى أنقرة، وتحديداً إلى رئيسها رجب طيب إردوغان. ففي لهجة لا تخلو من التهديد المبطن، أكد ماكرون أن بلاده لن تتهاون مع الدور الذي تلعبه تركيا في ليبيا.

واعتبر ماكرون أن تركيا تلعب لعبة خطيرة تتعارض مع جميع التزاماتها التي تعهّدت بها في مؤتمر برلين، متسائلاً: هل تعتقدون أننا يمكن أن نترك تركيا لفترة طويلة تصدّر مقاتلين سوريين إلى ليبيا في ضوء كل ما نعرفه؟

وكانت وجهة الرسالة الثانية للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، حيث يرى الرئيس الفرنسي أنهما تعاملا بضعف مع الحادثة البحرية رغم خطورتها، باعتبار أن قوة بحرية تركية أطلسية هددت بفتح النار على قطعة بحرية فرنسية تابعة للحلف، وتعمل في إطار مهمة أطلسية.
 
وعبر الرئيس الفرنسي عن دهشته من التنديد الضئيل، الصادر عن أعضاء الناتو، لما يعد أحد أبرز الإثباتات على الموت السريري للحلف، وتكررت رسالة ماكرون في العام الماضي، تجاه تغافل الحلف عن الت أن أطلق هذا الكلام قبل قمة الحلف في لندن نهاية العام الماضي، وأثار حينها ردوداً تركية عنيفة.
 
ويرى الرئيس الفرنسي أن الوضع الليبي له انعكاسات إقليمية وتخوفاً من استمرار الحرب وتدفق المرتزقة، خصوصاً السوريين الذين تجلبهم تركيا إلى ميادين القتال يقرب المخاطر من بلدان الاتحاد الأوروبي، حيث يعد تنامي النفوذ التركي في ليبيا، وسعي أنقرة لتجذير وجودها البحري والجوي في مرفأ مصراته وقاعدة الوطية، يدلّان، وفق القراءة الفرنسية، على طموحات تتجاوز ليبيا.
 
وبالتالي كان تحذيره من انعكاس الحرب الليبية، واحتمال قيام منطقتي نفوذ تركية وروسية. منتقداً موسكو لكن بلهجة أخف من انتقاداته العنيفة لتركيا، وقال ماكرون: "لا أريد أن أرى بعد ستة أشهر، أو بعد عام أو عامين، أن ليبيا أصبحت في الوضع الذي توجد فيه سوريا اليوم، لذا هناك وقف التدخلات الخارجية، والأعمال أحادية الجانب للذين يسعون لكسب مواقع جديدة باستغلال الحرب في ليبيا".
 
 
وعكست الرسائل الفرنسية -الرابعة- تقارب الرؤية بين باريس والقاهرة بشأن ليبيا، فقد برر الرئيس الفرنسي نظرة الرئيس عبد الفتاح السيسي للأوضاع في ليبيا، بقوله: "لقد لاحظتم القلق المشروع للرئيس السيسي عندما يرى قوات تصل إلى حدوده".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة