تقدم ليالي وأموال مجانية.. دول تستخدم الحيل لجذب السياح بالرغم من أزمة كورونا
الثلاثاء، 09 يونيو 2020 03:00 م
أزمات طائلة تعرضت لها العديد من الدول التي تعتمد على السياحة، بعد تفشي فيروس كورونا، والذي أدى إلى غلق الحدود ووقف الطيران، للحد من انتشار العدوى، وهذا بدوره تسبب في خسائر فادحة، وبالرغم من أن أزمة الفيروس ما زالت مستمرة إلا أن هناك العديد من الدول استخدمت بعض الحيل لتنشيط السياحة لديها وجذب السياح بعروض مختلفة.
وأعلنت حكومة هونج كونج في 26 فبراير الماضي2020 إهداء جميع المواطنين 10.000 دولار، وتتخذ دول أخرى إجراءات لحماية صناعة السياحة من الانهيار، فقد أعلنت الصين وسنغافورة وتايلاند عن تسهيلات ضريبية ومساعدات مالية، كما تعتزم فيتنام وأستراليا تقديم تسهيلات في منح التأشيرات والقيام بحملات تسويق لجلب السياح من مناطق أخرى إلى البلاد، أما الحكومات في ماليزيا والفلبين فقد دعت إلى تشجيع السياحة داخل البلاد.
الصين
فيروس كورونا يكشف أهمية الصين بالنسبة إلى السياحة العالمية 150 مليون صيني قاموا في عام 2018 بالسفر إلى الخارج وأنفقوا 277 مليار دولار، وتتفوق الصين بكثير على الولايات المتحدة والمانيا، والنمو الكبير لقطاع السياحة الصيني لن يتوقف بسبب فيروس كورونا، فحتى عام 2030 قد يرتفع عدد السفريات الصينية إلى الخارج إلى 400 مليون، وبذلك سيكون من بين كل خمسة سياح في الخارج واحد من الصين، كما توقع الخبراء.
مونتينيجرو
و أعلنت مونتينيجرو أنها خالية من فيروس كورونا، وهي تأمل في جذب السياح إلى ساحلها الأدرياتيكي المبهر هذا الصيف، وذلك بعد أقل من شهرين على اكتشاف أول إصابة فيها، كانت أول دولة في أوروبا.
ففي المناطق الساحلية في هذا البلد الصغير في البلقان، يمشط موظفو الفنادق منذ أسابيع الرمل على الشواطئ المهجورة من الزوار الذين كانوا يتهافتون إليها في العادة خلال نهاية الربيع.
غير أن الأمل عاد منذ أعلنت السلطات أن مونتينيجرو لم تسجل أي إصابة محلية جديدة بالفيروس منذ الخامس من مايو، كما أنها لم تعد تضم أي إصابة لا تزال مستمرة حاليا.
هذه المدينة السياحية العائدة إلى القرون الوسطى والمدرجة على قائمة اليونسكو للتراث تمثل وجهة أساسية لمحبي رحلات الاستجمام البحرية، كما أنها تفاخر بأنها لم تسجل أي إصابة بفيروس كورونا المستجد.
ويقول مدير فندق "ريجنت بورتو مونتينيجرو" الفاخر كاي ديكمان "أنا متأكد من أن الأفواج الأولى من الزبائن لدينا سيكونون من مناطق قريبة، من مونتينيجرو وبلدان يوغوسلافيا السابقة وألبانيا".
ويضيف "هذا الصيف سيكون مختلفا جدا عن الفصل عينه من العام الماضي" حين لم يشكل "الجيران" سوى ثلث السياح.
اليابان
فقد أعلنت الحكومة اليابانية عن برنامج تحفيزي مثير للغاية، عبارة عن قسائم يومية بقيمة تصل إلى 185 دولارًا أمريكيًا، للسياح الأجانب الذين يزورون اليابان، حيث أنها تهدف إلى تنشيط صناعة السياحة بعد أن قررت السماح باستقبال السياح وفقًا لبروتوكول الصحة العالمية، وأعلنت مبادرة "العودة للسفر".
ويحصل السياح الذين يسافرون إلى اليابان على قسائم مالية تصل إلى 20 ألف ين، فيما خصصت الحكومة اليابانية 1.35 تريليون ين (12.5 مليار دولار) للمبادرة التي تهدف إلى الوصول لملايين السياح، لدعم برنامج استرداد التكاليف للسياح الذي قد يبدأ في شهر يوليو القادم، في حال استمر انخفاض معدل الإصابة في البلاد.
