الزوج المزواج
الثلاثاء، 09 يونيو 2020 03:16 م
لم تنم جوارحها لحظة واحدة داخل جنباتها، ظلت تحسب حساب كل نبضة وحركة داخل الجدران الاربعة، ولم تفتأ تحصن نفسها بالأحجبة ضد محاولات من حولها للتخلص منها، جندت جمالها وعقله للتسلل الي اعماق زوجها، وكانت تشده اليها بصغر سنها وتأثره بأنوثتها الطاغية، وشيئاً فشيئاً سيطرت عليه وسكنت كل ذره في جسده ثم عزلته عن الآخرين، وبدأ صراع خفيا بين الجميع كل طرف يبذل اقصي ما لديه من حيل ليجذب الأب إلي ساحته، لكنها كانت أقوي، سلاح واحد ملكت به زمام الموقف وسيطرت به علي جوانب الحلبة، بعدما اثارت رجولته، لكنها اضافت اليها سلاحا لا يقل حده وهو هدوء الاعصاب، ولم يمض عام علي دخولها البيت حتي انقسم من به إلي جبهتين، واحدة تضم الزوجة الاولي واولادها مع زوجة الابن وأولاده، ثم جبهة سميرة الزوجة الجديدة.
في مكتب رئيس المباحث وقف رجل في الستين تبدو عليه مظاهر الترف والثراء يبلغ عن غياب زوجته، وقال في كلمات تكسوها نبرة الحزن "عدت من عملي لم أجد زوجتي سميرة، وبحثت عنها في كل مكان لكن لم اجدها، وهي لا تخرج من البيت الا بصحبتي، ثم انها حامل في شهرها السادس، وعندما سألت اولادى قالوا أنها خرجت مع سيدة أخري ولا يعرفون من هي ولا يعرفون أين ذهبوا".
انتهي بلاغ الزوج وأكدت التحريات توقف الزوج عن البحث عن زوجته، لكن اسرتها فتشت عنها في كل شبر قد تكون ذهبت اليه، فهي منذ زواجها لا تخرج من البيت بمفردها لأنها تعيش مع زوجها واولاده وزوجته الاولي في الهرم، لكن بعد خمسة أيام عثر بعض تلاميذ المدرسة علي جثة امرأة بكامل ملابسها علي شاطئ نهر النيل، والغريب أن ضباط الشرطة لم يبذلوا جهدا، فقد تعرف عليها سكان المنطقة، أنها سميرة الزوجة الغائبة، وجدوها ملقاة عل الشاطئ، والغريب أنها ترتدى كامل ذهبها سواء الاساور او عقد من حبات الزيتون وفي بنصر اليد اليسري دبلة الزواج.
بعد المعاينة لوحظ أن القتيلة تلبس بنطلون بيجاما اسفل قميص نوم، وعلي رأسها ايشارب، وكشف تقرير الطب الشرعي أن سبب الوفاة ليس الغرق، لكن تمت عملية القتل قبل اغراقها، فقد نقلت الجثة بعد قتلها إلي النيل وبها اصابة كبيرة جدا، منها تمزق في الرأس، واكد البحث أن القتل لم يكن بدافع السرقة بل كان بدافع الحقد والانتقام.
وأشارت التحريات إلى أن القتيلة سميرة عروس في السادسة والعشرون من عمرها، وترتيبها بين اخوتها الرابعة من بين سبعة اخوات، وكان يتصاع عليها شباب الحي لكنها احبت شابا فقيرا وتزوجته برغم اعتراض ابيها لعدم تكافؤ الاسرتين المادي، وكانت تساعد زوجها في اعماله لكن استطاع زوجها أن يطلقها من زوجها بعد أن انجبت ابنها أحمد، وظلت في بيت ابيها ثمانية عشر شهرا، وكما يقول الجيران عنها فهى مثال السمعة الحسنة والاخلاق الطيبة، وتقدم لها رجلا في الستين من عمره ثري جدا، لكن نقطة ضعفه الوحيدة هو عمره وزواجه من ثلاث نساء، طلق واحدة وتوفيت الثانية وبقيت معه زوجته الاولي، لكنها كانت طريحة الفراش صلبة الدماغ ولديها أربعة أبناء اغلبهم متزوجين في نفس البيت، وهكذا ضم بيت العريس ثمانية اطفال من مختلف الاعمار من زوجته الاولي ومن زوجة ابنه، وبعد حضور العروس سميرة بدأت المشاكل تظهر ودب الصراع داخل البيت، فكل زوجة تريد أن تفرض رغبتها وسلطتها علي البيت، ومرت الايام والزوج لا يستطيع الاستغناء عن زوجته الاولي والزوجة الجديدة، وكثرت المنازعات والمشاكل لكن حكمة الزوج وعقله كانت تحتويان كل شيء.
بدأ ابناء الزوجة الاولي في التمرد علي الوضع وطلب أبن الزوجة الاولي مبلغ خمسين ألف جنيه للزواج، وبدأ الاب في التهرب والمماطلة وازدادت الطينة بله، وزاد الامر سوءا عندما اكتشفت العائلة أن الزوجة الجديدة حامل ثم قتلت، من الذي قتلها؟.. الجميع انكر معرفته بالقتل وبدأ التحقيق والبحث عن القاتل، وأظهرت التحريات اشياء كثيرة منها أن القتيلة خرجت من البيت بإرادتها وأن الشك يتجه إلي افراد الاسرة جميعا، وأن مسرح الجريمة هي البيت الكبير، واثناء التحقيق بدأ وليد البالغ من العمر تسعة اعوام يحكي في براءة ما حدث، قال: كانت خالتي سميرة تنشر الغسيل ورأيت عمي يدخل عليها ويقول انتي حكايتك ايه انتي مش هتديني فلوس.. اخرجي من بيتنا ، فردت عليه انا هشتكيك لابوك ابعد عني فدفعها بيده وامسك حديدة ضخمة وضربها لي رأسها ثم حملوها في سيارة واختفوا بها ولا اعرف ماذا حدث بعد ذلك.
تم القبض علي العم ويدعي فتحي وهو شاب في الخامسة والعشرين من عمره واعترف وقال: منذ دخول سميرة إلي البيت وتملكت كيان الاب فهو رجل مزواج يميل إلي الستات، وبدأت زوجته الصغيرة سميرة تغلظ قلب ابونا علينا، وعندما طلبت الزواج وقفت ورفضت وعندما رأيتها تقف ضدي قتلتها بحديدة، واعتقدت انها مغمي عليها فقط، لكنها ماتت ونقلناها في العربية ثم رميتها في النيل وطلت أربعة ايام ثم ظهرت الجثة.. ماتت سميرة برغم الاحجبة والتمائم وفي اليوم السابع من مقتلها بدأ والدي في البحث عن عروس جديد!!