حملة شلل الأطفال تثير مخاوف الأهالي من كورونا داخل الوحدات الصحية.. ومطالب بتأجيلها

الأربعاء، 17 يونيو 2020 03:46 م
حملة شلل الأطفال تثير مخاوف الأهالي من كورونا داخل الوحدات الصحية.. ومطالب بتأجيلها
أحمد سامي

 
الخوف سيد الموقف فى ظل انتشار فيروس كورونا المستجد، أصبح الاقتراب من المستشفيات والوحدات الصحية يثير الرعب فى نفوس المواطن، ومن تجبره الظروف على الدخول للمستشفيات يشعر أنه يخوض حرب نفسية قوية حتى يعود لمنزله دون خسائر أو إصابة بالفيروس، هذا حال الكثير من الأمهات والأباء فى ظل الإعلان عن حملة بدء حملة التطعيم ضد شلل الاطفال والتى لا يمكن الامتناع عنها أو حرمان الاطفال منها نظرا لأهميتها القصوي على صحتهم و تستهدف الأطفال من مواليد يناير 2016 وحتى 22 مارس 2018.
 
ورغم الإجراءات الوقائية التي أعلنت عنها وزارة الصحة وضرورة ارتداء المواطنين للكمامات وعدم الزحام أمام مكاتب الصحة والالتزام بمسافات التباعد الاجتماعي، ولكن القلق يمنع الكثير من الأسر على خوض التجربة ومحاولة التطعيم فى أوقات أخرى أو فى عيادات خاصة ولكن المصل لا يتوافر إلا في مكاتب الصحة المنتشرة بالمحافظات، ونرصد من خلال هذا التقرير اراء الأمهات ونصائح الأطباء من أجل التطعيم الأمن.
 
نورهان ماهر، أم لطفلة تبلغ من العمر ثلاثة أعوام، تقول منذ الإعلان عن بدء الحملة أشعر بحالة من الخوف الشديد على صغيرتي فى ظل هذه الظروف الحرجة التى تمر بها البلاد من انتشار الفيروس، فضلا عن أن الممرضات المتعاملين مع الاطفال يتعاملن مع مئات الحالات يوميا مما يكون فرصة لانتقال الفيروس بين الأطفال أو حتى بين الأهالى المتواجدين.
 
وأضافت نورهان لـ"صوت الأمة": كان من الأفضل تأجيل موعد الحملة حتى انتهاء فترة انتقال الفيروس، فارتفاع الحالات يزيد من الخوف فى قلوبنا، مطالبة الوزارة بتاجيل الحملة لبعد انتهاء شهر يوليو، حتى يكن الوضع أكثر امان على الأطفال واسرهم موضحة أنها منذ فترة تشعر باعراض تشبة الكورونا من فقدان حاسة الشم والتذوق وألم فى لجسم لذا فهي تخشي ان تكون مصابة وتتسبب فى نقل العدوي للآخرين، فعلى الصحة تأجيل الحملة أو توفيرها في أماكن يمكن للأهالي شراءها واعطائها للاطفال بالمنازل حتى تكن امان للجميع.
 
ومن جانبها أوضحت نهال أحمد أم لطفلين في عمر التطعيم، قائلة: "مستحيل أنزل بأطفالي من البيت، من وقت أزمة كورونا وحتى الآن لم أغادر منزلى لأي مكان وحتى احتياجات البيت بطلبها من السوبر ماركت أو جوزي وهو راجع من عمله، النزول بطفلين فى ظل هذه الأوضاع مخاطرة كبيرة وغير مضمونة وخاصة إذا كانت لمستشفى أو مكتب صحة والوضع فيهم خطير".
 
وأضافت: "الأزمة أن التطعيم مهم جدا واحنا مش عارفين هنعمل ايه وانا جوايا خوف من النزول مع كل الأخبار اللي بسمعها وقريت على مواقع التواصل إن مكاتب الصحة مزدحمة والأهالي والممرضات مش ملتزمين بالإجراءات الوقائية والبعض مش لبس الكمامة، وهعمل ايه لو في حد مصاب ومش ظاهر عليه أعراض أكيد كلنا هنتصاب ودا هيزود الأزمة، أنا مش هنزل واللي يحصل يحصل بعدين أبقى أطعمه فى عيادة خاصة أو طبيب الأطفال، أو أشتريه من منافذ المصل واللقاح باعتباره أكثر امان وغير مزدحم وافضل للمواطنين".
 
أما عمرو عبد العزيز فقال "اصطحبت ابني البالغ من العمر عامين لمكتب الصحة علشان تطعيم العامين ورغم أن المكتب قريب من المنزل ولكنه كان مزدحم جدا، خاصة أنه في منطقة شعبية و أغلب  المتواجدين في المكتب لا يتبعوا الإجراءات الوقائية اللازمة لحماية الأطفال والعمل علي ارتداء الكمامة ومنهم من يرتديها ولكن بشكل خاطئ".
 
وأضاف علمت أن سبب التزاحم على مكاتب الصحة كان لبدء حملة التطعيم ضد شلل الاطفال الذي أعلنت عنه الوزارة مما تسبب فى تواجد المواطنين لبدء الحملة ولكن هذا التوقيت غير صحيح بالمرة بالحملة من الممكن تأجيلها لبعد انتهاء المرض خاصة أن الأطفال مناعتهم قد تكن ضعيفة مما يسبب فى احتمالية الإصابة بالفيروس ونقل العدوى للاهالي وهنا تكمن الخطورة، موضحا انا نساني علي  تطعيم ابني الفترة دى علشان يكون الوضع افضل وأقل فى الازدحام".

هل يمكن التخلي عن تطعيم شلل الأطفال؟
 
وعلق طبيب الأطفال محمد عبد الخالق قائلا إن تطعيم شلل الأطفال مهم لصحة الاطفال ويساعدهم علي تجنب الإصابة بالمرض فيما بعد كما ان لمصر المتوفر من قبل وزارة الصحة هو الافضل دون غيره المتوفر في العيادات الخاصة أو المنافذ الأخري، موضحا أن التطعيم للاطفال من مواليد عام 2016 حتى 2018 سواء من خلال الحقن العضلي أو التطعيم الفموي ووفقا للمصل المحدد من قبل الوزارة.
 
وأضاف عبد الخالق لـ"صوت الأمة" أن المصل يعمل على مناعة الأطفال وتقويتها كما أن الأطفال اقل عرضه من الإصابة بفيروس كورونا ولكن الخوف يكن على الأهالي وهؤلاء لابد عليهم من الالتزام بالاجراءات الوقائية المتبعه من التباعد وكذلك ارتداء الكمامة وأن يكن التطعيم بالقرب من المكتب القريب من المنزل كما أن ممرضات الوزارة يتبعوا الإجراءات الوقائية فلا خوفا من انتشار العدوي بينهم ولكن لابد للأهالي من منح أطفالهم هذا التطعيم.
 
وأكدت الدكتورة أسماء محمود، طبيبة الأطفال، أهمية هذا التطعيم للأطفال خاصة مواليد عام 2016 وحتى عام 2018، لتفادي خطر الاصابة بمرض شلل الأطفال لهذه الفئة العمرية لعدم أخذهم التحصينات الكافية لهم، وان التطعيمات جميعها مهمة جدا وبتحمي الاطفال من الإصابة بالمرض خاصة أن الأمراض قد تصبح خطرة فيما بعد.
 
وأضافت: بتلقى اتصالات يومية من الأهالي بالخوف من التطعيم ولكن قولا واحدا التطعيمات كلها مينفعش تتأخر سواء التطعيمات الأساسية أو الحملات التابعة للوزارة، فنجد أن تطعيم الشهرين والاربعون اشهر والست اشهر والسنة  يمكن تأخيرها شهر واحد ولكن تطعيمات الحملات مهمة لعدم تكرارها ولذا انصح الأهالي الالتزام بالتباعد في مكاتب الصحة وشخص واحد بس مع الطفل  والالتزام بإتخاذ كافة التدابير الوقائية للأم والطفل سيكون كافي وآمن للحصول على هذا التطعيم، واذا المكتب متزدحم يتم الانتظار خارج المكتب لحين تقليل المتواجدين واذا لم تكن الممرضة بدون كمامة يطلب منها ذلك وبعد العودة للمنزل يتم تغير الملابس وغسل الايدي والجسم بالماء والصابون.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق