هل المدخنين أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا؟.. الدكتور عادل خطاب يجيب

الثلاثاء، 16 يونيو 2020 01:17 م
هل المدخنين أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا؟.. الدكتور عادل خطاب يجيب
الدكتور عادل خطاب أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس وعضو اللجنة العليا للفيروسات بوزارة التعليم العالي
محمد خليل

 
هل المدخنين أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا؟.. سؤال يتردد كثيراً فى الأونة الأخيرة، ويشغل بال الملايين، لذلك ذهبنا إلى الدكتور عادل خطاب أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس وعضو اللجنة العليا للفيروسات بوزارة التعليم العالي، ليكشف لنا أضرار التدخين ويوضح العلاقة بين المدخنين ولإصابة بفيروس كورونا
 
وحرصت "صوت الأمة" على الدكتور عادل خطاب لتسليط اضوء على أضرار التدخين واذا كان المدخنين أكثر عرضة للاصابة بفيروس كورونا و ما هي طرق الاقلاع عن التدخين.. وإلى نص الحوار..
 
بداية.. ما هو تأثير التدخين علي الرئتين والجهاز التنفسي؟
 
في بداية الحديث عن التدخين يجب الحرص على التأكيد على التأثير السلبي والخطورة التي يتسبب فيها التدخين للجهاز التنفسي، وهذا يشمل أيضا التدخين عن طريق "السجائر الالكترونية والشيشة"، كما تؤثر بشكل مباشر على القلب والأوعية الدموية ما يسبب أمراض الدم وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي والدم بشكل عام كالربو وسرطان الرئة وأمراض القلب وضغط الدم والأوعية.
ونواجه الآن جائحة فيروس كوفيد-19 الذي يؤثر بشكل مباشر على الجهاز التنفسي والذي اصاب حوالي 6 مليون انسان وتسبب في وفاة أكثر من 300 ألف انسان حول العالم بسبب سرعة انتشاره وشراسة هجمته، لذلك فإننا أشد الحرص الآن أكثر من أي وقت مضى على تحذير المدخنين من هذا الفيروس الاسرع انتشارًا في تاريخ الفيروسات، لأنهم الأكثر عرضة للإصابة به، بل والأكثر عرضة للوفاة تأثرًا بإصابتهم من هذا الفيروس بالمقارنة بغير المدخنين، وذلك وفق ما أثبته أكثر من 70 بحث تم إجراءهم في الصين وإيطاليا وأمريكا منذ بداية الجائحة وحتى الآن.
 
ما هو الفارق في تأثير فيروس كورونا على الرئتين للأشخاص غير المدخنين والاشخاص المدخنين؟
 
دعنا نتحدث عن الفرق بين الرئتين، رئة المدخن ورئة غير المدخن، فرئة غير المدخن هي رئة سليمة غير مجهدة ونظيفة وتستطيع تحمل الامراض بشكل وأداء اقوى ولا يظهر عليها اعراض الفيروسات عمومًا عند الإصابة بأي منها، ولكن فيروس كورونا اشد وطئة من مختلف الفيروسات الأخرى بكل تأكيد، وعندما نتحدث عن رئة الشخص المدخن فعلى النفيض تمامًا فهي رئة مجهدة جدًا بفعل غاز أول أكسيد الكربون الذي يملئ الرئة وبالتالي تصبح رئة غير نظيفة كليًا وتتأثر بالفيروسات حالما تعرض الشخص لها بكل سهولة، وهنا يجب أن نتحدث عن الجانب العلمي في الإصابات الفيروسية للجهاز التنفسي لأنه يوجد مثبطات على اسطح الجهاز تستقبل الفيروسات وتدخلها للرئة وفي حالة المدخنين تكثر هذه المثبطات المسماة بـ “ACE2” بشكل كبير فتدخل الفيروسات بشكل أسهل إلى الرئتين. كما أنه من الملاحظ أيضا أن أهداب الرئتين الموجودة في القصبة الهوائية تصبح أضعف في قدرتها على طرد الفيروسات بفعل التدخين فيستطيع الفيروس الدخول للرئتين بكل سهولة ويقوم باللإصابة بشكل أسرع وبفاعلية أقوى.
 
وفي نهاية المقارنة نجد أن رئة الشخص غير المدخن لا تكثر بها مثبطات “ACE2” على عكس الشخص المدخن فيصبح دخول فيروس كوفيد-19 لرئة غير المدخن صعب بحيث يكون عدد الفيروسات التي تصيب رئته أقل بكثر من الفيروسات التي تصيب رئة المدخن.
 
ما هو تأثير التدخين السلبي على المحيطين بالمدخنين؟ وما خطورته على الأطفال بوجه خاص؟
يقتل التدخين بشكل عام أكثر من 8 مليون انسان حول العالم بشكل سنوي، متأثرين بما يسببه التدخين من أمراض والمرض الأقوى على الاطلاق هو سرطان الرئة الذي لا مناص منه غير الوفاة، وتنقسم معدلات الوفاة بالتدخين إلى 7 مليون مدخن مباشر و 1.2 مليون مخالط للمدخنين او كما يعرف بالتدخين السلبي، ومما توضحه الاحصائيات نجد أن المدخن لا يضر نفسه فحسب ولكنه يضر من حوله بل يتسبب في وفاتهم في بعض الاحيان وبشكل خاص الأطفال فيعرضهم للسعال المزمن والتهاب الشعب الهوائية وهو ما يزيد من احتمالية الاصابة بالأمراض المزمنة مثل القلب وتصلب الشرايين والجلطات ، وذلك لاحتوائه على مواد سامة ذات خطورة على الصحة، ويسبب الالتهاب الرئوي وأمراض الجيوب الانفية.
 
لماذا يُعدُّ الوقت الحالي هو الوقت المناسب للإقلاع عن التدخين؟ وما هي الطرق المثلى للاقلاع عن التدخين؟
الوقت الحالي هو الأدعى والأنسب للإقلاع عن كل أنواع التدخين بجميع أنواعه وأشكاله، وهي فرصة لمن فشل في الإقلاع عن التدخين في الاوقات السابقة، جميعنا نعلم أن فيروس كوفيد-19 ليس له مصل للعلاج بشكل مباشر فطرق الوقاية هي الاكثر فعالية على الاطلاق، ومن طرق الوقاية عدم لمس الانف او الفم او العين بأيدينا لعدم نقل فيروس كورونا من ايدينا للمناطق التي تسبب الاصابة بشكل مباشر وهذا عكس مايفعله المدخن فهو كي يدخن فيلمس فمه عدة مرات يزيد من احتمالية اصابته. وكما ذكرنا، يضعف التدخين مقاومة الفيروس ويسهل من دخوله إلى الرئتين، فيجب على المدخن التواصل فورًا بعيادات الإقلاع عن التدخين وسيجد المتخصصين الذين سيدعمونه بالطرق المثلى للإقلاع تمامًا عن التدخين.
 
ماهو تأثير الإقلاع عن التدخين؟
أولا عند بداية الإقلاع عن التدخين وبشكل سريع جدًا بعد 20 دقيقة تقل ضربات القلب المتسارعة وينخفض الضغط المرتفع، ثانيًا بعد 12 ساعة ينخفض معدل أول أكسيد الكربون في الرئة، ثالثًا تتحسن وظائف الرئة في فترة تتراوح بين اسبوعين إلى 12 اسبوع ومن ثم تصبح الرئة نظيفة تمامًا وتصبح أقوى في مواجهة أية فيروسات ويكون تأثير فيروس كوفيد-19 اخف وطئه مقارنةً بالرئة المدخنة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق