فى البداية قال أحمد الشاذلى مدير عام بتعليم القليوبية، إنه فى إطار حرصه على خدمة أهالى قريته طنط الجزيرة وقرى الوحدة المحلية لمجلس قروى إكياد دجوى، ونظرا لما تمر به البلاد من مواجهة وباء كورونا، ولمواجهة ظاهرة عدم الالتزام بالعزل المنزلي، واتخاذ الاحتياطيات اللازمة لمجابهة هذا الفيروس، ما ترتب عليه زيادة فى أعداد المصابين، وعدم استيعاب بعض المستشفيات للحالات الإيجابية، نظرا لارتفاع أعداد المصابين، جاءته الفكرة وعمل على تطبيقها فورا.
وأوضح "الشاذلي" أنه تقدم بطلب رسميا للواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية يعلن فيه التبرع بمنزله بقرية طنط الجزيرة مركز طوخ بالقليوبية، وتحويله لمقر عزل لمصابى فيروس كورونا المستجد من أهالى القرية والقرى المجاورة بطاقة 30 سريرا، إلى جانب التبرع بتكلفة الإقامة والتجهيزات والأدوية، مشيرا إلى أن مكتب المحافظ أخبره بأنه سيتم البت فى هذا الطلب اليوم.
وأكد ابن قرية طنط الجزيرة، أن تبرعه يأتي فى إطار رد الجميل لأهل قريته وقرى الوحدة المحلية، ومساهمة فى الظروف الاقتصادية التى تمر بها الدولة إثر هذا الوباء، قائلاً: "بساعد بلدي وبرد الجميل لأهالينا"، مشيرا إلى أنه أمام كل هذا قرر تخصيص المنزل مكانا للعزل للحالات المصابة مؤقتا، التى ظهر تحليلها إيجابيا، موضحا أن المنزل يقع أمام مركز الشباب، ويسع 30 سريرا، مؤكدا أنه على استعداد لتحمل جميع نفقات العلاج للمصابين على نفقته الخاصة، حتى يمن الله عليهم بالشفاء.
وأكد، أن هذا العمل ليس من باب المفاخرة، ولكن ابتغاء وجه الله، حتى يرفع عنا البلاء، موضحا أنه مقيم بمنزل آخر له بمدينة بنها بالقليوبية، ومنزله بالقرية أمام مركز شباب القرية، وأنه قام بالانتهاء من أعمال تشطيبات منذ حوالى أشهر ولم يسكن فيه هو وأسرته، ومكون من طابقين بكل طابق غرف وصالة ومطبخان وحمامان، وأنه على استعداد لتوفير الأسرة اللازمة لتحويله لعزل صحي.
واستطرد، أن الثقافة الصحية للمواطنين بالقرى تكاد تكون منعدمة وهذا صدر مشاكل كبيرة للدولة، وارتفعت نسبة الإصابات بالقري، مشيرا إلى أنه عرض الأمر على أهل القرية ورحبوا به بشكل كبير، قائلا: "أنا عاوز أساعد أهلى ولازم الجميع يتكاتف من أجل عبور تلك الأزمات التى حلت بالعالم كله، وفى الشدائد تظهر معادن الرجال ومصر تمتلئ بأبنائها المخلصون".
فيما أعلن محمد رجب أحد أبناء قرية طنط الجزيرة التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية، تبرعه بمنزلين يمتلكهما بالقرية وسيارة، لخدمة المصابين والمشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
وأوضح "رجب"، أن المنزلين يقعان بعيدا عن التجمعات السكنية وبالقرب من نهر النيل ويدخل الهواء النقي اليهما كمكان مناسب للعزل، مشيرا إلى تكليف سائقه الخاص بنقل الحالات إلى أقرب مستشفى لمساندة الدولة في جهودها للقضاء على فيروس كورونا.
وأشار، إلى أن الثقافة الصحية بالقري ضعيفة والعزل المنزلي لا يطبق في كثير من القرى الذين يعيشون في شكل عائلات وأسر مشتركة، وبالتالي فكرة العزل داخل المنزل قد لا تطبق، ولكن إذا جرى عزل الشخص المصاب في مكان مخصص ستكون الأمور أيسر، موضحا أنه سيتقدم بطلب إلى محافظ القليوبية للتبرع بالمنزلين اللذين يستوعبان نحو 100 سرير تقريبا لخدمة القرية والقرى المجاورة لها.
وفي مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر وفي لفتة مميزة من شباب وأهالي، نجح أهل الخير بإسنا في توفير سيارة بيجو بيضاء اللون لخدمة عمليات نقل الحالات المصابة والمشتبه فى إصابتها بفيروس كورونا لأية وجهة لخدمة المصابين بالمجان تماماً، وذلك بعد تكرار الشكاوى مؤخراً من عدم موافقة أحد على نقل المصابين لمستشفى الحميات أو غيرها من المستشفيات لفحصهم.
