الحركة الإخوانية استعملت أعمال «الدواعش».. اتهامات تطال «النهضة» بمحاولة اغتيال «بن علي»
الخميس، 04 يونيو 2020 02:00 م
اتهامات لا تهدأ وجهت لحركة النهضة الإخوانية في تونس في الفترة الأخيرة تشير إلى تورطها في الإرهاب وبسبب جلسة لمساءلة رئيسها راشد الغنوشي، الذي يرأس البرلمان على إثر تحركات وصفتها أحزاب تونسية بـ«المشبوهة» من ضمنها العلاقات مع حكومة الوفاق والتواصل مع تركيا.
وفي أحدث حلقة من حلقات التحركات لعزل حركة النهضة الإخوانية وكشف ما تؤكد أحزاب سياسية أنه تورط في الإرهاب، أفاد النائب عن قلب تونس، زهير مخلوف، في حوار عبر إذاعة "أي أف إم" الخاصة أن لديه أدلة حول تورط النهضة في التفجيرات والعنف زمن نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي "وهي تهم كفيلة باخراجها من المشهد السياسي تماما".
وقال مخلوف: في العهد السابق النهضة استعملت كل أعمال "الدواعش" من تفجيرات ومحاولات اغتيال طالت الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي وحتى التحضير لانقلابات مضيفا "لدي أدلة حول تلك الخطط".
وأوضح مخلوف أن الأدلة التي يملكها ليست بحوزة الدولة التونسية ولم تكن على علم بها بتاتا مؤكدا أنه مستعدا للمساءلة في حال تم التحقيق معه عما بحوزته من معلومات ودلائل.
وأضاف زهير مخلوف "كان هنالك جهاز يدير الحركة ويخطط لجلب أسلحة وقنابل والقيام بعمليات الرصد والاستكشاف لاستهداف العديد من المنشآت الأمنية في منطقتي نابل والمروج".
وأشار إلى أن الحركة الإخوانية حاولت اختراق السلطة، مضيفا: سنة 1988 أي بعد سنة من تولي بن علي السلطة عقدت النهضة مؤتمرا في ولاية صفاقس وتم إصدار مخطط تحت اسم "خطة الثلاثية" الأولى كانت التطمين والتهدئة، والثانية الاستعصاء والثلاثة كانت فرض الحريات إلى الوصول إلى الفراغ الدستوري، مؤكد أن الفراغ الدستوري تنفيذ مخطط اغتيال بن علي حيث يقع فراغ دستوري ومسك السلطة.
ومن المنتظر أن تثير تلك التصريحات جدلا واسعا في تونس خاصة وأن النهضة اتهمت من قبل خصومها بإنشاء جهاز سري وأنه يقف وراء عمليات الاغتيال السياسي التي طالت المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
واتهمت النهضة كذلك بربط علاقات مع تيارات سلفية متشددة وجعل تونس حاضنة للمتشددين وتسفير الشباب التونسي للقتال في بؤر التوتر خاصة في سوريا وليبيا.
كما تأتي التهم التي اعلن عنها زهير مخلوف في ظل انتقادات كبيرة يتعرض لها رئيس البرلمان ورئيس النهضة راشد الغنوشي برهن تونس للمحور التركي القطري وخدمة مصالح اردوغان في ليبيا.
وقال النائب عن الكتلة الديمقراطية المنجي الرحوي أن القوى التقدمية والديمقراطية ضد سياسيات حركة النهضة الهادفة للتدخل الأجنبي في ليبيا ورهن البلاد للمصالح التركية.
وأضاف الرحوي في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك الثلاثاء أن جلسة مسائلة الغنوشي في البرلمان ستكون "يوم الصخب" ضد الغنوشي والحركة الإسلامية.
وتابع الرحوي "ليكن يوم الصخب على كل ممارسات راشد الخريجي الغنوشي ومن ورائه حزب النهضة في إشعال نار الحرب بقيادة تركيا الرمز العالمي للاخوان والداعم المالي لهم عراب المشروع الصهيوني في الوطن العربي دولة قطر وليكن صوتنا حاسما قاطعا أننا لسنا لا مع هذا ولا مع ذاك في جعل الشعب الليبي محرقة".
وتعرض راشد الغنوشي لانتقادات واسعة من قبل نواب المعارضة وبعض نواب الائتلاف الحكومي بسبب عدم قدرته على إدارة الجلسة وتحديد مدة مناقشة اتصالاته المشبوهة برئيس حكوم الوفاق فائز السراج بثلاث ساعات قط دون العودة إلى رؤساء الكتل.
وقالت النائبة عن الكتلة الديمقراطية سامية عبو في كلمتها في البرلمان إن الغنوشي ليس رجل دولة وأنه في الأساس رجل دين غير قادر على تسيير جلسة.
وتصاعدت الانتقادات لراشد الغنوشي بجر تونس إلى المحور التركي القطري في الملف الليبي حيث نددت النائبة عن الحزب الدستوري الحر عواطف غريش بقرار البرلمان التركي إرسال قوات لمساندة حكومة الوفاق معتبرة ذلك احتلالا وتدخلا في الشان الداخلي لدولة شقيقة.
ورددت النائبة بيان البرلمان العربي الرافض للتدخلات التركية في الشأن الليبي ومواقف البرلمان الإفريقي الرافض للتدخل الأجنبي داعية إلى احترام حسن الجوار.
من جانبها قالت رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسى إن التاريخ سيحفظ أن البرلمان بقيادة الغنوشي لم يصدر بيانا يندد فيه بالتدخلات الأجنبية في ليبيا وزعزعة استقرار منطقة المغرب العربي.
وأضافت عبير موسى "على الشعب أن يواصل متابعة الجلسات ومساعينا للحصول على الأصوات الكفيلة بسحب الثقة من الغنوشي وتخليص البلاد من أشراره".
بدوره انتقد النائب عن حركة الشعب زهير المغزاوي، شريك الحكم في تونس توريط تونس في النزاع الليبي خدمة للمصالح التركية والقطرية داعيا إلى أن يكون الحل في ليبيا بين مكوناتها بعيدا عن التدخلات الخارجية.
وأكد المغزاوي أن ليبيا تحولت إلى ساحة للأطماع الخارجية وبيئة حاضنة للمتشددين والمرتزقة ما يشكل تهديدا للأمن القومي في تونس.