ولكن لسوء الحظ، فقد يستهدف هذا البرنامج السياحة الداخلية فقط، على أن يتم إطلاق خطة لدعم السياحة الدولية لاحقا مع استئناف الرحلات الطويلة.
وتزداد احتمالية ذلك مع كون اليابان واحدة من أكثر الدول تضررا على مستوى قطاع السياحة نتيجة تأجيل أولمبياد طوكيو 2020 والألعاب البارالمبية التي تقرر تأجيلها إلى عام 2021.
وقال رئيس الوزراء اليوناني لـCNN إن الشعور بالنجاح الجماعي في معركة البلاد ضد "كوفيد-19" سيشكل "الإرث" المأخوذ من الأزمة، مضيفا "لدي الجرأة لإستخدام كلمة فخر، لم يشعر اليونانيون بالفخر منذ وقت طويل"، مشيراً إلى أنه "من الجيد استعادة مثل هذه المشاعر، فالمشاعر الإيجابية ستساعدنا في معالجة الأزمة الاقتصادية الكبيرة على الأبواب".
وكان وزير السياحة الياباني كازويوشي أكابا أعلن أن بلاده وصلت لرقم قياسي في عام 2019؛ حيث ارتفع عدد السائحين الوافدين بنسبة 2.2 %، وبلغ نحو 31.88 مليون سائح؛ وفقاً لوكالة أنباء كيودو اليابانية.
صقلية
أما صقلية تخطط الحكومة الإقليمية لإطلاق حملة بقيمة 50 مليون يورو لجذب السياح إلى الجزيرة في فصل الخريف، وستشمل الخطة دعم المسافرين الذين يحجزون باقات تشمل رحلات الطيران والإقامة وذلك عبر دفع نصف تكلفة السفر جوا للسائحين.
وكما سيتم تقديم ليلة واحدة مجانية من الإقامة، بالإضافة إلى الدخول المجاني إلى العديد من المتاحف والمعالم الأثرية في صقلية، بما في ذلك وادي المعابد الشهير وفيلا رومانا ديل كاسالي.
وكذلك قد تكون اليونان نموذجاً لاستقبال بعض المسافرين هذا الصيف، رغم الحذر الشديد، حيث تؤكد التقارير العالمية أن نجاح اليونان في احتواء الفيروس مبكراً يُعد مفتاح بقاء العلامة التجارية السياحية في البلاد على حالها، ويمكن أن يؤدي إلى انتعاش أسرع.
المكسيك
ومن بين المدن التي تتجه نحو إعادة جذب السياح لها بتقديم عروض مثيرة، مدينة كانكون المكسيكية الشهيرة بشواطئها الجميلة، إذ تشارك أكثر من 200 شركة خاصة بمدينة كانكون في مبادرة لتقديم أموال للمسافرين.
فعلى سبيل المثال تقدم الفنادق ليلتين مجانًيتين لكل ليلتين يتم حجزهما، أو توفير إقامة مجانية لطفلين عندما يحجز شخصان بالغان غرفة، كما قد يحصل الزوار على تأجير مجاني لسيارة ليومين على كل يومين من مدة إقامتهم.
ومن المتوقع أن تشارك أيضا، منطقتا بويرتو موريلوس وتولوم وجزيرة إيسلا موخيريس في منطقة البحر الكاريبي، على بعد 8 أميال قبالة ساحل كانكون، في المبادرة عند إعادة فتحهم للسياحة.
وقال رئيس جمعية فنادق كانكون وبويرتو موريلوس وجزيرة إيسلا موخيريس، روبرتو سينترون: "إننا سعداء للغاية، وفوق كل شيء ملتزمون بسبب المشاركة الكبيرة في هذه المبادرة من مختلف اتحادات الفنادق ومن يعملون في قطاع السياحة بشكل عام".
وأضاف سينترون أنه "تم تدشين هذه المبادرة لإعادة تنشيط العطلات السياحية إلى وجهاتنا بعد الأزمة التي تسبب فيها كوفيد-19".
ومن المقرر أن يتم إعادة فتح السياحة في المكسيك اليوم 8 يونيو وستنطلق المبادرة بعد ذلك بأسبوع في 15 يونيو.