وفى هذا الصدد صرح الشيخ علاء مفتاح إمام وخطيب مسجد بمحافظة الأقصر، أنه تم إطلاق مقترح بين أهالى محافظة الأقصر، للعمل على استغلال دواوين العائلات المنتشرة في شتى مراكز وقرى المحافظة، وتحويلها إلى مناطق للعزل المنزلي للمصابين والمشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا، وذلك للتكامل مع بروتوكول وزارة الصحة والسكان الجديد، بعزل المرضى فى منازلهم وإمدادهم بالأدوية والعلاجات الطبية مجانًا.
وأضاف أن دواوين العائلات المنتشرة في القرى تعد الاختيار الأنسب والأفضل لعزل المصابين ذوي الأعراض البسيطة، حيث إنها تتوافر فيها العديد من المميزات، تبدأ باحتواء بتلك الدواوين على مساحات واسعة للغاية، وهذا ما يوفر عامل التباعد بين المرضى، كما إنها مزودة بغرف، وبها قطع أثاث، ومزودة بمياه الشرب والصرف الصحي، كما أن البعض منها به أشجار وهذا ما سيساعد على تنقية الهواء من الشوائب والملوثات.
وقال الشيخ علاء مفتاح في تصريحات خاصة أن تلك المبادرة بإستغلال تلك الأماكن وهى دواوين العائلات كمناطق للعزل سوف يساهم في خفض معدل انتقال العدوى لأسرة المُصاب، من خلال تجنبهم الاختلاط به، حيث إن الكثير من الأسر ليس لديها أية معلومات كافية عن كيفية التعامل مع مرضى الفيروس، نظرًا لكونه أمرًا مستجدًا عليهم، وسوف يقتصر دور الأسرة فقط على مد المريض بما يحتاجه من طعام فقط، هذا إلى جانب الدعم النفسي الذي سوف يحصل عليه المصاب من جانب جميع أبناء عائلته من مساندة ومؤازرة.
وأوضح أن كل عائلة في قرى ونجوع محافظة الأقصر تملك ديوان خاص بها عبارة عن "مندرة" تضم غرفة أو غرف كبيرة، وفي ظل توقف استقبال العزاء تظل تلك الدواوين مغلقة، ولهذا كان لابد من إيجاد حل لحسن استغلالها وتطويعها بالشكل المناسب حتى نتمكن من الخروج من أزمة إنتشار العدوى بفيروس كورونا بأقل الخسائر الممكنة، مؤكداً على أنه في حالة تطبيق هذا المقترح في قرى ونجوع الأقصر فإن معدل الإقبال سوف ينخفض على المستشفيات، وبالتالي يتم الحفاظ على الأدوات الطبية، وطاقة الأطباء.
وقال أحمد حامد إبن قرية الرزيقات بمدينة أرمنت، أنه مستعد لفتح ديوان عائلته "آل حامد" بالقرية لخدمة أى مصاب بكورونا يتقرر عزله داخل قريته وذلك لخدمته، مؤكداً أنه ومجموعة من شباب الأقصر أطلقوا خلال الأيام الماضية مقترح مبادرة بغستغلال دواوين العائلات المنتشرة في مراكز وقرى المحافظة، وتحويلها إلى مناطق للعزل المنزلي للمصابين بفيروس كورونا، وذلك تماشيًا مع بروتوكول وزارة الصحة والسكان الجديد، بعزل المرضى منزلياً وإمدادهم بالأدوية والعلاجات الطبية مجاناً داخل تلك الدواوين.
وأضاف أحمد حامد فى تصريحات خاصة، أن تلك المبادرة ترتكز على أن دواوين العائلات المنتشرة في القرى تعد الاختيار الأنسب والأفضل لعزل المصابين ذوي الأعراض البسيطة، حيث تحتوى تلك الدواوين الخاصة بالعائلات على مساحات شاسعة وبها تهوية مميزة تخدم الجميع وبالأخص المرضى، وهو ما يساهم فى توفير عامل التباعد بين المرضى، وجميع الدواوين الخاصة بالعائلات بها آثاث متكامل ومراوح وكذلك مكيفات للهواء، ومزودة بكافة وسائل المعيشة من مياه شرب وأكثر من دورة مياة لخدمة أكثر من شخص بنفس المكان، مؤكداً على أن فتح دواوين العائلات أمام المصابين لعزلهم داخلها يساهم فى تقليل الضغط على المستشفيات ويوفر رعاية صحية وتباعد إجتماعى مميز للغاية.