«خزعبلات» أدوية علاج كورونا تغزو الأسواق.. والصحة تحذر
الأحد، 31 مايو 2020 03:00 مأحمد سامي
تحذيرات عديدة أطلقتها وزارة الصحة في الفترة الأخيرة بشأن برتوكولات العلاج المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع الإعلامية باعتبار أنها تستخدم من قبل المستشفيات في علاج فيروس كورونا المستجد، وقد تضمنت البرتوكولات المتداولة العديد من الأسماء لأدوية الكلوركين والتاميفلو وغيرها، الأمر الذي أثار حالة من الجدل وتسارع البعض لشراء الأدوية وتخزينها رغم نفي الوزارة.
ومن أكثر الوثائق المتداولة ما نسب إلى مستشفي القصر العيني الفرنساوي بأدوية لمعالجة الفيروس وبكميات محددة الأمر الذي دفع مجلس الوزراء ووزارة التعليم العالي إلى التأكيد على عدم صحة المنشور المنسوب لمستشفى قصر العيني الفرنساوي المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن هذا المنشور مزيف، مشددةً على أنه في حال الوصول إلى أية بروتوكولات علاجية متفق عليها من منظمة الصحة العالمية سيتم الإعلان عنها والبدء في تطبيقها بشكل رسمي، مُحذرةً من الانسياق وراء مثل تلك البروتوكولات العلاجية التي قد تضر بصحة من يستخدمها.
وعلق الدكتور سمير عنتر، مدير مستشفي حميات إمبابة السابق، أن من أكبر الكوارث الأدوية المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي يلهث المواطنين لشراءها وتخزينها دون الحاجة، فهذا الدواء علاجي وليس وقائي من اجل علاج الشخص المصاب بالفيروس والتي أظهرت النتائج ايجابية حالته كما أن بعض هذه الأدوية لا يأخذ الا في حالة ظهور أعراض معينة فقد يكون الشخص مصاب بالفيروس ولكن حالته لا تستدعي تناول كافة العقاقير المطلوبة، فالعلاج يختلف من شخص لآخر.
وأضاف عنتر في تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة»، أن العالم أجمع وليس مصر وحدها لا تتوافر لديها برتوكول معين يتم استخدامه لعلاج مصابي فيروس كورونا، وحتي الآن لم يتم التوصل لعلاج ولكنها اجتهادات وفقا للتجارب السريرية، موضحا أن الطب ليس «اسطنبة» محددة يمكن اتباعها فحتى علاج التهاب اللوز يختلف وفقا لحالة المريض وسنه وطبيعة الأمراض المزمنة التي يعاني منها.
وأوضح مدير مستشفي الحميات السابق، أن الإعلان عن الأدوية على السوشيال ميديا سواء من أشخاص عاديين أو مصابين أو أطباء يدعوا المعرفة نوع من الخزعبلات والتدليس واللعب بعقول المواطنين والانتهازية فكل شخص أصبح يدلي بدأت في هذا الوقت ليظهر بأنه العارف ببواطن الأمور فهذا أمر خاطي، فالحديث عن كلمة برتوكول يعني قائمة معينة من الأدوية الأطباء يستعينون بها لعلاج كل مريض حسب حالته والأعراض الظاهرة عليه، فليس كل مصابي كورونا يتم إدخالهم العناية المركزة أو على جهاز التنفس الصناعي.
ووجه عنتر نصيحة للمواطنين قائلا: «لابد الالتزام بالمنزل وأن كل شخص خالط شخص إيجابي أو متشكك في حالته لابد عليه أن يعزل نفسه منزليا منذ بداية معرفته بإيجابية الشخص المخالط له، وأن يتابع الأعراض التي تظهر عليه فإذا تفاقمت يتوجه للجهات المختصة ولكن إذا شعر بتحسن فعليه الاستمرار بالمنزل دون اتخاذ أي أدوية سواء فيتامينات أو مقوي المناعة لأنه استغلال ولعب بالعقول فالمريض قد يموت من تعاطي أدوية خاطئة وليس من الفيروس نفسه، وبالتالي لابد من عدم تناول أي أدوية حتى لا تسبب مضاعفات أخطر، فهناك أدوية عالمية تم إيقافها لما تسببه من مضاعفات فالمطلوب من الجميع التباعد وعدم تناول أدوية عشوائية، وعدم الانسياق وراء الشائعات التخريبية».
وحذر الدكتور نادر محروس مدير مستشفى الحميات بأسوان، من برتوكولات العلاج المتداولة في الآونة الأخيرة على التواصل الاجتماعي لعلاج فيروس كورونا المستجد، موضحا أن المستفيد من هذا الأمر شركات الأدوية وتسعى كل شركة أن تسوق لمنتجاتها، بالإضافة إلى أن كل دوله لها بروتوكول علاج خاص يرتكز على تجارب سابقة لعلاجات أو نقلا من خبرات دولا أخرى.
وأضاف محروس، أنه لا يوجد علاج تم الإجماع عليه وفي فاعليته المباشرة ضد المرض وأن كل علاج يطرح له ماله وله ما عليه، مؤكدا أنه أيضا لم يتم التوصل لتطعيم فعال ضده، وللمرض مراحل متعددة وكل مرحلة لها من التحاليل والعلاجات تختلف من واحدة لأخرى، وأيضا يوجد مضاعفات عديدة تختلف فى طريقة التعامل معها، لذا ينصح المواطنين بعدم تداول أى بروتوكول للعلاج أو الترويج له حتى لا يتسبب فى مشاكل صحية أو حدوث بلبلة بين المرضى، مشددا على أنه يجب أنه يترك ذلك للمختصين.
وأكد مدير حميات أسوان، أن الفيتامينات لا يوجد مشكلة في تناولها ولا ضرر منها ومن الإمكان فى حال نقصها أن تفيد ومنها فيتامين سي، وفيتامين (د) والزنك وغيرهم، ولكن يمكن أن يهتم المواطنين بالغذاء المتوازن الغني بالفيتامينات والمعادن الطبيعية وأهمها طبق السلطة بكل أنواعها الخضراء الحمراء والصفراء كما أن الفواكه الطازجة مهمة للغاية.
وقد أعلن وزير التعليم العالي، أنه حتى الآن لم يتم اكتشاف علاج للفيروس ولكن يتم تكثيف الاهتمام بالبحث العلمي خلال هذه الفترة من أجل التوصل إلى أدوية وعلاجات فعالة، ومساعدة للقضاء على فيروس كورونا المستجد، حيث تعمل حالياً مجموعة أساتذة من الجامعات المصرية، وعدد من الأساتذة ببعض الجهات المختلفة المنوط لها بالبحث العلمي على تحديد الأهداف البحثية، التي تعمل عليها مصر، وتتمثل في مجموعة، منها تعمل على تصنيع أجهزة التنفس، وأخرى تعمل على التشخيص المبكر لفيروس كورونا، ومجموعة أخرى تعمل على التعرف على جينات المرض، ومجموعات أخرى تعمل على التجارب السريرية، من حيث تحديد أنواع الأدوية، التي يمكن الاستفادة منها في العلاج للمرض من خلال البروتوكولات.