داعمو المثلية الجنسية.. بين التعاطف اللحظي على السوشيال ميديا وهدم الثوابت
الأربعاء، 17 يونيو 2020 02:24 ممحمد الشرقاوي
أشعل خبر انتحار داعمة المثلية الجنسية سارة حجازي، حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مترحم وساخط عليها، وما بين داعم ورافض لموقفها، ليستمر حتى بعد مرور نحو 3 أيام على وفاتها في كندا.
بعيدا عن حالة الجدل الدينية الدائرة والتي تزداد حدة مع مرور الوقت، بدعوى جواز الرحمة على كافة البشر، رغم كونها مرتكبة للكبائر في نظر من يقولون بكفرها وإلحادها ودعمها للفاحشة، إلا أنه كانت هناك دعوات مبطنة لدعم المثلية الجنسية في مصر والترويج لها.
ومنذ إعلان خبر انتحارها، غير المئات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور البروفايلات الخاصة إلى صور لسارة حجازي أو نشر صور لهم مموهة بعلم "الرنبو" أو "المثلية الجنسية"، وشعار يعبر عنهم.
المعركة الدائرة وصلت حد السباب مع تزايد الداعمين لحقوق المثلية الجنسية، غير أن الطبيب النفسي جمال فرويز، وصف تلك الحالة بأنها حالة اندفاع لحظي وليست في إطار منهجي، وبالتالي إن تلك الحملات مجرد دعم لحظي.
وأضاف فرويز أن الكثير من رواد السوشيال ميديا وداعمي الحملات يكتبون رأيهم لمجرد إظهار الرأي ويخالف الآخرون لإثبات وجودهم، وذلك لحالة الفراغ التي يعاني منها البعض، متابعاً: أن هناك حالة تناقض وازدواجية في شخصيات كثير ممن ينشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد يكون أحدهم غير ملتزم دينياً وأخلاقياً في حين يظهر على "السوشيال ميديا" وكأنه متدين، والعكس، وهو ما يعكس مدى الانحدار الذي حدث للشخصية المصري.
ويرى الطبيب النفسي، في تصريح خاص لـ"صوت الأمة"، أن مواقع التواصل الاجتماعي أعطت الفرصة والمساحة لمزيد من الأخلاقيات السيئة وانحدار الشخصية، مشيراً إلى أن حالات التعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن أن تؤثر سلبًا على الأشخاص العصبيين، وقد تدفع بأحدهم لتبنيها أو اتخاذ موقف، خاصة في الانتحار، إذا كان الشخص يفكر في هذا الأمر من قبل.
وأعادت حملات الدعم على مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي، الحملة التي أطلقتها منظمة هيومن رايتس ووتش، في 2018، لتسليط الضوء على قضايا الهوية الجنسية ومنح الناشطين المثليين وثنائيي الميول الجنسية والمتحولين جنسياً العرب، مساحة أوسع للتعبير، ولمكافحة عزل أفراد هذه الفئة من المجتمع ومعاقبة أفرادها عبر قوانين الدول التي يعيشون فيها.
واختارت المنظمة شعار "لست وحدك" كتعبير عن التضامن مع أفراد هذه الفئة، وهو نفس الشعار الذي يتردد في هذه الآونة، عن ضرورة تقبل المجتمع لمثل هذه الفئة الشاذة، حتى ولو كان دين المجتمع وطباع المجتمع وعاداته وتقاليده ترفض مثل هذا النوع من الشذوذ.
وهاجم داعمو المثلية الجنسية عقلية المجتمع وطبيعة تفكيره، على الرغم من وجود نصوص دينية "إسلامية ومسيحية" ترفض مثل هذا النوع من التعامل البشري، إلا أنه كانت هنا حملات وردود لدفع مثل هذا التصور وإقحامه على المجتمع المصري.
تقول الكاتبة نشوى الحوفي على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تعليقاً على التعاطف مع "المثلية" سارة حجازي- الفتاة المنتحرة أعلنت في 2017 عن كونها مثلية- تقول الحوفي: "قالك ناشطة بتطالب بالحريات!.. حريات إيه جنابك.. يعني لو مريضة زي البعض ما بيقول افهم تتعالج، ولو منحرفة فكرياً يتم تقويمها، لكن ناشطة تطالب بالحريات في مجتمع له تقاليده وثقافته المرتبطة بدين سماوي، أياً كانت رسالته وجدوره من سنين طويلة، ده بقى اسمه سياسة خلق واقع مفروض عليك بأسامي العولمة والحريات الفردية وبلا بلا بلا.. وده بتنفذه أجندات مخابرات يا باشا".
وتابعت الحوفي: " استنى إقرأ للآخر الحدوتة ما خلصتش، سارة سابت مصر وراحت عاشت في كندا مش بس عشان اتقبض عليها، لكن عشان أهلها رفضوا الخيبة الحقوقية دي وحسوا إنها عار وخزي، سارة في كندا من 2017، عايشة الحرية من غير قيود، براحتها من غير قمع دولة وأسرة وكل أكليشيهات الاتهامات المحفوظة".
تتابع: "لا إزاي ودي تيجي، لازم نكمل الدور ونعيدها للضوء بعد ما نسرق منها حياتها واللي زيها يعملها أيقونة وخصوصا في الحزب اللي تحت التأسيس وهي مأسساه في مصر واسمه العيش والحرية، هوب سارة انتحرت من كام يوم....يا خبر على القصة الحزينة لبنت خايبة صدقت بمزاجها أو بجهلها حواديت اللي ادوها التأشيرة والعيشة في كندا في لمح البصر وعملوا لها أفلام تحمي معاناتها".
واستطردت" :القصة إن هدم جنابك ومجتمعك مش بس بيتم في عوالم السياسة والعسكرية والاقتصاد، لكن في الأخلاق والقيم واللعب في الدماغ الفردي والجمعي واعتيادك على المرفوض والمفروض عليك، والبداية تتعاطف مع المخطيء والخاين والحرامي والفاسد والهادم بأسامي كتير ومبررات كتير.. سارة مش أيقونة".
الطبيب النفسي أحمد سواحل، كان له تعليق بارز على صفحته على الفيسبوك، حول الأزمة، معبراً عن رأيه الشخص في المثلية الجنسية: "رأيي الشخصي اللي وارد مع معطيات جديدة بتغير - وده عادي بالمناسبة الإنسان بيكون رأي ويغيره عادي- إن المثلية مش اضطراب نفسي وإنما هو اختيار شخصي؛ لأن أحد أهم المعايير التشخيصية لأي مشكلة هي وجود المعاناة + عطلة في الحياة الاجتماعية والوظيفية + مستمرة لفترة طويلة .. وده الحقيقة في خبرتي الشخصية مش شايفه قوي".