بلغاريا
كما أعلنت بلغاريا أيضا، التي ازدادت شعبيتها في السنوات الأخيرة كوجهة شاطئية غير مكلفة، عن خططها الخاصة لجذب السياح بعد الإغلاق.
وستصبح العديد من شواطئ بلغاريا مجانية الدخول للسياح، بالإضافة إلى توفير وسائل الراحة مثل كراسي التشمس والمظلات مجانا.
وعلى الرغم أن هذا العرض ليس مجزيا تماما مثل العطلات المدعومة التي تقدمها بعض الوجهات السياحية، إلا أن العرض يسهم في جعل الوجهات السياحية غير المكلفة متوفرة بأسعار أقل.
بريطانيا
وعلى نهج اليابان والمكسيك، قد تسعى بريطانيا أيضا إلى دعم جزء من نفقات المسافرين محليا.
وقالت مديرة برنامج "فيزيت بريتين" باتريسيا ييتس في تصريح لصحيفة ذا صن، إن مجلس السياحة ينظر في توفير الحوافز المالية داخل بريطانيا.
وأضافت أن تشجيع السوق المحلي أمر مهم جدا لكل دولة، مثلما اتبعت إيطاليا هذا المبدأ، مشيرة إلى أهمية النظر لتجارب الدول الأخرى.
وأكدت مديرة برنامج "فيزيت بريتين" أنهم يدرسون إمكانية إطلاق حملات تسويقية لتشجيع السياحة ومنح المال مباشرة للسياح وعلى قضاء العطلات داخل البلاد.
تايلاند
على الجانب الأخر تعتزم تايلاند فرض ضريبة تحت مسمى "ضريبة كوفيد" لتعيد للسياح الأجانب القادمين للبلاد ذاكرة الحجر الصحي، وقد يبلغ حجم الضريبة نحو 300 بات تايلاندي (10 دولارات) للسائح الواحد.
وسيتم استغلال الضريبة الجديدة في دعم القطاع الطبي في البلاد، وتعويض نفقات الحكومة في مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، كما ستوجه أيضا لدعم قطاع السياحة المتضرر من الجائحة.
وتعد السياحة من أهم مصادر الدخل لتايلاند حيث تمثل أكثر من 10% من الاقتصاد التايلاندي، حيث زار تايلاند 38.9 مليون سائح، ومثل عائد السياحة 18% من الناتج المحلي الإجمالي.
وقبل تفشي الكوفيد-19، كان من المتوقع أن يصل عائد السياحة إلى 20% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2020.
وتشير التوقعات بأن عدد السياح الذين سيزورون البلاد العام الجاري سينخفض بنسبة 65% لانتشار وباء فيروس كورونا في العالم.
وتأمل إدارة السياحة التايلاندية أن يزور البلاد العام الجاري نحو 16 مليون سائح، مع العلم أن الربع الرابع لعام 2019 فقط شهد 12 مليون زيارة سياحية.
ومطلع مايوالماضي، أعلنت السلطات التايلاندية عن إعادة فتح جزيرة "كوه لارن" أمام السكان المحليين، فيما بدأت البلاد تخفيف الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بينما يعتزم المسؤولون التخطيط لجذب السياح الأثرياء إلى الجزر الأخرى
إيطاليا
وبينما يحاول فندق "Grand Hotel Tremezzo"، الواقع في بحيرة كومو بإيطاليا، جذب الضيوف للحجز خلال وقت لاحق من هذا العام في شمال إيطاليا، والتي تضررت بشدة بسبب فيروس كورونا.
وقالت مالكة الفندق، فالنتينا دي سانتيس، إنها قد تلقت العديد من طلبات الإلغاء خلال الأشهر المقبلة، وتعِد دي سانتيس الضيوف الذين يقومون بالحجز الآن من أجل موسم الصيف، أن يتوقعوا "معاملة خاصة" بناءً على تفضيلاتهم، مثل ترقية الغرفة، أو تجربة من اختيارك تصل قيمتها إلى 200 دولار للشخص، مثل جولة خاصة في قارب في البحيرة، أو علاج بالمنتجع الصحي، أو تناول العشاء مع النبيذ داخل مطعم الفندق
وكذلك سيحصل أولئك الذين يدفعون مقدماً مقابل إقامتهم على خصم يصل إلى 15% على أفضل سعر متاح حتى منتصف مايو الماضي، ويمكنهم استرداد النقود بالكامل حتى 24 ساعة مقدماً إذا اختاروا عدم السفر.