مفاجأة صادمة كشفتها دراسة جديدة مشتركة بين مجموعة من العلماء الصينين والأمريكيين بتأكيدها أن البشر قد لا يكتسبوا مناعة أبدا ضد كوفيد 19.
واستند استنتاجهم إلى دراسة بحثت ما إذا كان عمال المستشفيات فى ووهان الذين تعرضوا بشكل مباشر للمرضى المصابين فى المرحلة المبكرة من تفشى المرض قد طوروا أجسامًا مضادة، حيث تم الكشف عن المرض الجديد القاتل لأول مرة فى المدينة الصينية فى أواخر العام الماضى، وفقا لتقرير لصحيفة south china morning post.
وطبقا للعلماء فإن 25% من العينات التى تم اختبارها والتى يبلغ عددها أكثر من 23 ألف عينة على الأقل ربما أصيبت بالفيروس فى مرحلة ما لكن 4% فقط طوروا أجسامًا مضادة اعتبارًا من أبريل.
وخلص الباحثون فى بحث نشر على موقع medRxiv.org إلى أنه من غير المرجح أن ينتج الناس أجسامًا مضادة واقية طويلة الأمد ضد هذا الفيروس.
ويتم بذل العديد من الجهود لمكافحة الوباء على افتراض أن المصابين بفيروس كورونا سينتجون أجسامًا مضادة تحميهم من الإصابة مرة أخرى، وتشمل هذه الجهود البلدان التى تفكر فى إصدار "شهادات المناعة"، وأكثر من 100 لقاح محتمل قيد التطوير، ويتم تشجيع المرضى الذين تم شفاؤهم على التبرع بالدم من أجل الأدوية والعلاجات التجريبية.
لكن البحث الجديد فى ووهان أشار إلى أنه لم ينتج جميع المصابين أجسامًا مضادة مؤقتة أو أجسامًا طويلة الأمد، والأجسام المضادة هى الجزيئات التى يولدها الجهاز المناعى للارتباط ببروتين ارتفاع الفيروس وإيقافه من إصابة الخلايا.
ويمكن للجلوبيولين المناعى G، أو IgG ، البقاء فى النظام المناعى لجسم الإنسان لفترة طويلة، وتم العثور عليه فى مرضى الجهاز التنفسى الحاد سارس بعد 12 عامًا من الإصابة.
ويعانى بعض الأشخاص من أعراض خفيفة أو لا تظهر عند الإصابة بالفيروس التاجى الذى يسبب فيروس كورونا، وقد لا يدركون أنهم مصابون به، ومع عدم تأكيد انتقال العدوى من شخص إلى آخر حتى أواخر يناير، لم يكن العديد من الأطباء والممرضات فى ووهان يرتدون معدات واقية إضافية لعلاج المرضى، وهو ما عرضهم للإصابة وقاتلوا الفيروس خلال أجهزتهم المناعية الخاصة بهم، فى حين تميل المرضى الذين يعانون من عدوى مؤكدة، حيث كانت الأعراض عادة أكثر وضوحًا، إلى إنتاج المزيد من الأجسام المضادة، وفقًا للباحثين، ووجدت دراسة سابقة أن جميع الحالات المؤكدة التى نظروا إليها طورت الأجسام المضادة IgG بعد أسبوعين من ظهور المرض.
واقترح فريق وانج أيضًا أن أكثر من 10% من الأشخاص فى دراستهم ربما فقدوا حماية الأجسام المضادة فى غضون شهر أو نحو ذلك، وقالوا "النتائج التى توصلنا إليها لها آثار مهمة على مناعة القطيع، والعلاجات القائمة على الأجسام المضادة، واستراتيجيات الصحة العامة، وتطوير اللقاحات".
واستنادًا إلى أبحاثهم قالوا إن اختبارات الأجسام المضادة قد لا تكون كافية لمعرفة ما إذا كان شخص ما مصابًا، وقد لا يوفر وجود الأجسام المضادة مثل IgG بالضرورة مناعة لاحقًا.
وفي الوقت نفسه أشارت دراسة منفصلة أجراها فريق فى جامعة تسينجهوا فى بكين إلى أنه كلما زاد عدد الأجسام المضادة التى أنتجها مرضى فيروس كورونا، كانت النتيجة أسوأ، حيث مات المريض ذى أقوى استجابة للجسم المضاد فى دراستهم.
وأشاروا إلى ظاهرة تعرف باسم التحسين المعتمد على الأجسام المضادة، حيث تقوم الفيروسات "بركوب رحلة" على جسم مضاد لإصابة الخلايا التى لا يمكنهم دخولها بطريقة أخرى.
لكن ويينج سونج، مدير أبحاث هندسة الأجسام المضادة فى جامعة ساوثرن ميديكال فى قوانجتشو، قال إن دراسة ووهان يجب التعامل معها بحذر وأشار إلى أن معظم اختبارات الأجسام المضادة تم فحصها فقط لاثنين من الأجسام المضادة لتوفير الوقت والتكلفة، وهذا يمكن أن يعنى نتائج خاطئة، قائلا "مازالت هناك الكثير من الأشياء الأساسية حول الفيروس التاجى الذى لا نفهمه".