فتش عن الإخوان .. لماذا حُجبت المناظرة الشهيرة التي أدت لإغتيال فرج فودة؟

الإثنين، 08 يونيو 2020 11:47 م
فتش عن الإخوان .. لماذا حُجبت المناظرة الشهيرة التي أدت لإغتيال فرج فودة؟
محمد أبو ليلة

الحكاية بدأت في يونيو من عام 1992، كان الصراع أزلي بين أنصار الدولة المدنية وجماعات الإسلام السياسي التي تتخفي وراء أعمال العنف والإرهاب،  وقد وصل هذا الصراع المستمر لذروته عندما اغتال الإرهاب المفكر المصري فرج فودة قبل هذا اليوم ال 8 من يونيو من عام 1992.

 

كواليس الاغتيال

تاريخ من الدم يسيطر على أذهان من تابعوا الحركات الإسلامية وإرهابهم في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، في الأول من يونيو 1992 أعلنت الهيئة العامة للكتّاب برئاسة الدكتور سمير سرحان عن مناظرة في معرض الكتاب عنوانها مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية، شارك فيها أحد قيادات جماعة الإخوان الإرهابية أنذاك الشيخ محمد الغزالي، ومرشدها السابق محمد مأمون الهضيبي، والدكتور محمد عمارة، في مواجهة فرج فودة؛ والدكتور محمد أحمد خلف الله، العضو بحزب التجمع.

 

بعد إعلان الهيئة العامة للكتاب ظهرت حملات إعلامية كثيرة من أنصار جماعة الإخوان الإرهابية وتيارات الإسلام السياسي لتكفير أنصار الدولة المدنية، بعضهم لم يتقبل أفكار فرج فودة والادعاء بكفره وإلحاده وارتداده عن الدين.

 

في النهاية حضر فودة المناظرة التي أقيمت في استاد القاهرة وحضرها ما لا يقل عن 30 ألف شخص أغلبهم من أنصار الجماعات المتطرفة والإخوان؛ وسط هتافات مدوية واعتراضات وصيحات وهتافات ضد فودة الذي لم يكن قد بدأ الحديث بعد.

لماذا اغتالوه؟

كان آخر المتحدثين في هذه الندوة فرج فودة، بمجرد أن أمسك الميكروفون شن أنصار الإخوان هجومهم عليه، لكنه كان ثابت وبدأ كلامه للرد على ما دار من حديث، بالإشارة إلى دولة الخلافة وما بعد الخلافة الراشدة، مُستشهدًا بكلمات للإمام الغزالي نفسه تؤكد ذلك.

 

وقتها أفحم فودة الحاضرين باستشهاده بكلمات لهم أنفسهم؛ حيث قال إن الشيخ الغزالي ذكر أن  الإسلاميين منشغلون بتغيير الحكم أو الوصول إلى الحكم دون أن يعدوا أنفسهم لذلك، كما أشار إلى ما قدمته بعض الجماعات المحسوبة على الاتجاه المؤيد للدولة الدينية، وما صدر عنها من أعمال عنف وسفك للدماء واستشهد بتجارب لدول دينية مجاورة على رأسها إيران قائلًا: إذا كانت هذه هي البدايات، فبئس الخواتيم، ثم قال للجميع الفضل للدولة المدنية أنها سمحت لكم أن تناظرونا هنا ثم تخرجون ورؤوسكم فوق أعناقكم؛ لكن دولا دينية قطعت أعناق من يعارضونها.

 

هذا الحديث لم يعجب المتطرفين وأفتى قادتهم بإباحة دمه، وبعد المناظرة بأسبوع اغتالوه، فتفاصيل واقعة الاغتيال كانت درامية ومثيرة ففي الساعة السادسة والنصف من مساء يوم 8 يونيو في العام 1992 وعند خروج فودة من مكتبه برفقة ابنه بشارع أسماء فهمي بمصر الجديدة شرق القاهرة كي يستقل سيارته عائدا لمنزله اعترضه كل من أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافي أحمد رمضان؛ حيث كانا يستقلان دراجة بخارية وأطلقا عليه الرصاص الذي اخترق كبده وأمعاءه بينما أصيب ابنه إصابات طفيفة.

 

قصة اغتيال فرج فودة أُعيدت للأذهان الشهر الماضي، عندما استغل البعض منشور قديم للممثل الشاب أحمد الرفاعي يتهم فيه فودة بـ "النفوق"، كأنه دابة، منشور الرافعي تبعه بحملة كبيرة شُنت علي الفنان الشاب، وتبعتها حملات لإعادة طرح أفكار فودة من جديد ورؤيته لشكل الدولة المدنية.

 

لماذا حُجبت المناظرة؟

بدأ بعض الصحفيين والكتاب من أنصار فودة إعادة نشر مقالاته وكُتبه التي حاربت الإرهاب والتطرف، لكن كان الجميع يريد أن يري ويسمع تلك المناظرة الشهيرة التي أدت لاغتيال فودة، وشرائطها موجودة في أدراج الهيئة العامة للكتاب التي أعلنت وقتها عن بث حي لهذه المناظرة الشهيرة عبر قناتها على موقع اليوتيوب في 21 مايو الماضي، لكن بمجرد أن أعلنت الهيئة ذلك شن أنصار جماعة الإخوان الإرهابية هجوماً على حسابات الهيئة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولم تجد الهيئة سوى أن تعتذر عن بث المناظرة، وجاء سبب الاعتذار بأن قناة يوتيوب الخاصة بوزارة الثقافة تم اختراقها، ووعدت "الهيئة" ببث المناظرة في أوقات لاحقة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة