طوابير السجائر تثير موجة غضب.. وخبراء: سلوك «المصريين» يحتاج تأهيل

تزاحم شديد شهدته العديد من المحافظات، على منافذ بيع السجائر، بالرغم من وجود تحذيرات للحفاظ على الصحة والتباعد الاجتماعي، لعدم انتشار فيروس كورونا، والعديد من الأمراض الأخرى، في شكل جديد من أشكال الاستهانة وعدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية، الأمر الذي أثار غضب رواد السوشيال.

كفر الشيخ

كانت كفر الشيخ أخر محافظة شهدت هذا التزاحم، بتجمع المواطنون بشارع المزلقان بالقرب من منطقة المزلقان الوسطانى بالمحافظة، وذلك للحصول على كميات من السجائر، وذلك بعد أيام من اختفائها وزيادة أسعارها بالأسواق.

وذلك بعد اختفاء السجائر من الأسواق، فجميع تجار التجزئة ظلوا يترقبون وصولها وعندما وصلت لدى أحد الموزعين تزاحموا بالعشرات للحصول عليها رغم ارتفاع سعرها، دون مراعاة المسافات أو ارتداء عدد كبير من المتزاحمين للكمامات.

وقال المحاسب عماد حبيب، وكيل وزارة التموين بمحافظة كفر الشيخ،  في تصريحات صحفية، إنه وجه مديرى الإدارات بمتابعة التوزيع فى المخازن ولدى الموزعين المعتمدين، وشن حملات مفاجئة للسيطرة على الأزمة ومنع التزاحم.

الأقصر

شهدت محافظة الأقصر، الأسبوع الماضي، تجمعات كبيرة على منافذ بيع الشركة الشرقية للدخان والسجائر «إيسترون كومباني»، وسط تزاحم شديد بين تجار المحلات التجارية، لصرف الحصة المحددة لكل تاجر من الدخان والسجائر، بعد رصد شكاوى المواطنين من نقص سلعة السجائر وبيعها أزيد من السعر، في ظل مطالبات الأهالي بضرورة تدخل الجهات المختصة لإيجاد حل لمشكلة التزاحم على منافذ بيع الشركة.

وطالب أحد التجار، بضرورة توفير الحصة للمستحقين والمسجلين داخل الشركة فقط، وتوفير سيارات توزيع تابعة للشركة بالتنسيق مع مسئولي التموين بمركز ومدينة إسنا، ووضع خطة لتوزيع الحصة على كل التجار المدونة أسمائهم بالشركة ووصول الحصة لهم أمام المحال التجارية الخاصة بهم، لتجنب حدوث تزاحم بمحيط منفذ بيع الشركة.

قنا

شهدت منافذ توزيع السجائر بمختلف مراكز قنا، زحاما وطوابير يومية من قبل تجار السجائر، أمام المنافذ للحصول على حصصهم المقررة من السجائر.

كما شهد مركزى نجع حمادى تزاحما للمواطنين أمام منافذ بيع السجائر، بالمخالفة للإجراءات الوقائية التى تتخذها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد،  وشهد محل أحد تجار الجملة بالمدينة حالة من الزحام، وعدم ارتداء المواطنين للكمامة، بالمخالفة لقرار مجلس الوزراء بحظر التجمعات لأكثر من 3 أشخاص

وكانت عدد من منافذ توزيع السجائر بقنا، قد شهت تزاحم من قبل التجار للحصول على حصصهم من السجائر المدعمة، ما دفع اجهزة الأمن للتدخل لتنظيم عملية توافد التجار وتكدسهم أمام المنافذ.

مرسى مطروح

شهد مقر شركة توزيع سجائر الجملة في  محافظة مرسى مطروح، زحاما من أصحاب المحلات والأكشاك، وتزاحم المواطنون على منفذ بيع السجائر بالشركة في ظل عدم ارتداء الكثير منهم للكمامة، ودون إشراف من مديرية التموين والتجارة الداخلية.

يقول الدكتور خالد سمير، أستاذ جراحة القلب وأمين صندوق نقابة الأطباء السابق، التزاحم في الوقت الحالي مشكلته الأساسية انتقال فيروس كورونا، وبعض أمراض الجهاز التنفسي، ولابد من وجود قواعد تتبع لإلغاء الطوابير من قديم الزمن والحفاظ على التباعد الاجتماعي بعيداً عن نقل كورونا، مثل الدول الأوروبية.

وأضاف سمير، في تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة»، أنه ليست المشكلة في السجائر فهي للمتزاحم تمثل اهتمامه الأول، لكن المشكلة في التزاحم نفسه الذي يتبع في كل شئ مثل محلات العصائر، ومنافذ المواد الغذائية، و المواصلات  التي تمثل الضرر الأكبر لعدم وجود منافذ تهوية، موضحاً أن جميع المراكز العلمية أكدت على الإلتزام بارتداء الكمامات للجميع مع التباعد الجسدي، وعدم تزاحم مَن يظهر عليه أعراض.

ولفت أستاذ جراحة القلب، إلى أهمية التوعية السلوكية عن طريق المسلسلات والبرامج والتعاون مع جميع الجهات الاستردشادية، وشدد على ضرورة التوعية عند رجوع المدارس والجامعات، مع عمل جلسات وندوات توعوية في أماكن العمل والمصانع.

وأكدت الدكتورة رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي، أن هناك فئة السجائر بالنسبة لها شئ مهم، ولذلك يخاطر من أجلها، موضحةً أن عدم سماع الكلام في الاجراءات الاحترازية دليل على أنه شخص متهاون بطبيعته في ظل وجود أزمة وطوارئ في الدولة، مع اتباع التدخين الذي يعتبر خطأ في حد ذاته.

وشددت العوضي، في تصريحاتها لـ «صوت الأمة»، على ضرورة إعادة تأهيل سلوك المصريين حتى مع فرض الغرامة، والكمامة التي لا يلتزم بها الكثير، دون معرفة الصح والخطأ، بدليل أنه تزاحم مرتدي الكمامة على منافذ بيع سجائر وليس على لحوم أو عيش، مطالبة وزارات الإعلام والثقافة والشباب والرياضة بتوجيه نصائح سلوكية عن الإهمال والاستهانة.